المواسم والعروة الزراعية معلومة للقاصي والداني، واللافت دائما ان أسعار الحمضيات بالمجمل والليمون خاصة، ينحصر سعره بين دينار ودينارين للكيلو، ولكن هذا الموسم انخفض سعره الى ما دون 30 قرشا للكيلو، وبيعت العبوة من المزرعة لدى البعض بدينار، ما فاقم خسائر المزارعين، الذين يجهدون طوال العام في رعاية الشجر من (تزبيل) و(تعشيب) ومبيدات وأثمان مياه وأجرة عمال، واجواء حارة لا تطاق، ولا يخرجون حتى بخفي حنين، لان الديون تتراكم عاما أثر عام.

المعضلة الزراعية، تأتي بإغلاق الاسواق الخارجية في ظل الظروف السياسية الراهنة في الجوار،وفتح باب الاستيراد احيانا ليتضارب مع الموسم المحلي،كما يحصل سنويا مع الموز والبطاطا والبصل والثوم..الخ، ففي كل عام يشكو المزارعون من فتح باب الاستيراد وتعلق الوزارة الاستيراد، ولكن تدخل كميات من هنا وهناك، أو تظهر بضائع مخزنة لدى التجار وفي البرادات، وعندما تنتهي العروة الانتاجي في مناطق محددة، تظهر منتوجات مناطق اخرى، فترتفع الاسعار لصالح مزارعين جدد وتجار او تنهار، والبندورة تشكل «باروميتر» الاسعار للمنتوجات الزراعية، وهي خير مثال فيوم الكيلو بدينار وبعد فترة العبوة (حوالي 8 كيلو) ما بين 50 قرشا الى دينار، وقس على ذلك الكوسا والباذنجان والملفوف..الخ.

الواقع الزراعي صعب، وحلوله أضحت مستحيلة، لغياب الفعل الواضح، والاستراتيجيات طويلة الأمد، ومع تغير كل وزارة تتغير الخطط والأولويات، فأين النمط الزراعي؟ وأين دراسة الفجوة السعرية بين السوق المركزي والمستهلك؟ التي تذهب ارباحها للتجار، والمزارع أخر المستفيدين، وأين صندوق المخاطر الزراعية، أين وأين طويلة.

ذكر رئيس وزراء سابق، انه استمع الى شكاوى المزارعين عام 2008 واذا بها تتماثل مع ما طرح امام الشهيد وصفي التل، فالحل كما هو ومعلق الى اشعار آخر.

ziadrab@yahoo.com