المؤلف: صدام الخمايسة
الناشر: دار عالم الكتب الحديث
الغد- صدر، حديثاً، عن دار عالم الكتب الحديث للنشر والتوزيع في إربد كتاب بعنوان "حوكمة تكنولوجيا المعلومات ودورها في الوقاية من الأزمات"، للمهندس صدام الخمايسة/ مدير دائرة تكنولوجيا المعلومات في جامعة كولومبيا-عمان.
يعالج الكاتب المنهج الحديث في التعامل مع تكنولوجيا المعلومات الذي يسمى بحوكمة تكنولوجيات المعلومات "Information Technology Governance"، وهو عبارة عن هيكل أو إطار يتكون من مجموعة من الإجراءات والسياسات والعمليات والممارسات، وبدوره يؤدي إلى ضبط مصادر تكنولوجيا المعلومات التي تعد عنصراً رئيسياً في نسيج المؤسسة، التي تطور دورها من دور داعم إلى دور محوري في تقديم القيمة للمؤسسات، وضمان الاستخدام الفاعل والكفء لها، وذلك من أجل تعظيم الاستفادة منها لخدمة أعمال المؤسسة، وتوجيهها بالمسار الصحيح لكي تحقق المؤسسة رؤيتها ومهمتها وأهدافها الإستراتيجية.
تنبثق فلسفة منهجية تطبيق حوكمة تكنولوجيا المعلومات عن طريق فهم الخارطة المعلوماتية المطبقة في المؤسسة وتأثيرها على أعمال المؤسسة وفهم حيثياتها بشكل كامل، ثم العمل على مد جسور المعرفة والتواصل بين الإدارة التنفيذية أو مجلس الإدارة والموظفين، ثم العمل على إنشاء هيكل حوكمة متوازن وطويل الأمد للمؤسسة؛ لضمان فوائد المؤسسة في بيئة يمكن التحكم فيها بالمخاطر، وخفض التكاليف، وزيادة العوائد، وتلبية متطلبات العملاء، وإنشاء صورة اجتماعية جيدة والمحافظة على سمعتها ومكانتها المرموقة، وثقة المستفيدين منها. تتجلى أهمية الحوكمة في "توفير المستلزمات كافة للقضاء على الفساد الداخلي في المؤسسات، وتحقيق وضمان النزاهة والاستقامة لكل العاملين في المؤسسة، والعمل على منع الأخطاء والقصور سواء كان متعمداً أم غير متعمد، والتأكيد على مساءلة الإدارة، وتحقيق الإفادة القصوى من نظم الرقابة الداخلية والحد من الممارسات الإدارية غير السليمة".
ويرى الخمايسة، في كتابه، أنه أصبح لزاماً على المؤسسات المضي قدماً في تطبيق حوكمة تكنولوجيات المعلومات؛ لأنها تقوم بدور أساسي لا غنى عنه في تجنب الأزمات قبل حدوثها، والتخلص منها حال حدوثها بطريقة مثلى، والحد من تفاقم تداعياتها السلبية، عن طريق توفير منظومة معلوماتية آمنة من الاختراقات الأمنية، ومتطورة وقادرة على فهم هذه الأزمات واستيعابها، بحيث يتم التعامل مع الأزمة في إطار إدارة إستراتيجية وفق منهجية إدارية سليمة، بعيداً عن العشوائية والارتجالية وسياسة الفعل ورد الفعل. يعد الحصول على معلومات دقيقة أثناء حدوث الأزمات أمراً في غاية الأهمية والسبب الرئيسي في النجاح في درء وإدارة الأزمات، فكلما توافرت المعلومات الصحيحة، كانت نسبة حلها أكبر بكثير وأسرع في احتوائها، في الوقت الذي تتصاعد فيه حدة الأزمات نتيجة لغياب المعلومات وندرتها أو لوجود خلل في منظومة الاتصال، أو خلل في البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات، مما يؤدي إلى اتخاذ قرارات خاطئة ذات كلفة عالية.
وقد تطرق الكاتب إلى حوكمة وتنظيم تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي "Social Media" داخل بيئات أعمال المؤسسات، وتطبيق أفضل السياسات المتعلقة بالاستخدام الفعال لهذه التطبيقات، واستخدامها بلباقة وحكمة وموضوعية من حيث طريقة التفاعل مع المستخدمين، وإدارة المحتوى ضمن معايير إيجابية بعيدة عن الإساءات، أو الكراهية، أو مخالفة القانون؛ لتعزيز العلاقة مع الجمهور، وتأكيداً لمبدأ الشفافية في التواصل، وبالتالي رفع مستوى الأداء. وأيضاً إلى حوكمة استخدام الأجهزة المحمولة "Smart Phone" في مكان العمل، وتنظيمها عن طريق وضع سياسات ومعايير لإدارة وصول الأجهزة المحمولة إلى شبكة المؤسسة أو بياناتها، وتنظيمها حسب الصلاحيات، وتوعية وتعريف الموظفين بالمخاطر المتوقعة عند استخدام هذه الأجهزة خلال ساعات العمل؛ بما يضمن توفير بيئة نظم معلومات آمنة وموثوقة، وإيجاد بيئة عمل مهنية يتعامل فيها موظفو المؤسسة بمستوى عال من الأخلاق والمسؤولية. بالإضافة إلى حوكمة الحوسبة السحابية "Cloud Computing Governance" الصديقة للبيئة واعتماد أفضل الممارسات لأمنها التي يمكن اتباعها لضمان سلامة البيانات والتطبيقات في البيئة السحابية.
وقسم الكتاب الصادر حديثاً عن دار عالم الكتب الحديث للنشر والتوزيع إلى خمسة عشر فصلاً، يتناول فيها "مفهوم تكنولوجيا المعلومات وأثرها في النمو الاقتصادي، مفهوم حوكمة تكنولوجيا المعلومات، أهداف وفوائد تكنولوجيا المعلومات، خريطة الطريق لتطبيق حوكمة تكنولوجيا المعلومات، حوكمة المعلومات في المؤسسات الأكاديمية، حوكمة تكنولوجيا المعلومات في بيئة الحوسبة السحابية، حوكمة تكنولوجيا المعلومات ودورها في تحسين جودة الخدمات، حوكمة تكنولوجيا المعلومات الافتراضية، حوكمة وتنظيم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، التدقيق ودوره في تجسيد حوكمة تكنولوجيا المعلومات للمؤسسات، الأزمة أنواعها وخصائصها وأسبابها وإدارتها، التفكير الإبداعي ومعالجة الأزمات، إستراتيجيات وتطبيقات عملية على حوكمة تكنولوجيا المعلومات للوقاية من الأزمات".