وزير السياحة والاثار يفتتح مركز زوار الموقع
العرب اليوم - ياسر مهيار - افتتح وزير السياحة والآثار، نايف حميدي الفايز، أمس مركز زوار أم الرصاص بحضور مديرة عام منظمة اليونسكو، وسفيرة الاتحاد الأوروبي في الأردن، حيث أكد أن الوزارة ستقوم بإدراج الموقع والترويج له ضمن المسار السياحي الديني الذي يرتبط بمحافظة مادبا.
ويأتي افتتاح هذا المركز ضمن باكورة المواقع السياحية والأثرية التي عمدت إلى افتتاحها الوزارة هذا العام، ليضيف المزيد من المسارات السياحية أمام الزوار المحليين والأجانب.
وقال الفايز: موقع أم الرصاص أخذ مكانته على خارطة العالم السياحية ليكون معْلما مهماً وموقعا اثريا وتراثيا عالمياً معتمدا من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) عام2004.
وأضاف أنه تم اختيار موقع أم الرصاص ضمن المواقع العالمية لأن أم الرصاص تحفة تجسد معنى التآخي بين الديانتين الإسلامية والمسيحية، ولعظمة آثارها ومنها كنيسة القديس اسطفانيوس وأرضيتها الفسيفسائية التي شيدت خلال الحكم العباسي في القرن الثامن الميلادي، إضافة إلى برج الناسك العمودي الذي يبلغ ارتفاعه حوالي 15 مترا الذي استخدمه الرهبان قديما طلبا للعزلة.
ولهذا فقد أولت وزارة السياحة والآثار هذا الموقع جل اهتمامها، وقامت بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي لبناء هذا المركز المتطور ليكون منطقة جذب سياحي ولتقدم خدمة للمجتمع المحلي الذي ستنعكس آثاره الإيجابية عليه وإيجاد فرص عمل لأبنائه.
وتابع الفايز قائلا إن الوزارة قامت بدعم وتمويل من الاتحاد الأوروبي على تنفيذ مشروع تطوير موقع أم الرصاص، وهو من المشروعات الحيوية التي تم تنفيذها لتنشيط الحركة السياحية في المنطقة، حيث تم إنشاء مركز الزوار، وهو العنصر الرئيس من عناصر ترويج وحماية الإرث الحضاري الذي تم تمويله بتكلفة 2.5 مليون يورو من الاتحاد الأوروبي.
ويحتوي المركز الذي أقيم على مساحة 800 متر مربع، على الخدمات والتسهيلات كافة بما في ذلك مطعم مزود بكل المرافق اللازمة، إضافة إلى مساحات وممرات تشتمل مواقف للحافلات والسيارات السياحية، حيث سنقوم بوضع خطة لإدارة وإيجاد فرص عمل لأبناء المنطقة وبناتها.
ويحتوي الموقع على قاعات للاستقبال ومكاتب إدارية ومركز للبريد ومكاتب للشرطة السياحية وقاعات لعرض سيدات المجتمع لمنتوجاتهم وكافتيريا ومطعم ومرافق صحية وأخرى للتسهيلات على الزوار، إضافة إلى مكتب الشرطة السياحية.
وأشار إلى إن خطة وزارة السياحة المنبثقة عن إستراتيجيتها المعلنة تقوم بالعمل على تنشيط الحركة السياحية إلى موقع أم الرصاص، لإبراز الموقع على الخارطة السياحية الأردنية ضمن برنامج محافظة مادبا، وعلى تطوير الموقع سياحيا لرفد الاقتصاد الوطني، والإسهام في تنمية المجتمعات المحلية المجاورة ودعمها من خلال توفير فرص عمل جديدة، وخلق مناخ استثماري يتوافق مع أهمية الموقع الثقافية والبيئية والتاريخية وتحديد الاستعمال الأمثل للأراضي ضمن المنطقة.
وقال إن الوزارة ستقوم بتنشيط الحركة السياحية إلى الموقع من خلال حملات ترويجية وتسويقية متخصصة للتعريف به وتعريف العالم بأهميته باعتباره احد أهم المواقع التي يرتادها الحجاج المسيحيون من شتى بقاع الأرض خلال المسار السياحي الديني الذي يربط محافظة مادبا بأم الرصاص، حيث يبدأ من (المغطس، جبل نيبو، وكنائس مادبا، مكاور، أم الرصاص) وإن هذا المسار يحتوي على ثلاثة مواقع حج مسيحي من أصل خمسة مواقع تم اعتمادها من قبل قداسة البابا يوحنا بولس الثاني في عام 2000 وتم تأكيد هذه المواقع من قبل قداسة البابا بندكتوس السادس عشر خلال زيارته للأردن عام 2009.
ويعود تاريخ موقع أم الرصاص "ميفعة" إلى نهاية القرن الثالث الميلادي، حيث كان موقعا عسكريا رومانيا تمثل في الحصن الدفاعي ذي الأبراج في زواياه، من أجل تثبيت النفوذ وحماية طرق التجارة المتجهة من الجزيرة العربية إلى بلاد الشام وبالعكس.
وخلال الفترة البيزنطية والإسلامية المبكرة بُني العديد من المباني الدينية كالكنائس والمصليات والمباني الخاصة كالبيوت والمعاصر داخل الحصن وخارجه.