كشف الرئيس التنفيذي لهيئة تنظيم قطاع الاتصالات المهندس بسام السرحان أمس أن الهيئة منذ انطلاقها في العام 1995 رفدت خزينة الدولة بمبلغ إجمالي بلغ قرابة 2.3 مليار، وذلك حتى نهاية شهر نيسان (أبريل) الماضي، مؤكدا العمل على متابعة حثيثة مع الجهات المعنية والدول المجاورة لحل المشاكل التي نجمت عن "التشويش" على نظام الخرائط "الجي بي اس" تزامنا مع الحرب على غزة.  

 

 

وبين السرحان، في اللقاء الصحفي الذي انعقد في مبنى وزارة الاتصال الحكومي في عمان بعنوان "واقع الاتصالات في الأردن" أن الهيئة تعد أكثر هيئة مستقلة تورد مبالغ للخزينة والأكثر وفرا وتلعب دورا كبيرا في دعم الموازنة وتحويل الفوائض حسب الأصول، حيث تتأتى إيرادات الهيئة من عوائد حصة المشاركة بالعائدات، ‏والعوائد المتأتية من الرخص والتصاريح وعوائد تجديدها (تشمل عوائد الترددات) والأجور والواردات التي تتقاضاها الهيئة عن الخدمات التي تقدمها، وحصيلة الغرامات المفروضة بموجب أحكام قانون الاتصالات. 

 

وأكد السرحان في اللقاء الذي انعقد في إطار" منتدى التواصل الحكومي" الذي تنظمه بشكل دوري وزارة الاتصال الحكومي، أن قطاع الاتصالات في المملكة شهد تطورا لافتا خلال السنوات الماضية مع إدخال أحدث الأجيال من أجيال الاتصالات، وكان آخرها الجيل الخامس الذي مر عام كامل على دخوله السوق المحلية بشكل تجاري. 

 وقال إن السوق المحلية تتمتع بمنافسة شديدة ساهمت في تقديم بنى تحتية متنوعة وبأسعار أصبحت في متناول الجميع، ما أسهم في زيادة انتشار الخلوي ليسجل مع نهاية العام الماضي قاعدة اشتراكات بلغت 7.7 مليون اشتراك بنسبة انتشار وصلت إلى 67 % من السكان، كما زاد عدد اشتراكات الإنترنت السلكي مثل" الفايبر" ليسجل 805 آلاف اشتراك.

وبخصوص خدمات الجيل الخامس على وجه الخصوص، قال إن عدد اشتراكاتها بلغ حتى نهاية العام الماضي قرابة 13 ألف اشتراك، وتقدم اليوم من خلال 1500 برج، حيث ستشهد الخدمة انتشارا أكبر خلال السنوات القليلة المقبلة وفقا لخطط التزمت بها الشركات المرخصة لنشر الخدمة. 

 وتوقع السرحان زيادة انتشار الإنترنت بشكل عام والجيل الخامس مع زيادة التغطية من قبل الشركات وتوافر الأجهزة الخلوية الداعمة للخدمة على نطاق واسع، مؤكدا أن أهمية الجيل الخامس تكمن في السعات التي توفرها هذه التقنية لتييح تطبيقات مثل إنترنت الأشياء وخدمات التتبع الجغرافي والذكاء الاصطناعي وغيرها من المفاهيم الحديثة في بلد يقدر فيه عدد مستخدمي الإنترنت بأكثر من 10.3 مليون مستخدم. 

وبدأت شركات الاتصالات الرئيسية العاملة في الأردن إدخال خدمات "الجيل الخامس" منذ منتصف العام الماضي، وذلك بعد أن أبرمت الشركات والحكومة اتفاقا تاريخيا صيف عام 2022، تضمن بنود مصالحة وإنهاء خلافات كانت قائمة بين الطرفين، وبنودا لترخيص خدمات الجيل الخامس بما فيها حوافز قدمت للمشغلين لتسهيل عملية إدخال هذه التقنية الحديثة.

 وتوفر تقنية الجيل الخامس قدرات هائلة  تزيد بأضعاف عما تقدمه تقنيات الجيل الثالث والرابع فهي تتميز بتوفير سرعات فائقة وغير مسبوقة تزيد بنحو عشرة أضعاف على سرعات الجيل الرابع ، وتوفير إمكانية التنزيل والتحميل السريعة للملفات وبسعات عالية، ومن مزاياها المهمة أيضا ميزة زمن الاستجابة المنخفض جدا، إذ يعرف زمن الاستجابة بأنه (التأخير بين إرسال المعلومات وتلقيها) الذي سيقل ليصبح جزءا من الثانية، فضلا عن أهمية التقنية في سرعة التنزيل، ومن المزايا القدرة على تقسيم الشبكة بحسب شرائح وحاجات المستخدمين، فضلا عن القدرة الكبرى على ربط عدد كبير من الأجهزة في نفس الوقت.

وعن حالة التشويش التي طالت خدمات الخرائط " الجي بي اس" بالتزامن مع الحرب على غزة أكد السرحان أن الهيئة تتابع بشكل حثيث الموضوع للتقليل من إثارة السلبية على المستخدم، وبأنها اتخذت جميع الإجراءات اللازمة، من خلال القنوات الرسمية بمخاطبة الدول المعنية والاتحاد الدولي للاتصالات، لوقف التشويش على نظام تحديد المواقع الجغرافية العالمي "جي بي أس" في الأردن لحين حل المشكلة بشكل نهائي. 

وقال إن الشكاوى بخصوص مشاكل خدمات" الجي بي اس" قلت كثيرا في الأيام الأخيرة، إلا أن الهيئة ستظل تتابع مع الجهات المعنية لحل المشكلة بالكامل، موضحا أن هذا التشويش يتم عن طريق أجهزة ومحطات إرسال أرضية تحاكي منظومة "جي بي أس" وترسل إشارات للمستقبلات، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى الإشارات المستقبلة من وحول ملف رفع شركات الاتصالات المتنقلة أسعار خدمات وعروض قال السرحان إن الملف الآن في حوز القضاء للبت فيه. 

ومن جانبه، أكد أمين عام وزارة الاتصال الحكومي الدكتور زيد النوايسة أن قطاع الاتصالات يعتبر من القطاعات بالغة الأهمية كونه يساند ويحرك كل القطاعات الاقتصادية كافة فضلا عن أهميته لجذب الاستثمار والتوظيف. 

وقال النوايسة، بأنه تشجيعا للإبداع في مجال الإعلام وتأكيدا على دور التكنولوجيا في تطوير وسائل الإعلام ستنظم وزارة الاتصال الحكومي منتدى الأردن للإعلام والاتصال الرقمي يومي 21 و22 من شهر أيار الجاري برعاية رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة. 

إلى ذلك أكد السرحان أن هيئة الاتصالات لا تدخر جهدا في تقديم وإتاحة الفرصة لإدخال أحدث التقنيات الحديثة في عالم الاتصالات مرجحا تشغيل خدمات الإنترنت الفضائي من قبل شركة "ستارلينك الأردن" في الأردن قبل نهاية العام الحالي.

وقال إن الشركة المملوكة لشركة "سبيس إكس" الأميركية ستعمل على تجهيز المحطات والمعدات ومركز البيانات التابع لها في محافظة العقبة خلال فترة الشهور القليلة المقبلة، لتكون الشركة جاهزة من النواحي الفنية والتقنية لإطلاق الخدمة وهو المتوقع قبل نهاية العام الحالي. 

وتمتلك شركة "سبيس اكس"، من خلال مشروع شبكة "ستار لينك"، أقمارا صناعية يزيد عددها على 3000 قمر صناعي، ومن المتوقع أن تغطي عشرات الآلاف من الأقمار الصناعية المدارات المنخفضة للأرض بغية تكوين شبكة إنترنت عالمية.

وحول ملف المكالمات والرسائل الاحتيالية أكد السرحان بأنها ظاهرة تتزايد مع انتشار خدمات الاتصالات وتعاني منها كافة الدول، داعيا المستخدمين لعدم التجاوب والتعاطي وإعادة الاتصال مع هذه المكالمات أو الرسائل. 

وأشار إلى جهد تبذله الهيئة بالشراكة مع شركات الاتصالات المحلية لإيجاد حلول فنية تقلل أو تقضي على هذه الظاهرة.