أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    09-Feb-2025

صلابة الأردن*د.عدلي قندح

 الدستور

يتميز الأردن بصلابة استثنائية مكّنته من تجاوز التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية رغم موقعه الجغرافي الحساس وقلة موارده. هذه القوة مستمدة من حكمة القيادة الهاشمية، علاقاته الدولية والعربية المتينة، وتماسك شعبه والتفافه حول قيادته وإيمانه بوطنه ومستقبله.
 
منذ تأسيس الدولة، شكلت القيادة الهاشمية ركيزة الاستقرار الوطني، حيث تبنى ملوك الأردن نهجًا يقوم على الحكمة والتوازن في العلاقات الخارجية، مما حافظ على استقرار البلاد رغم الأزمات الإقليمية. الملك عبدالله الثاني، برؤيته الاستراتيجية، عزز مكانة الأردن كلاعب إقليمي ودولي مؤثر، فحافظ على علاقات قوية مع العالم، وركز على الاقتصاد والاستثمار والأمن الوطني، إضافة إلى دوره المحوري في الدفاع عن القضية الفلسطينية والوصاية الهاشمية على المقدسات.
 
 رغم التحديات، بنى الأردن شبكة علاقات دولية وعربية متينة تستند إلى الاحترام المتبادل والشراكات الاستراتيجية. فقد حافظ على تحالفات قوية مع الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، والدول العربية، وخاصة دول الخليج التي دعمت مسيرته التنموية. كما لعب دورًا مهمًا في منظومة الأمن العربي المشترك، وساهم في حل النزاعات الإقليمية، مما عزز مكانته كوسيط موثوق وقوة استقرار في المنطقة. الأردن لم يكن يومًا مجرد دولة صغيرة في قلب المنطقة، بل كان وما زال لاعبًا أساسيًا في صياغة التوازنات الإقليمية والدولية. فبفضل دبلوماسيته الحكيمة، استطاع أن يحافظ على استقراره وسط أزمات الشرق الأوسط، مقدمًا نموذجًا فريدًا في التعامل مع التحديات عبر الحوار والانفتاح والتعاون الإقليمي والدولي. كما أن دوره في محاربة الإرهاب وتعزيز الأمن الإقليمي جعله شريكًا استراتيجيًا موثوقًا للقوى العالمية، ما عزز مكانته السياسية والاقتصادية رغم الظروف الصعبة.
 
 ما يميز الأردن حقًا هو شعبه، الذي أثبت في أصعب الظروف التزامه بالحفاظ على وحدة البلاد وأمنها. فرغم الأزمات الاقتصادية والتحديات الأمنية، ظل الأردنيون متمسكين بقيم التضامن والتكافل، مما جعل النسيج الاجتماعي الأردني حصنًا منيعًا أمام أي محاولات لزعزعة الاستقرار. كما أن إيمانهم بوطنهم دفعهم إلى الإبداع والريادة والعمل الدؤوب في مختلف القطاعات، مما عزز مسيرة التنمية. ومع دخول العالم مرحلة جديدة من التحولات الجيوسياسية والاقتصادية، يستمر الأردن في تطوير قدراته وتعزيز صلابته من خلال الاستثمار في موارده البشرية، ودعم الابتكار وريادة الأعمال، وتنويع شراكاته الاقتصادية. كما أن وعي الشعب الأردني وإيمانه بدوره في حماية وطنه، يجعلان من الأردن مثالًا للدولة التي تواجه التحديات بإرادة قوية وطموح لا يتوقف.
 
 رغم كل ما مر به الأردن من تحديات، يبقى الوطن أغلى ما يملك الأردنيون، فهو الأرض التي احتضنت أحلامهم، والتاريخ الذي صنع مجدهم، والمستقبل الذي يستحق أن يبذلوا من أجله كل غالٍ ونفيس. حب الأردنيين لبلدهم ليس مجرد شعور، بل هو فعل يومي يُترجم بالعمل والتضحية والولاء لقيادتهم، والتكاتف لحماية أمنه واستقراره. فالأردن ليس مجرد مكان على الخريطة، بل هو قصة كفاح وإرادة، ورمز للصمود والعزة. ومهما اشتدت الظروف، سيبقى الأردنيون أوفياء لوطنهم، يعملون من أجله، يحلمون بنهضته، ويورثون أبناءهم قيم الانتماء والاعتزاز، لأن الأردن ليس وطنًا نعيش فيه فقط، بل هو وطن يعيش فينا جميعًا.
 
 رغم كل التحديات، أثبت الأردن أنه قوي بإرادته، راسخ بقيادته، وصامد بشعبه. فبفضل القيادة الهاشمية الحكيمة، والعلاقات الدولية والعربية المتينة، والتماسك الوطني، يظل الأردن نموذجًا للصمود والاستقرار في منطقة مضطربة، متطلعًا إلى مستقبل أكثر إشراقًا.