أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    12-Sep-2024

كيف يسهم الاستثمار بمواجهة الكوارث الطبيعية؟ (1 - 2)

 الغد

واشنطن - يقع أكثر من 400 كارثة طبيعية في جميع أنحاء العالم كل عام، مما يعرض ملايين الأشخاص لمخاطر، لا سيما أولئك الذين يعيشون في بلدان تدعمها المؤسسة الدولية للتنمية.
 
 
وفي عام 2023، أسفرت هذه الكوارث عن خسائر فادحة بلغت 250 مليار دولار وأودت بحياة 74 ألف شخص على مستوى العالم.
 
وكانت العواصف الشديدة على مستوى المناطق مسؤولة عن 76 % من الخسائر الاقتصادية. وعلاوة على ذلك، من المتوقع أن يؤدي تغير المناخ الذي يلوح في الأفق إلى أحداث مناخية أكثر تدميراً في المناطق الساحلية في جميع أنحاء العالم، مما يؤكد الطابع الملح لهذا الوضع.
وينطوي تعريف الكارثة على إشكالية نظراً لوجود العديد من التعاريف الرسمية. ويعرف معجم أكسفورد الإنجليزي الكارثة بأنها "حدث أو واقعة ذات طبيعة مدمرة أو مؤلمة للغاية؛ أو مصيبة، وبالأخص حادثة مفاجئة أو كارثة طبيعية تسبب ضرراً كبيراً أو خسائر في الأرواح".
ويمكن أن تكون الكوارث طبيعية (مثل الزلازل والبراكين والأعاصير والفيضانات) ومن صنع الإنسان (مثل الحروب وتغير المناخ والحوادث). وإذا تم الاستعداد للأخطار الطبيعية، فلن تسفر بالضرورة عن أحداث كارثية.
تعرض أفريقيا لمخاطر الكوارث
أفريقيا القارة الأكثر عرضة لمخاطر الكوارث. بين عامي 2015 و 2022، سجلت أكثر من 700 كارثة أثرت على أكثر من 80 مليون شخص وأودت بحياة أكثر من 66 ألف شخص. وأثرت موجات الجفاف والأعاصير والفيضانات على المزيد من الناس وقوضت التنمية الاقتصادية.
ويعد نجاح موزمبيق في الصمود في مواجهة الإعصار فريدي نموذجا مقنعاً للدروس المستفادة والمنفذة بعد الإعصار إيداي في عام 2019. وفي 5 شباط 2023، تحول اضطراب طفيف في الطقس قبالة ساحل شمال غرب أستراليا إلى أطول إعصار استوائي على الإطلاق، وهو إعصار فريدي. وانطلق هذا الإعصار 5000 ميل عبر المحيط الهندي وضرب جنوب موزامبيق بعد ثلاثة أسابيع تقريباً.
وما يزال الدمار الذي خلفه الإعصار إيداي حاضرا في أذهان الناس. وبمساعدة من المؤسسة الدولية للتنمية، طورت موزامبيق نظاماً جديداً للإنذار المبكر لتتبع الأخطار المحتملة والحد منها، واتخاذ إجراءات مبكرة لإنقاذ الأرواح. وسمح نظام الإنذار المبكر هذا لأفيلينو والمجتمعات المحلية الأخرى بالاستعداد والعثور على مأوى سريعاً.
الانتقال من الاستجابة إلى القدرة على الصمود
اشتد الإعصار فريدي بقوة بعد ذلك وضرب موزمبيق وملاوي مرة أخرى في 11 مارس/ آذار 2023، مما تسبب في فيضانات مدمرة مع هطول أمطار غزيرة وعواصف عاتية على الشواطئ. ومما يؤسف له أن هذا الإعصار تسبب في وفاة أكثر من 1000 شخص وأدى إلى نزوح وتهجير مئات الآلاف في ملاوي. وقد أعادت المؤسسة الدولية للتنمية توجيه التمويل المخصص للمعونات الأساسية، وتم تقدير الاحتياجات بعد وقوع الكوارث بنحو 600 مليون دولار للأضرار وبنحو 700 مليون دولار لاحتياجات التعافي. واستشرافاً للقادم على المدى الطويل، تعد المؤسسة برنامجاً شاملاً للاستجابة للأزمات وبناء القدرة على الصمود لمساعدة ملاوي على توسيع نطاق الأعمال الحيوية في الأراضي المتدهورة.
المساعدة في مواجهة الأزمات
على الرغم من أن منع جميع الأزمات أمر مستحيل، فإن المؤسسة تتبع نهجاً شاملاً ومتعدد القطاعات لتدعيم الأنظمة والمؤسسات.
وتعزز الأدوات الخاصة بمعالجة الأزمات، مثل خيار السحب المؤجل لمواجهة مخاطر الكوارث، المناقشات بشأن السياسات والإصلاحات المتعلقة بتعزيز القدرة على الصمود. وتخصص المؤسسة مبالغ تمويل المشروعات غير المستخدمة للتصدي للأزمات باستخدام مكونات الاستجابة في حالات الطوارئ المحتملة. وتشكل هذه الأدوات تمويلاً معد سلفاً يمكن للبلدان الحصول عليه بسرعة في حالة وقوع كارثة.
في عالم اليوم الذي يكتنفه عدم اليقين حيث يتعرض الناس، وخاصة في العديد من البلدان المؤهلة للاقتراض من المؤسسة الدولية للتنمية، لمخاطر الظواهر المناخية بالغة الشدة والأوبئة والجوائح والصراعات والعنف، فإن الاستعداد لمواجهة الأزمات غاية في الأهمية.
وتعتبر المؤسسة الاستعداد والتأهب لمواجهة الأزمات أولوية على مستوى السياسات، وذلك بهدف تعزيز فهم البلدان لمخاطر الأزمات الأساسية وتدعيم قدراتها على إدارة مجموعة متنوعة من الصدمات. وتحقيقا لهذه الغاية، تقدم المؤسسة دليلاً شاملاً لمساعدة البلدان على إدارة مخاطر الأزمات التي تواجهها. وهذا الدليل يغطي أنواعاً مختلفة من الأزمات في مراحل مختلفة من بداية المخاطر، من أول بناء القدرة على الصمود إلى الإجراءات التدخلية بعد انتهاء الأزمة.
ومن بين الأدوات المهمة التي تستخدمها المؤسسة نافذة التصدي للأزمات. وتقدم هذه النافذة تمويلاً إضافياً للبلدان المؤهلة للاقتراض من المؤسسة كملاذ أخير لمعالجة آثار الكوارث الطبيعية الحادة وحالات الطوارئ الصحية العامة والأزمات الاقتصادية. وتستخدم المؤسسة أيضا آلية تمويل الاستجابة المبكرة للمساعدة في الأحداث الصغيرة التي يمكن أن تتطور إلى أزمات كبيرة لكنها ما تزال في مراحلها الأولى. ويوفر هذا التمويل مساندة فورية ويعزز القدرة على الصمود، وهو جانب حيوي لإدارة الكوارث على المدى
الطويل. - (البنك الدولي)