تعتبر الزراعة في الأردن من أكثر المصادر التي تدر دخلا جيدا على الاقتصاد الوطني ، بل هي الأهم على الإطلاق فمن الخضراوات وبخاصة البندورة تعد الأردن واحدة من أعرق وأشهر الدول التي تنتج بندورة ذات جودة عالية وآمنة، يكثر الطلب عليها خارجيا بخاصة من دول الخليج العربي الشقيقة، فالنوع الأردني هو المميز دائماً والمطلوب بكثرة.

 

 

وبما أن المنتجات الزراعية الأردنية يشهد لها بالجودة ومضمونة صحياً وفق المعايير الزراعية العالمية، فنحتاج إلى زراعة أنواع من الخضراوات والفاكهة المرغوبة في الأسواق الخارجية ، لذا تخطو الجهات الرسمية والخاصة خطوات جادة في هذا المجال، فعلى سبيل المثال زراعة أبواغ الفطر تشهد سوقاً رائجة لها داخلياً وخارجياً، فقد بدأت زراعة الفطر بمبادرة فردية مثابرة، حتى تطورت إلى تبني شركات متخصصة في مجال استنبات وزراعة أبواغ الفطر بأساليب زراعية مبتكرة وبأحدث الطرق التقنية الحديثة وبأسعار تنافسية، كما وأن بعض المؤسسات التي تستثمر في هذا النوع من زراعة الخضراوات، أنشأت مزارع خاصة للفطر وتوسعت في ذلك إلى عقد دورات تدريبية وورش عمل لتدريب المزارعين والهواة الراغبين في خوض غمار زراعة الفطر وكل أنواعه وطرق تسويقه حتى يصل إلى المستهلك واستخدام وسائل حديثة لسهولة زراعتها وضمان جودتها وقيمتها الغذائية العالية، تحتاج الزراعة في الأردن إلى التنوع والإبداع في المجال الزراعي، وكما تحتاج أيضا إلى ابتكار طرائق وأساليب زراعية توفر من استهلاك المياه، وتقليل الاعتماد على السماد الكيماوي، واللجوء إلى الأسمدة العضوية والتي هي خطوة أولى على صعيد إنتاج محاصيل زراعية تعتمد بشكل أساسي على الزراعة العضوية، والتي تعد من أفضل الطرق الزراعية التي تحافظ على اتزان التربة، وبالتالي الحفاظ على الفائدة الغذائية للمزروعات والتي تنعكس بصورة مباشرة على صحة المواطن.

 

 

الخطوات التي تقوم بها وزارة الزراعة في اتجاه توسيع دائرة الاعتماد على الزراعة العضوية، والتي بدأت في العام 2009 والقيام باستحداث قسم خاص لهذا النوع من الزراعة في العام2023، خطوة في الاتجاه الصحيح خدمة لسلامة الأغذية وسلامة المستهلكين، والتشجيع على تبني مشاريع ريادية هدفها التنوع الزراعي وإنشاء مزارع وبيوت بلاستيكية لزراعة أنواع من الخصراوات والفواكه لا تزرع في أرض الأردن إنما يتم استيرادها كزراعة أنواع من الفراولة، تلبية لاحتياجات السوق المحلي وتعزيزا للاقتصاد الوطني، وفتح أسواق جديدة أمام منتجات زراعية توافق مختلف الأذواق يطلبها السوق المحلي والعربي والعالمي، كما في زراعة التمور في وادي الأردن، وزراعة الزهور الفريدة وزراعة أبواغ الفطر التي تشهد انتشاراً في الأسواق تمهيداً للاكتفاء الذاتي وكخطوة أساسية نحو التصدير في المستقبل المنظور.