الدستور
لنقل ان البداية من آخر التطورات على الصعيد الاردني الذي لم ولن يتخلى عن دوره في دعم ومساندة القضية الفلسطينية برمتها وما تتضمنه من تفاصيل ذات أبعاد وتأثيرات مختلفة، وتتمثل هذه البداية إعلان وزير الخارجية أيمن الصفدي، الاربعاء عن ان الأردن لن يوقع اتفاقية لتبادل الطاقة مقابل المياه مع إسرائيل في ظل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 43 يوما.
هذا الاعلان الذي وان لم يصدر عن حكومة العدو الصهيوني أي ردة فعل حتى الآن عليه، لانه ليس ذا اهمية بالنسبة لها مطلقا، ولكن لانها تعتبر نفسها أكبر من غيرها لأنها لا تتأثر ولا احد يسير في فلكها، إنما لانها كانت المعتدية اولا على كل القيم الانسانية سواء ليس بدءا في قطاع غزة ولكن امتدادا الى الضفة الغربية التي بدأ فيها مسلسل قصف المستشفيات كما حصل في القطاع، وكان من ضمنها المستشفى الأردني الميداني هناك.
رد الدبلوماسية الاردنية الاخير بهذا الشأن جاء قبله تحذيرات على مستوى القيادة، فقد سبق تأكيد الملك عبد الله الثاني بأن الافعال والممارسات التي تقوم بها إسرائيل من خلال حربها الدامية على قطاع غزة إنما هو بداية لفتح جبهات جديدة ولكن هذه المرة على دولة الاحتلال بذاتها، التي فتحت عليها جبهة الشمال «جنوب لبنان» والضفة الغربية والقادم في علم الغيب، الى ان وصل الأمر الى انتقاد حلفائها الغربيين لممارساتها الشاذة غير الانسانية التي قامت بها في القطاع والتي تمثل ابادة جماعية للشعب الفلسطيني، من خلال وحشيتها في الهجوم على المستشفيات هناك وتدميرها.
كانت هذه النازية المتمثلة في دولة الاحتلال الصهيوني تروج دائما الى انها اساس استقرار المنطقة من خلال اتفاقياتها الاخيرة مع عدد من الدول العربية سيمهد لها الطريق كي تأخذ مكانها الحقيقي في دعم هذا الاستقرار المزعوم والمتجذر وهما في عقلها، لتثبت حتى لمواليها سواء من العرب او الغرب بانها اساس البلاء وموقد نار الحقد والغل في المنطقة.
اما اتفاقية السلام الموقعة قبل عقود مع الاردن فهي مهددة الآن، خاصة وانها لا تحترم او توقر سيادة الدول، فهذه الدولة المستحدثة والقائمة على الدم دائما ما كانت تخرق العهود وتنسلخ عن التعهدات وتعطي نفسها المبررات للقيام باي اعمال وحشية ضد الشعب الفلسطيني، حتى وصل بها الموصول الى نكران وجودهم اساسا....» اتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية ستكون وثيقة على رف يغطيها الغبار في خضم ما ترتكبه إسرائيل من جرائم» هذا تصريح وزير الدبلوماسية الاردنية المستقاة من موقف قائدها، والذي لا يرى في اهراق الكرامة اية مبررات او اسباب، لترى حكومة العدو الصهيوني ان الاردن قيادة وشعبا وحكومة تسير على نهج واحد، وان الشعب الفلسطيني ودمه الطاهر غالٍ جدا ولا يُسمح بالسكوت عن اراقته بهذه الوحشية.
ليس ردا على الاعتداء على المستشفى الأردني الميداني في غزة، بل القرار هو انتصار لغزة العزة ولكرامة كل عربي ومسلم، فقد حذر سابقا الملك عبد الله على كافة الصعد والمستويات من المساس بالاماكن المقدسة والوصاية الهاشمية ومن الاستهتار بحق الفلسطيني بأن تكون له دولة مستقلة كاملة السيادة، مرورا بالرد على الضغوط الغربية بالاعتراف بحركة المقاومة «حماس» بانها تنظيم ارهابي، ليؤكد الاردن بأن «حماس» اصبحت فكرة متجذرة في عقل الفلسطيني، وانا وغيري الكثير يرى انها تجذرت في عقل الانسانية جمعاء.
خسائر دولة الاحتلال الصهيوني تزيد يوما بعد الاخر، وصحيح ان الثمن غال جدا، الا انها ومن والها سيجدون انفسهم محاصرين، فقد استعدوا كل من له ضمير حي، وان اكاذيبهم ستصل لمرحلة انهم انفسهم لن يصدقوها، وهم من سيبادرون بانهاء الحرب إنما ليس بشروطهم.