تابعت ما نشر حول «مؤتمرالاستثمار والشراكة بين البلديات والقطاع الخاص»، الذي انطلقت أعماله أمس الجمعة في العقبة..هذا المؤتمر الذي يبحث سبل ( تعميق دور القطاع الخاص في الشراكة مع البلديات لاقامة المشروعات الاستثمارية التنموية).

المؤتمر- الذي افتتحه نائب رئيس الوزراء ووزير الادارة المحلية توفيق كريشان - مهم جدا بعناوينه ومضامينه، خصوصا وأنه يضع النقاط على الحروف في عديد من الأمور أهمها:

- الاشارة الى أن « البلديات هي الأقرب لاحتياجات المواطنين، وبالتالي فهي تعتبر الخط الحكومي الأول للتركيز على أدوات الشفافية واحتياجات المواطنين».

- لكنّ البلديات في المقابل تعاني من تحديات تحول دون أدائها واجباتها المنتظرة من قبل المواطنين، وفي مقدمة تلك التحديات:

1 - ( التمويل ): فالبلديات تواجه مشاكل في الحصول على تمويل خصوصا لمشاريع البنى التحتية التي تخطط لها.

2 - ( فشل مشاريع سابقة ): فشل مجالس بلدية سابقة باقامة مشاريع تنموية تسبب بعدم قدرة مجالس بلدية جديدة على اقامة مشروعات تنموية واستثمارية جديدة.

3 - (المديونية ): مديونية البلديات بلغت نحو (350 مليون دينار)، رغم أن ديون البلديات المقدّرة على مواطنين وجهات مختلفة تبلغ نحو ( 320 مليون دينار)!.

- ..من هنا، فإن البلديات اذا أرادت المضيّ قدما بمشاريع تنموية واستثمارية فان عليها أولا استعادة ثقة الجهات الممولة، واستعادة ثقة القطاع الخاص..وصولا الى اقامة مشاريع على الارض توفر استثمارات خلاّقة لفرص عمل للشباب والمرأة والأشخاص ذوي الاعاقة.

- ورغم كل ذلك فان أمام البلديات فرص كبيرة للنجاح، خاصة اذا عملت بجهود مشتركة انطلاقا من أن معظم معاناتها أو احتياجاتها واحدة، ومتى ما نجحت باقامة مشاريع مشتركة فسوف توفر كثيرا من النفقات وتحقق جدوى اقتصادية كبيرة خصوصا في مشاريع:

1 - توفير كلف الطاقة .. التي تتراوح نسبتها بين (15-20 %) والتي تتحملها البلديات سنويا، وهي قادرة على توفيرها من خلال اقامة مشاريع شمسية لتوليد الطاقة الكهربائية.

2 - تفعيل عمليات اعادة تدوير النفايات الصلبة مع الفرز من المصدر،.. وتدويرها مع الفرز من المصدر..مما سيخفف تكاليف نقل ومعالجة النفايات الصلبة.. وسوف يساعد (العطاء الدولي حول تدوير النفايات في كافة بلديات المملكة)- متى تمّ طرحه..على توفير الكلف على البلديات.

3 - انشاء مراكز صيانة اقليمية (الشمال والوسط والجنوب)، من شأنها تقليل كلف الصيانة لجميع آليات البلديات.

4 - انشاء محطات فرز تجريبي للمواد الجافة القابلة للتدوير خاصة الكرتون والورق والبلاستيك في( 9 بلديات)، اضافة لمخيمي الزعتري والأزرق للاجئين السوريين .. وغيرها.

- لكلّ ما سبق.. تأتي أهمية المؤتمر الذي ينظمه برنامج (USAID ) لدعم البلديات والمعهد الجمهوري الدولي بالشراكة مع وزارة الادارة المحلية وبنك تنمية المدن والقرى..، ومن هنا تأتي أهمية دور الـ( USAID ) وبنك تنمية المدن والقرى بتوفير التمويل اللازم لمشاريع البلديات، ودور بنك الاستثمار الأوروبي سواء لاقامة ودعم مشاريع :( الطاقة المتجددة - أو حتى برنامج الشراكة بين البلديات والقطاع الخاص).

ما تحتاجه البلديات :فهما أعمق لمعنى الشراكة وسبل الاستثمار،والتعلّم لفنون التواصل والاقناع والجذب مع القطاع الخاص، والتخلّي عن البيروقراطيات «المنفّرة» للقطاع الخاص، وكيفية تبادل الخبرات ومعرفة الأدوار القانونية والاستثمارية.

كل ما يحتاجه القطاع الخاص تفهّما أكبر لدوره، ومشاريع ذات جدوى اقتصادية له، وحوافز تجعله ينجذب نحو اقامة مشاريع بالتعاون مع البلديات تشغّل الشباب والمرأة والاشخاص ذوي الاعاقة ..ولتحقيق ذلك، على البلديات أن تعمل بسياسات متوسطة وبعيدة المدى لمزيد من الاستثمارات، بدلا من بيروقراطية تستعجل مشاريع على المدى القصير والآني، لا تلبث الا أن تفشل لتشكّل عبئا على البلديات، ومزيدا من التعثر والمديونية !!