أن يصور رئيس بعثة صندوق النقد الدولي تسجيل الأردن لقصة نجاح اقتصادي خلال الفترة الماضية ليست مجاملة على الاطلاق، فالصندوق لا يجامل دولة ولا احدا وبأي شكل من الاشكال و بدليل تشدد الصندوق مع كثير من الدول الكبرى وذات القوى اقتصاديا وسياسيا، فلماذا وصف الصندوق اقتصادنا على انه قصة نجاح عالمية ؟.

 

الاقتصاد الاردني يشهد حاليا مراجعة سادسة من قبل صندوق النقد الدولي للعملية الاصلاحات الهيكلية التي بدأها منذ سنوات، بعد ان استطاع أن يتجاوز المراجعات السابقة وتحديدا الخامسة منها والتي جاءت في ظروف استثنائية لا تقل اهمية عن المراجعة الحالية جراء دخول الاقتصاد العالمي بحالة اضطرابات كبيرة جراء الجائحة كورونا والحرب الروسية الاوكرانية، معلنا عن نجاحات متتالية وقصص نجاح يشهد عليها القاصي والداني لما يحققه من نمو اقتصادي متصاعد ومحافظة على الاستقرار النقدي والمالي ومعدلات التضخم واستقباله للمزيد من الاستثمارات وتحقيق مختلف القطاعات الانتاجية فيه لمعدلات نمو تتفوق عما كانت عليه.

 

وقبل اشادة صندوق النقد باداء الاقتصاد الاردني فقد سبقته شهادة مهمة من وكالة التصنيف الائتماني «فتش» لتصنف الأردن طويل الأجل للعملات الأجنبية عند BB- مع نظرة مستقبلية مستقرة،وكذلك البنك الدولي وغيرها من المؤسسات العالمية التي تنظر الى اي اقتصاد في التصنيف والاشادة والتوقعات من باب الارقام والمؤشرات المحققة لا من باب المجاملة او الاستهداف كما يريد البعض تصويرها، فالاقتصاد الوطني وبما حققه من معدلات نمو على مختلف الاصعدة وفي ضوء ما يعيشه الاقتصاد العالمي من اضطرابات وبالرغم من قلة الامكانيات والموارد لايمكن لاي عاقل في الدنيا الا وان يصفه بالمعجزة و يطرحه مثالا لقصة نجاح حقيقية.

 

اعتراف الصندوق بنجاح الاردن وتفوقه على نفسه ليس غريبا ومتوقعا فكل ما لدينا من مؤشرات اقتصاديا واستقرار على المستويين السياسي والاجتماعي يجعلنا نتصدر دول العالم بالاستقرار بمختلف المستويات مع فرق القوة والتشابه بالموارد والامكانيات، وكما أن ثقة المستثمرين الاجانب والمحليين واقبالهم على الاستثمار في المملكة تؤكدها حيث ارتفعت بنسبة 83.0% في العام 2022 وبما يتجاوز 1.1 مليار دولار ومنافسة اكثر من 250 مؤسسة في العالم على طرح سندات اليوروبوند الاردنية تؤكدها، و ارتفاع الصادرات بما يقارب 40% لتصل الى 6.5 مليار دينار تؤكدها، وارتفاع السياحة الاجنبية والعربية الى ما يزيد عن 4.1 مليار دينار وبنسبة نمو كبيرة مقارنة مع العام 2019 بالاضافة للكثير من المؤشرات التي تبين أننا من الأقوى والافضل في العالم.

 

أن تأتي شهادات واعترافات من كل دول العالم ومؤسساته المالية بقوة اقتصادنا ومتانته أمر جيد ويدعو إلى التفاؤل بأننا أمام مرحلة تتلطب منا الثقة بما يحقق بعيدا عن التشكيك فيه والذي يقصد فية البعض الترزق والتكسب والتنفع والابتزاز والشعوبيات على حساب المصلحة العامة، وما على الاردنيين الا ان يثقوا باقتصادهم والذي جنبهم الكثير من الويلات التي تعيشها شعوب كثيرة اليوم، فالواقع خير الشاهدين.