أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    28-May-2017

النفط رفع تكاليف التنمية في المنطقة..*خالد الزبيدي

الدستور-في اربعينيات القرن الماضي ومع بداية اكتشاف النفط في دول عربية شكلت دولا عربية عريقة مثل مصر وفلسطين وسورية نموذجا وقطعت شوطا متقدما في الحداثة ومستوى معيشي مريح وخدمات تعليمية وطبية وثقافية مميزة، وكانت تنافس للريادة ودون دين عام ولا انكشاف غذائي، واسعار صرف العملات الوطنية مستقرة وتوفر قدرة شرائية للمواطنين بشكل لافت، فسعر صرف الجنيه المصري والفلسطيني كان يبلغ خمسة دولارات، وحتى 1979 & 1989 كان سعر صرف كل من الدينار العراقي والاردني يعادل 3.35 دولار امريكي، وفي الستينيات والسبعينيات كان الدولار يساوي 2.4 ليرة لبنانية.
 
اما البنية التحتية ووسائط النقل في معظم عواصم القرار العربي فكانت افضل حالا منها اليوم، البعض يعتقد خطأ ان الكيان الصهيوني بنى فلسطين بشكل فريد، فالصحيح ان يافا والقدس وبيت لحم كانت انظف واجمل من باريس ومن يريد التدقيق عليه الرجوع للارشيف الموثق بالصور، ومع فرق الاعتدال المناخي فان دبي عمرانيا اجمل مما شيدته تل ابيب من مبان جديدة، اما الشواهد الدينية والانسانية في فلسطين التاريخية فموجودة قبل الكيان الصهيوني وامريكا.
 
 وبالاستناد الى عينة بسيطة من انجاز للمنطقة العربية في بدايات القرن الماضي، سؤال يطرح.. لماذا فشلت التنمية الاقتصادية والنظام العربي السياسي طوال عشرات العقود الماضية، فالايرادات المالية كانت اكثر من كافية لتمويل اي خطط تنموية تعود بالمنفعة على المستثمر حكومة او قطاع خاص او مستهلك، فإيرادات البترودولار عقدت التنمية في الدول النفطية وغير النفطية، فقد شوهت النمط الاستهلاكي العام في المنطقة، واصبح الاستهلاك             ( المستورد ) آفة حقيقية، فالاستهلاك المحموم لا يشاهد في اغنى دول العالم مثل اليابان وبريطانيا وفرنسا.
 
 مع ارتفاع اسعار النفط عقب العام 1973 وزيادة الايرادات المالية تم تمويل المستوردات على حساب تشجيع الصناعة وتقديم الدعم والرعاية، لذلك ارتفعت تكاليف الانتاج، وبعد ان تجاوز الملف الانتاجي والاقتصادي تم اطلاق العنان للبذخ الرسمي لجميع الدول بتفاوت، وتم اقناع الناس ان الانفاق محرك رئيس للتنمية، وهذا نصف الحقيقة، فالاستهلاك من مصدر محلي او نسبة عالية منه يساهم في تحريك التنمية، وليس فقط الاستهلاك العام من سلع مستوردة.
 
 وفي الحلقة الاخيرة او نأمل ان تكون ..دخلت المنطقة في انبوب مغلق باسم الربيع العربي والحرية والديمقراطية وتم تسويق شعارات عبثية ...الشعب يريد ..وتم ارهاق المنطقة واستنزاف مواردها الطبيعية والبشرية والمالية.. وربما الحالة الصعبة التي نعيشها تدعونا للعودة الى المربع الاول نخفض الاستهلاك والاعتماد على المحلي مهما كان ...والبقية تتبع.