أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    06-Dec-2019

فراولة غزة تغادر الحواجز إلى أسواق دول خليجية

 «القدس العربي»: بعد النجاحات التي حققها مزارعو غزة في الوصول منذ سنوات إلى أسواق الدول الأوروبية، من خلال محصول «الفراولة» في هذا الموسم الشتوي، الذي تكثر زراعته بجودة عالية في المناطق الشمالية من القطاع، تمكنوا هذا الموسم من تصدير محاصيلهم إلى العديد من أسواق الدول الخليجية العربية وحتى موسكو.

وأعلنت وزارة الزراعة في قطاع غزة، عن تصدير كميات من التوت الأرضي «الفراولة» إلى دول خليجية.
وحسب الناطق باسم الوزارة أدهم البسيوني، فإن عملية التصدير التجريبية من هذا المحصول بدأت أول من أمس الأربعاء، وشملت تصدير ثلاثة أطنان إلى الإمارات والبحرين والكويت، وأعرب عن أمله أن يكون ذلك مقدمة لتصدير كميات أكبر سواء من الفراولة، أو محاصيل أخرى، خاصة في ظل زيادة كمية المحصول هذا الموسم، مما سيأتي بالنفع على قطاع المزارعين وعلى الاقتصاد في غزة بشكل عام.
وجرى العام الماضي تصدير كميات من هذا المحصول، إلى دولة الكويت فقط، قبل أن تتسع دائرة الاستيراد الخليجي للفراولة هذا الموسم.
ويجري إخراج هذه المحاصيل للتصدير، من خلال معبر كرم أبو سالم التجاري، جنوب قطاع غزة، ومنه إلى الأراضي الأردنية، ومن هناك يجري إيصال شحنات الفراولة إلى دول الخليج.
وتقدر المساحات التي زرع فيها هذا المحصول بـ 1700 دونم، وجميعها توجد في مناطق بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، التي تشتهر بزراعة هذا المحصول بجودة عالية جدا، لامتلاكها تربة خاصة ومياها عذبة، إضافة إلى خبرة المزارعين في الوصول إلى منتج لم يجد له منافسا حقيقيا حتى اللحظة.
وبفضل جودة محصول الفراولة في غزة بشكل أكبر من العديد من الدول، يحرص العديد من الدول الأوروبية على استيراده من مزارعي غزة.
ومنذ سنوات طويلة تتم عملية التصدير، التي تضررت كثيرا منذ فرض إسرائيل حصارها الخانق على القطاع قبل 13 عاما، حيث أوقفت إسرائيل عمليات التصدير بالكامل في بداية الحصار، قبل أن تسمح بعد ذلك بالتصدير لكن بكميات قليلة، وهو ما كبد المزارعين في البداية خسائر كبيرة.
والمعروف أن من مزارعي الفراولة من حصل على شهادات خاصة من الاتحاد الأوروبي حول زراعة الفراولة، تمكنهم من تصدير منتجاتهم للأسواق الأوروبية، وقد عمل هؤلاء على تطوير عملية الزراعة لتصبح بالطريقة المعلقة داخل دفيئات زراعية، بدلا من الطريقة التقليدية القديمة، وهو ما جعل دونم الأرض الزراعية الواحد يوفر انتاجا مضاعفا ثلاث مرات وأكثر عن الطريقة القديمة.
وبما يدلل على ذلك هو طلب دبلوماسيين أوروبيين من إسرائيل، في وقت سابق، تسهيل عمليات تصدير الفراولة إلى بلدانهم.
ويقول مزارعو الفراولة إن زراعة الفراولة تحتاج إلى اهتمام وخبرة دقيقة، كون هذا النوع من الزراعة يتأثر بشكل كبير من أي تغيرات محيطة، وإلى أيدي عاملة كثيرة، وإن الزراعة تحتاج أيضا لتكلفة مالية تفوق زراعة المحاصيل الأخرى. ويأمل أكرم أبو خوصة، أحد المزارعين الذين اعتادوا على زراعة الفراولة، التي يصفها المزارعون بـ «الذهب الأحمر» بأن يكون هذا الموسم أفضل من سابقاته، ليتمكن خلاله من جني أموال تعوض الخسائر التي تكبدها هو وباقي المزارعين في المواسم الماضية.
ويقول لـ «القدس العربي»، إنه إلى جانب خروج الفراولة إلى الدول الخليجية، جرى تصدير شحنة أخرى من المحصول إلى روسيا، مشيرا إلى أن المزارعين يطالبون بفتح أسواق جديدة هذا العام، بعد زيادة مساحة الأرض المزروعة بالفراولة بـ 500 دونم إضافي عن العام الماضي.
ويملك هذا المزارع دفيئات زراعية شمال القطاع، مخصصة لزراعة الفراولة، ويؤكد أنه يوفر الكثير من وقته وجهده هو والعاملين برفقته، من أجل نجاح الزراعة، وظهور الثمار بالشكل الذي يليق بعملية التصدير.
وتوضح وزارة الزارعة في غزة، أنه بسبب زيادة المساحات المزروعة بالفراولة، يتوقع إنتاج حوالى 5250 طنا خلال هذا الموسم، مشيرة إلى بدء عملية تسويق محصول الفراولة وتصديره إلى أسواق الضفة الغربية، حيث جرى تصدير 90 طنًا منذ بداية الحصاد. يذكر أن موسم قطف وتصدير هذا المحصول يبدأ مطلع شهر ديسمبر/ كانون الثاني، ويستمر حتى نهايات شهر فبراير/ شباط من العام المقبل.
وفي سياق متصل، افتتحت وزارة الزراعة موسم الحمضيات لعام 2019، مشيرة إلى أن نسبة الإنتاج بلغت (3500 طن) من كافة الأصناف. وكانت غزة مصدرا رئيسا للحمضيات إلى عدة دول، قبل أن تشرع إسرائيل خلال عملياتها العسكرية السابقة، بتجريف مساحات واسعة من الأراضي المزروعة بالحمضيات، مما قلص الكميات بشكل كبير، فيما بدأ مزارعو غزة خلال السنوات القليلة الماضي بالعودة الى زراعة الحمضيات من جديد.