أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    18-Mar-2023

تأجيل الأزمة ( 60) يوما!!*عوني الداوود

 الدستور

قبل اعلان روسيا -حسبما أعلن الكرملين رسمياً أمس الجمعة - تمديد «اتفاق الحبوب عبر البحر الأسود» لمدة 60 يوماً، كان من المؤكد الدخول في دوامة «ازمة غذاء» عالمية لأن الاتفاق السابق انتهت مدته اليوم، ورغم مطالبات اوكرانيا تجديد الاتفاق كاملا وبموجب الشروط الحالية والتي تنص على تمديده 120 يوماً ،الا ان روسيا وافقت فقط على 60 يوما.
وللتذكير، نشير الى أن (مبادرة حبوب البحر الأسود)- والتي توسطت فيها الأمم المتحدة وتركيا بين روسيا وأوكرانيا في يوليو/ تموز 2022 (اتفاق إسطنبول)، تهدف إلى منع حدوث أزمة غذاء عالمية من خلال السماح بتصدير الحبوب الأوكرانية بأمان من ثلاثة موانئ أوكرانية (اتاحة ممر آمن لعبورالسفن المحمّلة بالحبوب والبذور الزيتية بهدف الحد من النقص العالمي في إمدادات الغذاء)، وقد سبق ان جرى تجديد الاتفاق سابقاً لمدة 120 يوماً، لكن هذه المرّة لم توافق روسيا على اكثر من 60 يوما..فماذا يعني كل ذلك للعالم وللمنطقة وللاردن تحديدا؟
*عالميا: هناك مخاوف من أن يؤدي تقليص مدة سريان الاتفاق إلى مشكلات لوجستية، فقد جرت العادة في المرّات السابقة بأن تتأخر شحنات الحبوب في الفترة التي تسبق تاريخ التجديد بسبب المخاطر المحتملة من انهيار الاتفاق، مما سيتسبب بتقطع السبل بالعديد من السفن في المنطقة -بحسب ما تقوله التقارير العالمية - والدليل على ذلك أن نحو 60 سفينة تجارية لا تزال عالقة حول الموانئ الأوكرانية مقارنة مع أكثرمن 90 سفينة كانت عالقة في فبراير/ شباط 2022، وكان معظمها يحمل شحنات غذائية، لذلك فان الخشية بأن يؤدي قرار تقليص مدة تجديد الاتفاق لانخفاض بحجم شحنات الحبوب الخارجة من أوكرانيا عبرالممرالمائي بسبب قلق الشركات مما قد يحدث للشحنات..أضف الى ذلك ارتفاع التكلفة الإجمالية للتأمين على السفن المبحرة إلى الموانئ الأوكرانية.
- عالميا واقليميا ايضا.. لا بد من الاشارة الى ان هذا الاتفاق لا زال يساهم بالتقليل من الآثار الكارثية للحرب الروسية الاوكرانية على الامن الغذائي لما يشكله البلدان من «نسبة مؤثّرة» في سلة الغذاء العالمية ، خصوصا في الحبوب والزيت والذرة والمواد الاساسية، ولكنه في المقابل أعطى -ولا زال- فترة لكثير من دول العالم لاعادة تصويب اوضاعها قدر الإمكان بضرورة اتخاذ سياسات نحو (الاكتفاء الذاتي - والبحث عن بدائل - وتعظيم القطاع الزراعي) لديها.
- «الاتفاق» ساهم بعودة انخفاض اسعار المواد الغذائية بعد ارتفاعها عند نشوب الحرب التي مضى على اندلاعها نحو عام وبضعة اسابيع ،لكنّ تقليص مدة الاتفاق قد تعيد القلق من جديد ،اضافة الى ظروف اخرى لا يمكن لاحد التحكم ولا التكهن بها تؤثر عادة على أسعار المواد الغذائية .. وفي مقدمتها (الظروف المناخية، كالجفاف والكوارث الطبيعية من براكين وسيول وغيرها).
* اردنيا : لا بد من تقسيم الأمر الى مرحلتين:
1 - الاولى -..وحتى قبل جائحة كورونا - فقد كان لسياسة «التحوط» - وبتوجيهات جلالة الملك- فضل في تخزين الحبوب الرئيسية وفي مقدمتها القمح والشعير ولمدة تزيد على 15 شهرا وبأسعار جيدة، واستمرت هذه السياسة حتى مع اندلاع الحرب الروسية الاوكرانية.
- كما ساعدت سياسة « تنويع مصادر الاستيراد» خصوصا من المواد الغذائية الاساسية على عدم حدوث مشكلة ، فما يتم استيراده من روسيا واوكرانيا لا يتجاوز نسبة (7 %) من الحبوب الرئيسة.
2 - الثانية : تعلّمنا من « كورونا « و» اوكرانيا» التوجه بقوة وبسرعة نحو (الاعتماد على الذات - والاهتمام اكبر بالقطاع الزراعي - والتصنيع الغذائي) ودعم ذلك وبقوة «رؤية التحديث الاقتصادي» وبتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني ومتابعة حثيثة من ولي العهد الامين، وخطط تنفيذية واضحة من الحكومة ممثلة بوزارة الزراعة، ودور فاعل ومهم للقطاع الخاص.
- اليوم بالمناسبة ..تصل الصناعات الغذائية الأردنية لنحو(90) سوقا ، و تبلغ حصة الصناعات الغذائية في السوق المحلية اكثر من( 60 %).
الخلاصة : «الازمات» تعلّمنا كيف نحولها الى «انجازات» ، و«اتفاق الحبوب عبر البحر الأسود» سينتهي في يوم من الايام ،وعلينا وعلى العالم أن نكون«محتاطين» ومستعدين لجميع السيناريوهات.