وأكد الشركس خلال كلمة ألقاها في افتتاح أعمال المؤتمر أن رقمنة الاقتصاد أصبحت أولوية لا تتقدمها أولوية لدى مختلف دول العالم، وضرورة حتمية للنمو الشامل والاندماج في الاقتصاد العالمي، وأضاف أن جائحة كورونا أكدت أن الدول التي تمتلك اقتصادا رقميا متطورا كانت الأقل تأثرا بتداعيات الإغلاقات الاقتصادية والتباعد الاجتماعي، والأسرع عودة للتعافي من تداعياتها.

وبين الشركس أن البنك المركزي عمل على تطوير البنية التحتية للقطاع المالي، بما فيها أنظمة الدفع الإلكتروني، والتي تُشكل العمود الفقري لعملية التحول إلى الاقتصاد الرقمي، من خلال توفير الخدمات المالية الرقمية التي تُمكن من الانتقال من بيئة دفع ورقية إلى بيئة دفع إلكترونية، مشيرا إلى أن وسائل الدفع الإلكتروني كان لها دور كبير في ضمان استمرارية عملية تدفق الأموال في الاقتصاد خلال الجائحة والإغلاقات الاقتصادية في العام 2020، حيث بلغت قيمة حركات الدفع التي تم تنفيذها عبر نظام eFAWATEERcom خلال العام 2020 حوالي 7.5 مليار دينار، وبلغت قيمة العمليات المالية التي تم تنفيذها من خلال نظام الدفع بالهاتف النقال (JoMOPay) حوالي 1.1 مليار دينار.

كما أشار الدكتور شركس أن البنك المركزي قام بإنشاء المختبر التنظيمي للتكنولوجيا المالية (FinTech Regulatory Sandbox) بهدف إيجاد حاضنة لرواد الأعمال لدعم وتشجيع الابتكار والتطوير في مجال التكنولوجيا المالية، كما أن البنك المركزي يدعم المبادرات والابتكارات التي تستخدم أحدث التكنولوجيا العالمية بما في ذلك تكنولوجيا (Blockchain)، مع الأولوية للتطبيقات التي تعزز من إمكانية الوصول إلى الخدمات المالية الرقمية بيسر وكفاءة وأمان.

وعلى صعيد توجهات البنك المركزي في تطوير حلول التكنولوجيا المالية والخدمات المالية في القطاع المصرفي، أشار الشركس إلى أن البنك المركزي بصدد إطلاق إستراتيجية جديدة للاشتمال المالي، والذي يُعد فيها تطوير الخدمات المالية الرقمية ركن أساسي من أركانها، وذلك بعد انتهاء الإستراتيجية السابقة. كما أن لدى البنك المركزي توجها نحو تنظيم البنوك الرقمية المتكاملة في المملكة والتي ستكون أحد الأذرع للبنوك المرخصة القائمة حاليا بحيث تقدم خدماتها المصرفية كاملة عن بعد دون حاجة العميل لمراجعة البنك. كما بين الشركس أن البنك المركزي يولي العملات الرقمية الصادرة عن البنوك المركزية أهمية كبيرة، إذ أنه يدرس هذه العملات من مختلف الجوانب المتعلقة بها بعناية فائقة، سعياً منه نحو المساهمة في رقمنة الاقتصاد الأردني ككل.

وشكر الشركس جامعة الزيتونة الأردنية على عقدها لهذا المؤتمر الذي يستحق موضوعه الاهتمام الكبير، وأكد حرص البنك المركزي الأردني على تعزيز التعاون وتوطيد العلاقات مع مختلف الجامعات الأردنية وتوظيف هذا التعاون في تحقيق التناغم بين البحث العلمي والأكاديمي والتطبيق العملي.

من جهته، قال رئيس الجامعة الدكتور محمد المجالي: “أن انعقاد هذا المؤتمر في جامعة الزيتونة الأردنية يأتي متزامنا مع احتفالاتنا بمئوية الدولة الأردنية، ولعل ما حققه الأردن من إنجازات عظيمة ليؤكد أننا في الأردن نسير بهمة عالية، نصنع المجد، ونبني بعزيمة الأوفياء، ونعد العدة من أجل مستقبل مشرق يحمل معه الأمل لجيل مؤمن بقيمة العمل الصادق ويتطلع لمزيد من الإنجازات”.

وأضاف أن جامعة الزيتونة الأردنية دأبت منذ تأسيسها على عقد مؤتمرات علمية سنوية في مختلف تخصصاتها، وأن عنوان هذا المؤتمر عنوان حداثي في مضمونه وشكله، وقد اختيرت محاوره بدقة وعناية، وجاءت منسجمة مع أهداف المؤتمر.

وأكد المجالي أن جامعة الزيتونة الأردنية حملت رسالة نبيلة، ونذرت نفسها لتكون مكونا راقيا من مكونات المشروع الثقافي الوطني الذي تبناه الأردن وجعله نهجا مميزا، وانموذجا راقيا من نماذج البناء والعطاء، وأن إنجازات الجامعة المتتالية ونجاحاتها الباهرة تعد مؤشرا على أن العمل فيها يتم وفق إستراتيجيات متكاملة، وبرامج منظمة، وتخطيط سليم.