الغد
في ظل الاتجاهات الحديثة من الضروري فصل الملكية عن الإدارة التنفيذية، لكن أصحاب الشركات العائلية الذين لا يعملون في شركاتهم ولديهم الرغبة في الانخراط تجدهم حائرين امام التقارير المالية الضخمة وسؤال الإدارة التنفيذية لهم «ماذا تريدون من أعمالكم؟» جوابهم بسيط نريد التركيز على «معدل إعادة الاستثمار».
هي تعني النسبة المئوية للأرباح التي يتم إعادة استثمارها سواء في المشاريع القائمة او الجديدة بدلاً من توزيعها على المالكين، ويمكن أن يشير معدل إعادة الاستثمار إلى ما إذا كانت شركتك العائلية تسير على مسار مستدام أو معرضة لخطر استنزاف نفسها.
لماذا يعد معدل إعادة الاستثمار مهمًا جدًا؟ لأن المؤسسين الذين يحاولون يحاول تقوية جذور الشركة نرى معدلات إعادة استثمار تبلغ 95 ٪ أو أكثر، لذلك كن فخوراً وواثقاً بمستقبل شركتك إذا كانت تخلق الكثير من القيمة على الورق لأصحابها وتوزع أرباحًا نقدية صغيرة نسبيًا. للعلم العديد من شركات التكنولوجيا عالية النمو لا توزع أرباحًا خلال مراحل النمو المتسارع ولسنوات عديدة، ويكون معدل إعادة الاستثمار 100 ٪.
على النقيض، نجد بعض الشركات العائلية التي يصل معدل إعادة استثمارها إلى 0 ٪ يكون الورثة عالقين في صراعات عائلية مستمرة ومدمرة، مما يدفعهم في النهاية إلى تنويع استثماراتهم بشكل فردي، والنتيجة شقاق وخسائر كبيرة.
تحتاج معظم الشركات العائلية إلى النمو بنسبة 5 ٪ سنويًا بالقيمة الحقيقية لتحقيق الاستدامة، وهذا يتطلب معدل إعادة استثمار يتراوح بين 75 ٪
و90 ٪، ويكون التحديد الدقيق لهذه النسبة مرتبطًا بعدد أفراد العائلة، وعلى كل الاحوال إعادة الاستثمار بأقل من 75 ٪ يشير إلى نية التنويع بعيدًا عن الأعمال العائلية.
من المناهج الناجحة التي تستحق الدراسة هو تقسيم المشاريع إلى ثلاثة أجزاء: جزء للابتكار من خلال أنشطة رأس المال الاستثماري؛ جزء للنشاط التقليدي للشركة مع فصل ذراع التجارة الإلكترونية وإسنادها إلى الشباب من العائلة المتحمسين للتكنولوجيا؛ وجزء للاستثمار في الشركات الخاصة مع التخطيط لبيعها بعد نجاحها.
تحرص الشركات العائلية على تحقيق عوائد تفوق تلك التي تحققها الشركات المملوكة للدولة أو الشركات المساهمة العامة. هذا يتحقق من خلال التركيز على الأداء طويل الأجل والمسؤولية الاجتماعية والبيئية، وتقديم فرص الترقي والمكافآت للموظفين والإشادة بالعمل الجيد مع الحفاظ على التراث العائلي ومصلحة الأجيال القادمة، وذلك في إطار نظام حوكمة قوي يعزز الالتزام الشخصي بالنجاح.
يمكن لوضع أفراد العائلة في الأدوار القيادية مبكرًا أن يوفر ميزة تنافسية، خصوصًا مع التقدم التكنولوجي وظهور قطاعات جديدة وتغير سلوك المستهلكين المطرد مما يستدعي الاستثمار في التطوير المهني وبناء قدرات الجيل القادم.
أخيرًا، قد تبرز الصراعات العائلية حيث إن المؤسسين عاطفيون للغاية في تعلقهم بأصولهم القديمة وهناك الرغبة بالحفاظ على الثروة مقابل المتحمسين لتنميتها. لتجنب هذه الصراعات، يمكن تشكيل مجلس عائلي لوضع خطة انتقال الملكية الى الأجيال القادمة مع الاحتفاظ بخيار البيع بالتراضي. لأنه اذا تفاقمت الخلافات و أصبحت عملية صنع القرار معقدة يمكن للأشقاء شراء أسهم أبناء عمومتهم لضمان سلاسة وسرعة اتخاذ القرار، وبالتالي ديمومة حياة ونجاح الشركة.