أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    04-Dec-2025

الفقر المنسي!*م. هاشم نايل المجالي

 الدستور

إن الفقر ليس عيباً يستحي منه صاحبه، فكل إنسان يكابد مشاق الحياة ومنشغلاً في تأمين قوت أسرته، وصابراً ومتوكلاً على الله متعففاً، فإن له أجر وثواب، ( فلقد أفلح من أسلم ورُزِق كفافاً، وقد قنعه الله عز وجل مما آتاه )، رواه مسلم.
والفقر المنسي هو الذي يجتمع لدى الفقير من فقر مادي وخواء الروح، وهو من الفتن المرهقة التي تُنسي الفقير الذي يبذل جهده ويستنفذه في السعي والجري وراء الكسب المادي، ناسياً واجباته الدينية والأسرية، حيث تولدت بداخله أزمات نفسية من حقد وحسد ونقمة على المجتمع بسبب سوء أوضاع حاله، وهذا يقود الكثيرين إلى الانحراف السلوكي والإجرام والسرقة والبلطجة والنصب بأنواعه والاحتيال على الناس، كذلك الخيانة والرشوة، حيث يكون همه الوحيد هو الكسب المادي والدنيا وكيف يحسن وضعه المادي فقط وعلى حساب الآخرين، مهما كان السلوك والتعامل، فهو يبتعد عن الصراط السوي ولم يرضَ بقسمة الله تعالى، وتكون النتيجة الجحود والكفر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر وعذاب القبر).
وما نشاهده من أحداث مختلفة في المجتمع، وما نسمع به من حوادث في المجتمع من أحداث وسلوكيات وبلطجة ونهب وسلب وغيرها، لخير دليل على ذلك.
وما الزكاة إلا أحد العلاجات لتقدم حلولاً إلى الفقراء بشكل منظم يعيد توازنه في المجتمع ليكون صالحاً ومنتجاً ومؤمناً، والتكافل والتراحم أيضاً علاج للفقر، فهو التعاون وينشر التآلف بين الناس وبين طبقات المجتمع دون إشعار الفقير الذي يتلقى ذلك بالنقص أو أن نَمُنّ عليه حتى لا يشعر أننا نجرح كرامته الإنسانية.
وكما نعلم، كثرة المال فتنة تؤدي عند البعض إلى الطغيان وتطمس معالم الإحسان في الإنسان، إننا نعلم أن المال هو عصب الحياة، والحفاظ عليه من مقاصد الشريعة، ولكن مع غياب العقل الراجح والتكبر وسيطرة حب المال، يصبح عاملاً من عوامل طغيان الإنسان وبَطَرِه واحتقاره للناس والتعالي عليهم، بل يغتر بنفسه على الناس.
قال تعالى  (كلا إن الإنسان ليطغى، أن رآه استغنى، إن إلى ربك الرجعى ) القلم.
إن التوازن المجتمعي بين من يملكون المال الوفير ومن هم فقراء، فإن هذا التوازن بما يجود به الأغنياء على الفقراء هو التراحم والتكافل، ويلغي كافة الأحقاد والحسد، بل يوجد التواجد الروحي والإنساني بين طبقات المجتمع والتآلف الإنساني.