أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    03-Aug-2020

إعادة تدوير المخلفات تربك الشركات الدولية

  «الشرق الأوسط»

منذ ثلاث سنوات، أعلنت الصين دراسة وقف استيراد «القمامة الأجنبية»، التي يُعاد تدويرها في المصانع الصينية. ومنذ ذلك الوقت أصبح على الدول المصدّرة للصناديق، والصحف، وزجاجات البلاستيك القديمة مثل الولايات المتحدة واليابان، البحث عن أماكن أخرى لشحن مخلفاتها إليها.
وأثار قرار الصين ارتباكاً في برامج إعادة تدوير المخلفات ونشاط الشركات حول العالم. والآن تقول الحكومة الصينية إنها ستمنع تقريباً استيراد المخلفات بنهاية العام الحالي.
لكن الكاتب والمحلل الاقتصادي آدم مينتر يشكك في جدية القرار الصيني، ويقول في تقرير نشرته وكالة «بلومبرغ»، إنه في الوقت الذي تدرس فيه السلطات الصينية حظر استيراد المخلفات الأجنبية، أصدرت تصاريح لاستيراد ملايين الأطنان من هذه المخلفات.
في الوقت نفسه تضغط شركات صناعة الصلب الصينية على الحكومة، من أجل السماح لها باستيراد الخردة من الخارج، في حين يضع المسؤولون خطة للسماح باستيراد أنواع محددة من «المخلفات الصلبة باعتبارها مواد خام قيمة. في عالم السياسة يكون التغيير عملية معقدة، لكن الأمر ليس كذلك في الاقتصاد»، من وجهة نظر مينتر الذي يرى أن توقف الصين عن استيراد المخلفات وإعادة تدويرها لن يحسّن فقط من الحد الأدنى لجودة منتجاتها، وإنما سيقدم خدمة جليلة للعالم.
وإذا كانت تجارة المخلفات القابلة لإعادة التدوير في العالم تعود إلى قرون وربما أكثر، فإن تجار المعادن الخردة والمخلفات الورقية التايوانيين أقاموا أولى شركات إعادة التدوير في الصين، في أوائل ثمانينات القرن العشرين. ومع نمو الاقتصاد الصيني، زاد الطلب على المخلفات القابلة لإعادة التدوير لاستخدامها كمواد خام في الصناعة.
وفي أواخر التسعينات أصبحت أغنى أربعة أقاليم في الصين، وهي جوانجدونج وجيانجسو وشيجيانج وشأندونج أكبر مستوردي الخردة.
وفي إقليم جوانجدونج المعروف باسم «مصنع العالم»، يتم استيراد ألواح الكرتون والورق المستعمل لإعادة تدويره في صناعة علب الأحذية ولعب الأطفال والمحامص التي يتم تصديرها إلى العالم، ثم تعود هذه العلب إلى الإقليم مرة أخرى لإعادة تدويرها. وحتى منتصف العقد الأول من القرن الحالي كانت مخلفات الورق القابلة لإعادة التدوير تمثل أكثر من 50 في المائة من المواد الخام المستخدمة في مصانع المنتجات الورقية بالصين.
بالطبع فإن صناعة إعادة التدوير الصين بعيدة عن الالتزام بالمعايير المقررة. وحتى وقت قريب كانت تلك المصانع تعمل دون اهتمام كبير بمعايير البيئة وصحة العمال، وأصبحت كلمتا «الصين» و«إعادة التدوير» مرتبطتين بصور الاستغلال. ولكن هذه السمعة السيئة بدأت تدفع صناع السياسة في الصين إلى إعادة النظر في صناعة إعادة تدوير مخلفات العالم، خصوصاً في ظل حكم الرئيس الحالي القومي شي جين بينغ، بحسب آدم مينتر مؤلف كتاب «ساحة قمامة الكوكب: رحلة في عالم تجارة القمامة ذات المليار دولار».
في الوقت نفسه فإن صناعة إعادة التدوير المحلية في الصين تعاني منذ وقت طويل من الإحباط بسبب عدم قدرتها على منافسة المخلفات المستوردة عالية الجودة. هذه الرسالة اقترنت مع حديث بعض المسؤولين عن «القمامة الأجنبية» لتشجيع اتخاذ قرار لحظر استيراد المخلفات.
وبحسب وكالة «بلومبرغ» للأنباء فإن الحظر الصيني على استيراد المخلفات سيلحق ضرراً واضحاً ببرامج إعادة التدوير في الولايات المتحدة، وبدرجة أقل وضوحاً سيتعرض المصنعون الصينيون للضرر نتيجة هذا القرار. وفي ظل القيود المفروضة على الاستيراد، تعتمد الصين على إعادة تدوير الملخفات الورقية لتوفير 67 في المائة من احتياجاتها من الألياف. وتمثل الواردات 41 في المائة من هذه المخلفات الورقية المستخدمة. ومع تشديد القيود على الاستيراد اضطرت الشركات إلى إغلاق مصانعها، ونقلها إلى دول أخرى في جنوب شرقي آسيا، أو حتى إلى إقامة مصانع إعادة تدوير في أميركا الشمالية وزيادة إنتاج لب الورق للتصدير إلى الصين.
والحقيقة أن المشكلات التي سبّبتها القيود على استيراد المخلفات في الصين لم تقتصر على شركات المنتجات الورقية، وإنما أدت القيود على استيراد خردة الحديد والصلب إلى نقص المعروض وارتفاع الأسعار. وخلال الأسبوع الأول من الشهر الحالي زاد سعر طن خردة الحديد والصلب للمصنعين في الصين بمقدار 100 دولار تقريباً، عن سعر الخردة لمصانع الصلب التركية.
ودفعت القيود التي فرضتها الصين على استيراد خردة النحاس التي تمثل نحو 10 في المائة من إمدادات الخام لمصانع المنتجات النحاسية، الشركات العاملة في هذا المجال إلى نقل مصانعها للخارج، لتتم معالجة النحاس وإعادة تصديره إلى الصين لاستخدامه في كثير من الصناعات.
الأسوأ من ذلك أن التعافي الهش للاقتصاد الصيني من تداعيات جائحة فيروس «كورونا المستجد»، أدى إلى ظهور طلب جديد على معدن النحاس، في الوقت الذي أدت فيه الجائحة إلى اضطراب نشاط مناجم النحاس في تشيلي، وفي عمليات تجميع الخردة في السوق المحلية بالصين.