عمّان اكسشينج -
يتابع العالم ما تتعرض له تركيا من حليفها الأمريكي ، ترامب ، وسط أزمة بين البلدين تصدرت أخبارالعالم ، إثر إعلان ترامب المفاجئ فرض عقوبات تجارية على تركيا ستدخل قريبا حيز التنفيذ ، وإثر تغريداته عن سوء العلاقة بين البلدين ، بعد رفض الرئيس التركي الإفراج عن القسّ الأمريكي الذي تتهمه تركيا بالضلوع في محاولة الإنقلاب العسكري الفاشل على أردوغان ، وبعد شراء تركيا منظومة تسليح روسي متقدم.
كانت الليرة التركية الخاصرة الضعيفة في الموقف التركي ، فتدهور سعر صرفها مقابل الدولار ، علما بأنها تخضع لضغوط شديدة منذ سنوات بفعل عوامل تركية محلية بحتة ، تمثلت بتدخل أردوغان بسياسة البنك المركزي التركي ، ثم مطالبته البنك بتخفيض الفوائد على الليرة ، ثم إقالة محافظ البنك وتعيين محافظ جديد بدلامنه ، ثم تعهد أردوغان بمنح صلاحيات أوسع له في تحديد سياسة البنك المركزي ، وهو ما تحقق له فيما بعد ، تلاه تعيين صهره وزيرا للمالية ، ما أضعف موقفه أمام العالم ، سياسيين واقتصاديين وأسواق مال ومستثمرين ، وأشار لهم بتخلخل البنية المؤسسية التركية ، بعد أن أصبح أردوغان هو صاحب القرار التركي الفصل في الإقتصاد والمال والسياسة والعسكر ، ليضاف إلى حمل شديد الثقل من الديون الداخلية والخارجية ترزح تحته البنوك والشركات التركية.
مخاطر أزمة تركيا قد تمتد إلى خارجها وتؤثر على عملات بلدان أخرى بدءا باليورو ، خاصة أنها عضو في مجموعة أقوى عشرين اقتصادا في العالم ، وبنوكها وشركاتها على علاقات مصرفية وتجارية مع مثيلاتها في بقية أعضاء المجموعة ، مما يرتفع معه احتمال انتقال الأزمة التركية إلى بلدان أخرى .
ترامب ، رئيسا غير عادي ونتيجة وضعه الداخلي إنتخابيا وغيره ، يخلق أزمات جديدة للعالم أكثر مما يعمل على حلّ القائم منها ، بدءا بكوريا الشمالية ومرورا بحلفائه في الناتو ومجموعة السبع ، والصين وروسيا وإيران والقضية الفلسطينية .
دروس ما يجري لزعماء العالم كثيرة ، تركيا وغير ذلك ، وأجازف بالقول أنّ من يراهن على ترامب سيخسر ، ومن يتجنبه يخدم شعبه ، ومن يواجههه سيشعر بضيق شديد ، لكنهّ لن يخسر ، خاصة مع توفر القيادات المؤهلة لإدارة الأزمات.