أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    25-Mar-2023

الغور: مزارعو الحمضيات يودعون موسمهم بالخسائر

 الغد-علا عبد اللطيف

الغور الشمالي- فيما أنهى صغار مزارعي الحمضيات في لواء الغور الشمالي موسمهم على وقع خسائر مالية متفاوتة، أرجعوا عدم جدوى الموسم الى إدخال بعض التجار كميات كبيرة من الحمضيات المستوردة التي بيعت في الأسواق المحلية بأسعار منافسة للحمضيات الغورية.
وقال العديد منهم، إنه ورغم الأساليب المتنوعة والمتعددة التي استخدموها للفت انتباه الجهات المعنية لأوضاعهم المالية والظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها صغار المزارعين، ومنها تنفيذ احتجاجات والتوقف عن قطف الثمار، والعزوف عن العمل الزراعي، إلا أن جميع هذه الوسائل لم تجد نفعا.
وأوضحوا أنهم، ورغم الخسائر، مضطرون الى المباشرة بالتجهيز للموسم المقبل، إذ تبدأ في مثل هذا الوقت، عملية تقليم الأشجار وتمديد الأنابيب وتجديد البرك المائية، مؤكدين أن تلك التحضيرات الزراعية هي عملية إجبارية لمزارعي الحمضيات، حفاظا على العمل الزراعي وحاجة الأشجار لذلك، مشيرين إلى أن هذه العمليات مكلفة جدا وتفوق قدرتهم المالية ولكن لا مفر من ذلك، خصوصا أن لواء الغور الشمالي من المناطق التى تشتهر بزراعة الحمضيات.
ويطالب مزارعون، الجهات المعنية، بإيقاف ما اعتبروه “عوائق” تواجه المزارع الأردني، وخصوصا مزارعي الحمضيات والصغار منهم، كي يتمكنوا من الاستمرار بالعمل الزراعي والحفاظ على التوازن الزراعي، وبالتالي التوازن الاجتماعي.
وأكدوا أن ذلك يتم من خلال وقف إغراق السوق بالمنتجات المستوردة، التي تؤثر سلبا على أسعار المنتج المحلي، ما یلحق الخسائر بالمزارعین، الذین یعانون أصلا من مصاعب كبيرة، مؤكدين ضرورة تنظیم عملیة الاستیراد بما یخدم المزارع والمواطن والتاجر.
وأكدوا أن السماح باستيراد الحمضيات خلال الموسم المحلي أثر سلبا على منتجاتهم وألحق بهم خسائر كبيرة، في وقت يعانون فيه أصلا من أوضاع صعبة، نتيجة تردي القطاع الزراعي، وارتفاع كلف مستلزمات الإنتاج وأجور الأيدي العاملة.
وشدد مزارعون على أن حماية المنتج المحلي مطلب مهم، خاصة خلال ذروة إنتاج الموسم، من خلال توفير المياه لأشجار الحمضيات، وخصوصا أن الموسم الحالي لم يكن على الوجه المطلوب.
يقول المزارع موسى أبو زينة، وهو من مزارعي الحمضيات، إنهم ودعوا موسم الحمضيات الحالي بخسائر مالية ومعنوية، إذ إن الموسم الحالي كان من أسوأ المواسم، وخصوصا أن التجار كانوا قد أدخلوا كميات كبيرة من الحمضيات إلى الأسواق وبيعت بأسعار منافسة، مشيرا إلى أن 3 كغم من البرتقال كانت تباع بحوالي دينار وكذلك الليمون، مما سبب خسائر كبيرة لهم في ظل الخسائر المتراكمة التي يعاني منها قطاع الحمضيات.
وأشار أبو زينو إلى أنه، ورغم الخسائر، إلا أنه باشر بالتحضيرات الموسمية للموسم المقبل، إذ عمل على تسميد الأشجار وحفر البرك وعمل مصائد للحشرات، معولا على أن يكون الموسم المقبل أفضل من السابق من خلال تكاثف الجهود مع المزارعين ووزارتي الزراعة والمياه.
ويقول المزارع محمد النغيمش من منطقة الأغوار، إن الموسم الحالي كانت خسارته كبيرة وتقدر بآلاف الدنانير، مرجعا ذلك الى ما أسماه “تراخي” وزارة الزراعة في التواصل معهم وإرشادهم والاكتفاء فقط بإرشادات مكتبية، مطالبا الجهات المعنية بتحمل جزء من الخسائر المالية، ودعم صغار المزارعين وإعفائهم من القروض المالية المترتبة عليهم لمؤسسة الإقراض الزراعي، حفاظا على استمرارهم في العمل الزراعي، مشيرا الى أن إدخال أي أصناف زراعية أخرى في منطقة الأغوار الشمالية سيهدد زراعة الحمضيات في المنطقة، ومن الصعب جدا الاستغناء عن تلك المهنة، إذ تعيل تلك الزراعة آلاف الأسر في اللواء.
ووصف المزارع محمد القويسم من منطقة المشارع خسارته هذا الموسم بـ”الكبيرة”، والتي أثرت عليه وعلى أسرته، ورغم ذلك فهو مضطر الى بدء التحضير للموسم المقبل، على أمل أن يأتي بالخير ويعوضه عن جزء من الخسائر.
واعتبر أن الموسم الحالي كان سيئا جدا، إذ إن الكلفة المالية للعمل، من أجرة مياه وكهرباء وعمال ونقل تجاوزت الأرباح، مشيرا إلى أنه عند وصول منتجات مزرعته إلى الحسبة المركزية يفاجأ بالأسعار التي تقل عن الكلفة، ومع ذلك فهو مضطر لبيعها بدلا من الإبقاء عليها وتلفها وبالتالي تضاعف الخسارة.
وقال إن أصناف الحمضيات هذا الموسم في مزرعته لم تكن جيدة، مرجعا ذلك إلى قلة المياه المسالة غير الكافية التي تسببت بحدوث عطش لحبات البرتقال والليمون، ما أثر على نموها بشكل جيد.
ومن جانبه، اكتفى الناطق الإعلامي لوزارة الزراعة لورنس المجالي بالقول “إن إدخال أي صنف من الخضراوات والحمضيات إلى سوق الأردن يعد عملية منظمة، وتتم دون أن تؤثر سلبا على المنتج المحلي”. وأكدت الأمين العام لسلطة وادي الأردن منار محاسنة، أن عملية إسالة المياه للبساتين في حال الظروف الجوية تتم بالتنسيق بين السلطة والمزارع، لافتة الى أن السلطة حريصة كل الحرص على تقديم كل ما أمكن من أجل خدمة المزارع ومساعدته في مواجهة أعباء العمل الزراعي.
جدير ذكره أن زراعة الحمضيات تشكل في لواء الغور ما نسبته 95 % من مجمل العمل الزراعي.