أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    06-Feb-2025

رفع رأسمال البنك المركزي الأردني: تعزيز الاستقرار والثقة*د.عدلي قندح

 الدستور

في خطوة تعكس قوة الاقتصاد الأردني وملاءة النظام المصرفي، وافق مجلس الوزراء على رفع رأسمال البنك المركزي الأردني من 48 مليون دينار إلى 100 مليون دينار، بناءً على توصية مجلس إدارة البنك المركزي. هذه الخطوة، التي تأتي في وقت تشهد فيه موجودات البنك المركزي نموًا كبيرًا، تعكس التزام الأردن بتعزيز استقراره النقدي والمالي، وتعزيز ثقة المستثمرين بالدينار الأردني، وضمان استقلالية البنك المركزي في إدارة السياسة النقدية. أحد أبرز الجوانب الإيجابية لهذا القرار أنه جاء استنادًا إلى توصية مجلس إدارة البنك المركزي، مما يعكس درجة عالية من الاستقلالية المؤسسية. استقلالية البنك المركزي عنصر حاسم في ترسيخ الثقة في الاقتصاد، إذ تعني أن القرارات النقدية تتخذ بناءً على اعتبارات مالية بحتة، وليس تحت أي ضغوط سياسية أو حكومية. كما أن تمويل الزيادة تم من الاحتياطي العام للبنك المركزي، وليس من أموال الخزينة العامة، مما يشير إلى إدارة مالية حصيفة، ويؤكد على متانة الوضع المالي للبنك المركزي الأردني. هذه الخطوة تقلل من اعتماد الحكومة على التمويل الخارجي وتعزز من قدرة الأردن على الحفاظ على استقرار مالي قوي في مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية. يعد رفع رأسمال البنك المركزي خطوة حيوية في تعزيز الاستقرار النقدي. إذ يعزز قدرة البنك على إدارة السيولة وضبط التضخم، كما يمنحه مجالًا أوسع لاستخدام أدواته النقدية بفعالية، مثل عمليات السوق المفتوحة وإدارة أسعار الفائدة. هذا القرار يتزامن مع وصول الاحتياطيات الأجنبية للبنك المركزي إلى 21 مليار دولار أميركي، وهو ما يوفر غطاءً نقديًا قويًا للدينار الأردني، مما يساعد على استقرار سعر الصرف ويقلل من مخاطر التقلبات الحادة في قيمة العملة المحلية. عندما يكون لدى البنك المركزي قاعدة رأسمالية قوية، فإنه يستطيع التدخل بكفاءة أكبر في الأسواق المالية عند الحاجة، مما يعزز الثقة بالدينار الأردني ويطمئن المستثمرين والمواطنين على حد سواء. زيادة رأس المال بنسبة 108 ٪ ترسل إشارة إيجابية للنظام المصرفي الأردني، حيث تزيد من قدرة البنك المركزي على تقديم الدعم للبنوك التجارية عند الحاجة، ما يعزز الاستقرار المالي ويقلل من مخاطر الأزمات المصرفية. كما أن هذه الخطوة تعزز من قدرة الأردن على جذب الاستثمارات الأجنبية، حيث ينظر المستثمرون إلى قوة البنك المركزي كأحد المؤشرات الأساسية لاستقرار الاقتصاد الوطني. بالإضافة إلى ذلك، فإن تحسين الملاءة المالية للبنك المركزي يسهم في تقليل المخاطر السيادية، مما قد ينعكس إيجابيًا على التصنيف الائتماني للأردن، وبالتالي يخفض تكلفة الاقتراض الحكومي والخاص، وهو ما يتيح المجال لنمو اقتصادي مستدام. يمثل قرار رفع رأسمال البنك المركزي خطوة استراتيجية تدعم الاستقرار النقدي والمالي وتعزز الثقة بالدينار الأردني. كما أنه يعكس رؤية واضحة لتعزيز استقلالية البنك المركزي، وتمكينه من إدارة السياسة النقدية بكفاءة أعلى. مع استمرار نمو الاحتياطيات الأجنبية، وتزايد حجم موجودات البنك المركزي، فإن هذه الخطوة تشكل دعامة أساسية للحفاظ على استقرار الاقتصاد الأردني في مواجهة التحديات العالمية. في النهاية، يمكن القول إن هذه الخطوة ليست مجرد إجراء مالي تقني، بل هي رسالة واضحة على قوة الاقتصاد الأردني، ورؤية القيادة الاقتصادية في بناء نظام مالي مستقر ومستدام، يعزز مناعة الأردن في مواجهة الأزمات، ويمهد الطريق لنمو اقتصادي متوازن في السنوات المقبلة.