أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    09-Oct-2019

التبعيّة التكنولوجية*ماجد الحنيطي

 الدستور-تصاعدت مخاطر العلاقة بين الامن والتكنلوجيا في المشهد الدولي، وبقدر ما اسهم الفضاء الالكتروني في بروز مناخٍ إيجابية للاستخدامات المدنية التي تحمل أهمية متعددة الأوجه، فإنها اتاحت الفرص كذلك للاستخدام غير السلمي ومظاهره، والتي منها ذو طابع تخريبي، مثل الهجمات والحروب الالكترونية، ومنها ذو الطابع المرن والمنخفض الشدة، كالتجسس وحرب المعلومات من جانب الاستخبارات الدولية من اجل دعم أنشطتها السرية في جمع المعلومات من مناطق الاستهداف، ومعرفة توجهات الرأي العام في الدول المختلفة، والإحاطة بتوجهات القادة والزعماء، والنخب، ودوائر صنع القرار القريبة.

وانطلاقا من طردية الفرضية بأن من يحاول الابتعاد والنأي بنفسه عن معاصرة التكنولوجيا، فإنه يعزل نفسه عن التطور والاستفادة من وظائفها، فإن الانغماس في دوائر الاستخدامات التكنولوجية أصبح حتميا، ولكن التسليم التام لمحتوى التكنولوجيا وما تفرضه أدواتها يولد استعمارا من نوع آخر، وذلك على حساب الدول غير المنتجة للتكنولوجيا، الأمر الذي يؤدي إلى استخدامها فقط وفق عقلية ووجهات نظر المنتِج، ذلك نتيجة الاستقبال الدائم للمحتوى التكنلوجي دون الإرسال.  وإذا كان المجتمع المستقبِل للتكنلوجيا غير مهيئ لاستخدامها بالشكل الأمثل فقد يتعرض إلى اختراقات ثقافية واسعة من جهة، والى المساس بهويته الوطنية من جهة أخرى، وبالتالي انهيار منظومة القيم لدى المجتمع من خلال الانفتاح الغير مدروس على العالم الخارجي، الذي يستغل هذه التكنولوجيا لنشر ثقافته وقيمه وأساليب عيشه.
إن احتكار دول الشمال للإنتاج التكنلوجي، وتصميم البرامج، وصيانة الشبكات، وتزويدها بالمعلومات، وتحكمها في استمرار هذه الخدمات يشكل تبعية مطلقة لها، خصوصا وأن دول الجنوب غير منتجة للتكنولوجيا مما يجعلها تحت السيطرة الكاملة.
فلا بد لهذه الدول من محاولة التخلص من الربط التكنولوجي المباشر مع الدول المنتجة حاليا للتكنولوجيا من خلال إنتاج هذه التكنولوجيا دون الاستعانة بعقول منتجيها، وبناء شبكات خاصة بها، ونظم إرسال واستقبال مشفرة حتى تضمن السيطرة على معلوماتها وتعاملاتها الخاصة، ونشر الوعي بكيفية استخدام تكنولوجيا المعلومات، وتكنولوجيا الاتصال، وإعادة إنتاج التكنولوجيا وفق المنظور الخاص بها بما يخدم مصالحها.