رؤية الملك عبدالله للاقتصاد الأردني*د. يزن دخل الله حدادين
الراي
يمر الاقتصاد الأردني بتحديات كبيرة، ما يستدعي التفكير في استراتيجيات لتنميته وتعزيز قدراته الإنتاجية. ومن أبرز الحلول المطروحة هو اعتماد الأردن على ذاته في الاقتصاد قدر المستطاع من خلال تنويع الاقتصاد، تحفيز القطاعات الإنتاجية، واستثمار الموارد المحلية.
يولي جلالة الملك عبدالله الثاني اهتمامًا كبيرًا بتنويع الاقتصاد الأردني عبر تعزيز القطاعات الإنتاجية مثل الصناعة والزراعة والسياحة والابتكار التكنولوجي، بالإضافة إلى تشجيع الاستثمارات المحلية والأجنبية وخلق بيئة اقتصادية جاذبة لريادة الأعمال.
ولتحقيق الاعتماد على الذات، فإن رؤية الملك عبدالله الثاني تتضمن تبني سياسات اقتصادية تركز على تنمية القطاعات المحلية وتوسيع القاعدة الإنتاجية. تشمل الاستراتيجيات الرئيسية تنمية الزراعة والصناعة التحويلية، الاستثمار في التعليم والتكنولوجيا والطاقة البديلة، تحفيز التجارة والتعاون الإقليمي، دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وتحسين الإدارة المالية العامة.
ومن الواضح في رؤية الملك أن مفهوم الاعتماد على الذات في الاقتصاد يشير إلى قدرة الدولة الأردنية على تلبية احتياجاتها الخاصة دون الاعتماد بشكل كبير على المصادر الخارجية أو الواردات. فهو ينطوي على الحد من الاعتماد على السلع والخدمات والموارد الأجنبية، وبدلا من ذلك، تسخير القدرات الأردنية لدعم النمو الاقتصادي والتنمية.
بالتالي لتحقيق الاستقلال الاقتصادي للأردن يتطلب تبني سياسات اقتصادية مدروسة تشمل الاستثمار في القطاعات الإنتاجية، وتعزيز الابتكار والتكنولوجيا، وتحسين بيئة الأعمال. كما أن تحسين الحوكمة وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص سيسهم في تعزيز الاقتصاد. وإذا تم تنفيذ هذه الاستراتيجيات بشكل فعال، يمكن للأردن أن يصبح أكثر استقلالية اقتصاديًا، ويحقق نموًا مستدامًا ينفع جميع فئات المجتمع. وفي هذا السياق، يعتبر الملك عبدالله الثاني أن التنمية الاقتصادية لا تتحقق إلا من خلال التشاركية بين مختلف القطاعات. وبذلك فإ? التنويع الاقتصادي يخرج الأردن من التبعية الاقتصادية ويذهب به نحو الاستقلال الاقتصادي النسبي كونه يستطيع إشباع حاجاته المتنوعة ولا يذهب للدول المتقدمة إلا بمقدار الضرورة أو على الأقل أنه يستطيع تحقيق تكافؤ العلاقات الاقتصادية مع البلدان المتقدمة.
وفي الختام، إن جلالة الملك عبدالله الثاني يعتبر الإصلاح الاقتصادي أولوية، مع التركيز على تنويع الاقتصاد، تحسين بيئة الأعمال، وتعزيز الشفافية والحوكمة الرشيدة حيث أن الاعتماد على الذات في الاقتصاد يمثل هدفًا هامًا للأردن الذي يسعى إلى ضمان استقراره الاقتصادي. ومن خلال استراتيجيات مثل الاستثمار في البحث والتطوير، وتشجيع ريادة الأعمال المحلية، والإدارة المستدامة للموارد، يستطيع الأردن تقليل الاعتماد على المصادر الخارجية وتعزيز قدراته الخاصة. ورغم وجود التحديات، فإن السعي إلى الاعتماد على الذات على المستوى الو?ني من الممكن أن يعمل على تمكين الأردن من الإبحار عبر تعقيدات العالم الذي تحكمه العولمة بشروطه الخاصة.