أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    25-May-2023

ماذا ينتظر أسواق النفط الشهر المقبل؟*لما جمال العبسه

 الدستور

«لست قلقا بشأن ما سيحدث في السوق النفطية.. بل افكر... الوكالة الدولية للطاقة أثبتت أنها مخطئة باستمرار.. انصح المضاربين بأن يحترسوا» عبارات جاءت على لسان وزير النفط السعودي الامير عبد العزيز بن سلمان خلال المنتدى الاقتصادي في الدوحة الثلاثاء الماضي، وقعها كان واحدا على المعنيين في مختلف دول العالم خاصة وأنها جاءت قبيل اجتماع مجموعة أوبك+ مطلع الشهر المقبل في فينا.
كلمات صريحة وموجهة لفتت أنظار المتابعين وكانت محط اهتمام الصحف العالمية وفتحت الباب واسعا للتكهنات والتوقعات بشأن ما سيفضي عنه اجتماع «أوبك+»،
لعبت «أوبك+» خلال الأشهر الماضية دورا بارزا وهاما في المحافظة على استقرار الاسواق، حيث كانت هناك مرحلتان لتخفيض انتاج النفط الثانية امتازت بالخفض الطوعي لكل دولة.
كانت أسباب المنظمة واضحة تماما في هذا الشأن رغم المعارضات والانتقادات الموجهة لها، حيث كانت متأكدة بأن هذا الانخفاض سيحافظ على توازن الأسعار ولن يكون سببا في ارتفاعها بشكل مبالغ فيه، بل والاكثر انه حد من قدرة المضاربين على ادواتهم التي ساهمت في أسعار غير مبررة على مستوى الارتفاع او الانخفاض في الأسواق العالمية.
كما اوضحت المنظمة أهدافها وهي اليقظة والمبادرة والتحوط مما قد يأتي في المستقبل، فكانت إجراءاتها التي تمتاز ببعد نظر قائم على التفكير العلمي والعملي ضمن قواعد الاسواق، أي لا قرارات اعتباطية وهي منظمة لا تتلقى اوامر، وهذا ما عبر عنه الوزير السعودي بأنه «لا يتوقع ...بل يفكر».
خلال العام 2022 حدثت مفارقات كثيرة في أسواق النفط العالمية وكانت نتائجها وخيمة خاصة إن هذه الأسواق تأثرت بشكل مباشر بالعقوبات الغربية على روسيا بسبب عمليتها العسكرية الخاصة في اوكرانيا، وتراجع حجم الطلب على النفط من قبل الصين على وجه الخصوص بعد الركود الاقتصادي العالمي بسبب وباء كورونا وهذه العقوبات الاقسى تاريخيا وكان لقطاع الطاقة النصيب الاوفر فيها، هذه الامور جعلت المجال واسعا امام المضاربين الذين حذرهم الامير بن سلمان بقوله «احذروا....والا ستخسروا».
قرارات «أوبك+» أثبتت جديتها وجدواها للحفاظ على أسواق الطاقة وبالتالي مقدرات الدول المنتجة للنفط، لتصبح هذه المنظمة بدراساتها وتقاريرها محط اهتمام بعد ان أثبتت وكالة الطاقة العالمية أنها تجيد التحذير من الشيء اللا جدي وباستمرار توقعاتها خاطئة في هذا المجال.
سيطرة «أوبك+» ان صح التعبير على حجم الانتاج الاختياري لاعضائها اثبت يقظتها وأنها صاحبة قرارات استباقية، كما اثبتت القدرة الكبيرة على التعامل مع حالة عدم اليقين التي تنتاب أسواق النفط في الكثير من الاوقات بسبب ما يحدث عالميا.
حاول الغرب بتقاريرهم عن الأسواق العالمية التحكم بمجريات الامور من خلال قراراتهم الاقتصادية على صعيد وطني او ذات علاقة بالاقتصاد العالمي، لنشهد سيطرة ان جاز القول في أسواق العملات والذهب والاسهم من قبل المضاربين وما نتج عنها من تقلبات سعرية بل وخسارات تجاوزت المعقول.
والآن ما يميز هذه المنظمة أنها عزلت نفسها عن توقعات منظمات طاقة عالمية لتستعين بقدراتها اعتمادا على مصالح الدول الاعضاء، غاضة النظر عن أي انتقادات وتحذيرات خارج حدود المنطق والمقبول في اطار عمل السوق.
نحن بانتظار قرارات «أوبك+» الشهر المقبل، فالكثير يعتقد بأن هناك تخفيضات جديدة في كميات الانتاج، لكن ليس بعد فالامر يتعلق بتقدير المنظمة للمحافظة على آليات عمل السوق وكيفية التدخل للموازنة بين العرض والطلب فيه، وغدا لناظره قريب.