أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    24-May-2023

مستقبل الوظائف 2023*د.عاصم منصور

 الغد

في أوج الاهتمام العالمي بالموجة الحديثة من الذكاء الاصطناعي، والتي حملت عناوين “نماذج اللغات الكبيرة  
“ ومنتجات “ ChatGPT “ و”Brad” ، والتي أصبحت حديث العامة، والخاصة وخاصة الخاصة، خرج تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي حول مستقبل الوظائف 2023 مطلع الشهر الحالي، وهو تقرير مهم في بابه، يصدر مرة واحدة كل سنتين، ويقارب حجمه في نسخته الأخيرة الثلاثمائة صفحة، ويقدم معلومات وافرة عن واقع سوق العمل، ويعطي نظرة مستقبلية حول التحولات، والمخاطر والفرص التي تؤثر في سوق العمل العالمي. 
وفي بلد شحت موارده الطبيعية، ويعتمد إلى حد كبير على المهارات العلمية في توفير فرص العمل يكون التفكير في وظائف كريمة وآمنة وكافية من الضرورات للأجيال الحالية، والوافدين إلى سوق العمل من الجالسين مقاعد الدراسة، ومن سيخلفهم في مسيرة الكفاح من أجل حياة كريمة. 
ولأن أحد الأسئلة الأساسية التي يلقيها الذكاء الاصطناعي ويجهد الباحثون والمحللون والمعلقون في تقديم إجابات عليها هي “كيف ستؤثر هذه التقنيات الذكية، والإمكانات الهائلة على الوظائف الحالية وكيف سيكون حال أسواق العمل المحلية والإقليمية والعالمية في غضون السنوات القليلة المقبلة، وأي المهن ستنمو، وايها ستضمحل، وما هي المهارات التي سيحتاجها سوق العمل؟”
فقد أصبحت النماذج الآلية المتاحة وبعضها بالمجان تضاهي الإنسان في تنفيذ أوامر مثل كتابة موضوع، وتحليل بيانات، وتصميم برامج حاسوبية، والرد على الهاتف، والبحث في الملفات، وتصنيف وتنظيم الوثائق.. الخ. وهي فوق ذلك قابلة للدمج مع الماكنات والأجهزة الإلكترونية لتحويل هذه المهام إلى منتجات متنوعة بسواعد آلية، فما كان من ضروب الخيال العلمي يكاد يكون من الوقائع، وما كان يعد من المستقبل أصبح حاضرا، فهل يستحق هذا التحول حالة الرعب من تضاؤل فرص العمل، وتسارع استبدال الآلة بالإنسان، ناهيك عن الأسئلة الأخرى التي يثيرها “ استدعاء الشيطان” كما وصفه ايلون ماسك احد كبار السحرة في هذا المجال.
جاء تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي ليؤكد في مقدمته التي كتبتها المدير العام للمنتدى ليؤكد بأن “ تحولات سوق العمل تندفع بفعل الذكاء الصناعي التوليدي – أي النماذج اللغوية الكبرى -، والاضطرابات الاقتصادية والجيوسياسية”، وجاء في ثنايا التقرير “أن الاضطرابات الهائلة ستهز سوق العمل العالمي على مدى السنوات الخمس المقبلة مع ضعف الاقتصاد وزيادة تبني تقنيات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي”.
نطاق المهن التي يدس فيها الذكاء الصناعي أنفه ويده كثيرة وتكاد أن تكون شاملة، فبالرغم من أن كتاب المحتوى مدعومين بأبحاث متخصصة، عرضوا نماذج لما يوشك أن يقدمه الذكاء الصناعي لتنفيذ العديد من عمليات هندسة البرمجيات من خلال قدرات الذكاء الاصطناعي المتاحة، شأنهم شأن المجالات الأخرى، إلا أن تقرير المنتدى خالف ذلك ورأى أنه “من المتوقع أن ينمو توظيف محللي البيانات والعلماء واختصاصيي التعلم الآلي وخبراء الأمن السيبراني بنسبة 30 % في المتوسط بحلول عام 2027”. مما يقدم أمثلة على تباين واسع في تحديد بعض مجالات التأثير المتوقعة. 
وفي المجمل تنبأ التقرير أنه خلال السنوات الخمس القادمة ستلغى 83 مليون وظيفة حول العالم، وتستحدث في المقابل 69 مليون وظيفة جديدة، أي بمجمل انخفاض  2 % من العمالة العالمية الحالية. 
ولكن هذه التنبؤات الكمية تظل محكومة بكثير من المتغيرات التي يصعب افتراض انضباطها، ولكنها تظل مؤشرات مهمة لحقائق ملموسة حول التغيرات الكبيرة التي تجتاح سوق العمل العالمي، وما يتوفر فيه من فرص وتحديات استثنائية، وهذه المحطات الانتقالية تتطلب استجابة سريعة، من قبل الشباب، والموجهين، والنظام التعليمي والحكومة، من خلال الرصد المستمر لهذه التحولات، والاستجابة لها بسرعة وبما تستحقه من جدية، ذلك إذا أردنا أن نحول المخاطر إلى فرص.