سوشيال ميديا -
بداية إن كان عرض ائتلاف شركة " مريديام سويز Meridiam Suez" لتنفيذ مشروع الناقل الوطني هو "العرض الوحيد" المتقدم ما يعني أن مقارنته بعروض أخرى لم تحصل وينفي قطعا أنه " العرض الأفضل" كما أعلنت الحكومة ، ويثير تساؤلات عن سبب عدم تقديم شركات أخرى لعروضها : هل لعيب بوثائق العطاء الحكومية ؟ هل لتعقيدات جيوسياسية المشروع وموقع الكيان المحتل ؟ هل التوقيت غير مناسب ؟ وهل... ، كذلك ، هل من المنطق أن تضع الحكومة نفسها من البداية في موقف تفاوضي ضعيف مع الشركة كونها الوحيدة المتقدمة ، مخالفة أصول تنفيذ المشروعات الإستراتيجية ، وهل ناقشت الحكومة تنفيذ المشروع مع القطاع الخاص الأردني وفكرة تأسيس شركة مساهمة عامة من الحكومة وصندوق استثمار الضمان الإجتماعي والقطاع الخاص الأردني أفرادا ومستثمرين ومستثمرين عربا وغيرهم ، أسوة بمرحلة تأسيس شركات الفوسفات والبوتاس وغيرها ، قبل استدلال الحكومة عن صحة قرارها المعبرعن " ثقة الإئتلافات الإستثمارية الأجنبية الكبرى بالإقتصاد الأردني " وفقا لتصريحاتها . لذلك ، أنصح الحكومة ولجنتها وقبل المباشرة باستكمال إجراءات الشراء من " ائتلاف الشركة " صاحبة العرض " الأفضل " ومفاوضتها مباشرة أن تتأكد من اسمها أولا ، خاصة أن تجربة حكوماتنا في " نية / تنفيذ " المشاريع الإستراتيجية الكبرى لم تكن صافية هادئة ، ويكفي التذكير بملابسات " توسعة المصفاة " و " التنقيب عن النفط " وإتفاقيات " شراء الكهرباء من الشركات الأردنية " و" الباص السريع " وأنها لجأت " للتحكيم الدولي " في مشروع " العطارات " ، و " جرّ مياه الديسي " بكل آثار ذلك على تسعير بيع الخدمة ( مياه ومحروقات وكهرباء .. ) على الإقتصاد الأردني والأردنيين ، وكلف خسارة " التحكيم الدولي " مادية ومعنوية . تصرف الحكومة يثبت أن أغنيتها " لشراكة القطاعين " لا تطربها ، ولا أدري هنا أهو قصور وتقصير في الحكومة أم في قطاعنا الخاص ، لكنّ النتيجة هنا حتى الآن تثير الغبار والتساؤل حول جدية الحكومة وتصريحاتها المتفائلة.