الدستور
لا يخفى على احد القيمة الوطنية والحضارية التي يمثلها الخط الحديدي الحجازي كشريان تواصل وعطاء يمثل قيمة تاريخية وحضارية في تاريخ الوطن والمنطقة ككل في حقبة تاريخية امتدت من نهاية العصر العثماني مروراً بأحداث الثورة العربية الكبرى وصولاً لتأسيس الدولة الاردنية الحديثة وما شهدته من مراحل تطور في كافة المجالات وصولاً لعصرنا الحالي ، وبقي الخط الحديدي الحجازي الانجاز الذي تم قبل تأسيس الدولة ولم يفقد مكانته رغم التطور الكبير الحاصل في وسائل المواصلات المختلفة بل زيادة على ذلك اصبح ارثاً وطنياً يمثل بصمة دائمة لتاريخ الوطن والمنطقة ترجع اليه الاجيال الشابة بكل لهفة ومحبة وحنين دافئ.
لا شك ان ادارة مؤسسة الخط الحديدي الحجازي الاردني قد احسنت الرؤية و العمل لإنجاز الهدف المنشود من خلال فتح محطاتها العاملة لأقامه لفعاليات الاجتماعية والتراثية والوطنية فضلاً تنسيق رحلات للمواطنين والسياح عبر القطار ومحطاته القريبة من العاصمة عمان بالتعاون مع وزارة السياحة ، ولا شك اهمية هذا الامر بما يحمله من تنشيط للسياحة الداخلية والتي تعاني من مصاعب جراء الظروف الاقتصادية للمواطن فضلاً عن الاوضاع الامنية الاقليمية وذلك من خلال عمل هذه الرحلات بأسعار مناسبة جداً والذي ينظر لها بوسيلة بتحريك الاوضاع الاقتصادية والتنموية في المجتمعات المحلية لمحطات الخط الحجازي المشمولة بالرحلات ، ولا يخفى كذلك الهدف المعنوي والوطني المتمثل باطلاع الشباب على ارث وطني وتاريخي وعلم من مقدرات الاردن الذي هو انعكاس لمراحل مهمة في تاريخ الوطن من خلال اخراطهم بهذه الرحلات ، وهو هنا تم تحقيق الرؤية الوطنية من خلال مزج المتعة بالفائدة كأسلوب تربوي وتعليمي ناجح تأسيسياً على منهج التعلم باللعب المعمول به عند الاطفال والذي اثبت نجاحه في علم التربية الحديث.
من خلال التواصل مع فئات المجتمعات المحلي المختلفة التي تحتضن محطات الخط الحديدي الحجازي ومع وجود الجهل النسبي لدى فئة الشباب بالذات بالقيمة التي يمثلها الخط الحجازي الاردني وهو الشيء الذي انعكس بأفكار وتصرفات فردية لا تتفق مع اهمية هذا الشريان الوطني ، ولكن في نفس الوقت كان هناك الاهتمام الشبابي بمعرفة الجوانب الثقافية والتراثية والوطنية بهذا الخط لارتباط هذا الخط بمرحلة الثورة العربية الكبرى وتأسيس الوطن ، ولا يخفى هنا ايضاً دور الاعلام والدراما في لفت انتباه الى اهمية هذا الخط للشباب خصوصاً مع انتشار الاعمال الفنية الدرامية التركية والسورية التاريخية منها والاجتماعية والتي ابرزت هذا الخط في احداث قصصها فضلاً عن وجود استخدام القطار ومحطاته في كليبات الاغاني الشبابية ، فكان كل ذلك مدعاة لا نتكون فئة الشباب هو المهتم الاكبر بما يمثله الخط الحديدي الحجازي ومحطاته وهو الشيء الذي كان واضحاً جداً من خلال فعاليات التواصل والتوعية والعمل الاجتماعي المختلفة.
كانت فكرة انشاء جمعية اصدقاء الخط الحجازي للمجتمع المحلي مطروحة من احدى الشباب في هذه اللقاءات وهو تمثل بشكل كبير ما تم طرحه حول اهتمام فئة الشباب بهذا الخط ، حيث تعنى هذه الجمعية والتي تكون بأشراف وتواصل من مؤسسة الخط الحجازي الأردني بإبراز القيم التي يمثلها الخط ومحطاته بكافة الجوانب لكافة شرائح المجتمع الأردني فضلاً عن الاهتمام بالمحافظة على مرافق هذا الخط من العبث والاعتداء بالتنسيق مع الجهات المعنية ، فضلاً عن تأكيد المنفعة المتبادلة بين الخط ومحطاته مع المجتمع المحلي الحاضن من خلال تنسيق الفعاليات التوعوية والتنموية وهو الشيء الذي سيأتي اكله بالخير على الجميع بلا شك.
هي فكرة ستجد صداها الطيب ان شاء الله لدى مؤسسة الخط الحجازي الأردني والذي كما سبق ذكره في هذا المقال اختطت خطاً اساسه ابراز اهمية الخط الحجازي بالشراكة مع المجتمع المحلي ، وستجد صداها ايضاً لدى شركاء الخط الحجازي الاردني في هذا المجال واهمهم وزارة التربية والتعليم ووزارة الشباب والرياضة ووزارة التنمية المحلية والقوات المسلحة الاردنية والامن العام والبلديات المعنية وجمعيات المجتمع المحلي المختلفة.