أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    25-Aug-2024

1.7 مليار دولار عوائد متوقعة من استخدام "الميتافيرس" في 2035

 الغد-عبدالرحمن الخوالدة

توقعت دراسة دولية حديثة أن يساهم تطوير الميتافيرس والتوسع في إدماجه بالاقتصاد الأردني في تحقيق عوائد اقتصادية سنويا تترواح ما بين 1 إلى 1.7 مليار دولار بحلول العام 2035.
 
 
وأكدت الدراسة، أن "الميتافيرس" سيحدث ثورة اقتصادية ورقمية قبل حلول العام 2040 في العديد من الدول حول العالم والمناطق، التي تتوافر فيها البنية التحتية التكنولوجية ومنها الأردن، وذلك من خلال  إعادة تشكيل أسواق العمل والصناعات في هذه الدول من خلال التقنيات التي تعتمد على الميتافيرس، وإنشاء فئات جديدة من الوظائف، وتغيير وظائف حالية أو إلغائها تدريجيا، ونقل العمل إلى بيئات الميتافيرس، وتطوير المهارات اللازمة لهذا التحول الكبير.
 
وجاء ذلك في دراسة تحليلة معمقة أصدرتها اللجنة الاقتصادية والاجتماعية للأمم المتحدة لغرب آسيا "الإسكوا" مؤخرا، بعنوان "  ميتافيرس ومستقبل المنطقة العربية: خيارات وإجراءات في السياسة العامة"، قدمت تحليلا معمقاً لآثار الميتافيرس باعتباره اتجاها كاسحا عالميا، ويركز على تبعاته في المنطقة العربية حتى العام 2040، إذ شددت الدراسة على قدرة الميتافيرس في إحداث ثورة في قطاعات عدة، من خلال توفير فرص عمل، وتطوير الصناعة ونمّو الاقتصاد في المنطقة العربية، متوقفة كذلك عند تأثيره على قطاعات اجتماعية واقتصادية متعددة. 
ويعرف قاموس هارفارد بزنس ريفيو "الميتافيرس"(Metaverse)، بأنه بيئة افتراضية يتفاعل فيها المستخدمون وتتضمن العناصر المرئية والصوتية والمدخلات الحسية الأخرى، من إعدادات العالم الحقيقي لتحسين تجربة المستخدم. حيث تتنوع تعريفات الميتافيرس ولكنها بشكل عام بيئة افتراضية تتيح للمستدخمين عبر صورهم الرمزية أفاتار (Avatar)، التفاعل كما لو أنهم في الحياة الواقعية وممارسة الأنشطة سواء الاجتماعية أو المهنية أو العمل أو السفر.
ولفت الدراسة إلى أن الأردن من أوائل الدول في المنطقة العربية، التي عملت على إدخال الميتافيرس،  في الصناعة السياحية لديها والتوجه نحو السياحة الافتراضية، وذلك من خلال إطلاق "خدمة المتاحف الافتراضية والمواقع التاريخية للتوثيق تاريخ وثقافة الأردن"، لتوفير جولات افتراضية لـ30 موقعا في المملكة.
وأكدت الدراسة، أن الأردن برز خلال السنوات الماضية، كمركز تكنولوجيا مزدهر على مستوى المنطقة، وعلى وجه الخصوص في تطوير البرمجيات والتكنولوجيا المالية.
ويشير تقرير الدراسة إلى قدرة الميتافيرس، على تحقيق رفاه المجتمع في التعليم والرعاية الصحية والاستدامة البيئية ومستويات المعيشة الحضرية. ويتيح نظرةً معمقة إلى الأطر التنظيمية والإدارية الأساسية للميتافيرس، موضحا أن المنطقة العربية في موقع فريد للإشراف على وضع هذه الأطر، وأداء دور رئيسي في الاقتصاد الرقمي العالمي. 
وأوضحت الدراسة، أن هناك ثلاثة أبعاد على الأقل لاحتمال خلق فرص العمل بفضل تطبيقات "ميتافيرس" وتحويل العمالة على مستوى العالم. البعد الأول هو كيفية بناء "ميتافيرس" كمنشئ للوظائف، حيث سيكون إنشاء الشركات للعوالم الافتراضية مصدر وظائف جديدة، وهو ما سيتيح خلق عدد كبير من الوظائف في المجالات  الهندسية اللازمة لبناء سلسلة قيمة "ميتافيرس" بأكملها، من أشباه الموصلات والمواد الأساسية.
وصولاً إلى تمكين البرامج، والعوالم الرقمية نفسها، والخوادم وبيئات الحوسبة السحابية وشبكات 5G/6G اللازمة لإنشاء وظيفة ميتافيرس.
وأشارت الدراسة، إلى أن بعض هذه المهن موجودة اليوم، مثل: مهندسو البرمجيات، مهندسو الشبكات ومصممو الألعاب وعلماء البيانات والأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي، إلا أنه من المتوقع  بحسب الدراسة أن ينجم عن "ميتافيرس" استحداث وظائف جديدة لم يسبق لها مثيل وهي موجودة فقط في "ميتافيرس" على الرغم من أنها تبدو خيالية اليوم، إلا أن وظائف مستحدثة ستكون متاحة عبر ميتافيرس  مثل مصممو الملابس الرمزية، وصائدو مكافآت البيانات، ومديرو أحداث "ميتافيرس"، ومديرو السلامة في "ميتافيرس"، وأطباء ميتافيرس، إضافة إلى الاقتصاديين الافتراضيين، والمتخصصين في القانون الافتراضي، ومطوري الذكاء الاصطناعي للافتراضيين، حيث من المتوقع أن تصبح هذه الوظائف قائمة في العقود المقبلة.
أما البعد الثاني، فهو كيف سيغير "ميتافيرس" كيفية عمل الصناعات، وبالتالي تغيير الوظائف في تلك الصناعات، في حين أن البعد الثالث يتعلق بالأدوار الرئيسية التي سيلعبها "ميتافيرس" في خلق الاقتصادات الخضراء في المستقبل.
ولفتت الدراسة إلى أن "ميتافيرس"، سيكون له تأثير كبير في فتح باب جديد لصناعة السياحة عالميا وإعادة تشكيل القطاع السياحي، وتكريس نمط السياحة الافتراضية من خلال خلق وجهات السفر ثلاثية الأبعاد، وكذلك خلق نوع جديد من المرشدين السياحيين الافتراضين، مؤكدة أن هناك فرصا قوية للدول العربية للاستفادة من هذا النمط السياحي الجديد، إذ خطت دول كالأردن والإمارات والسعودية خطوات إيجابية في السياحة الافتراضية.
وأِشارت الدراسة إلى أن تقديرات أبحاث السوق تتوقع أن يرتفع  حجم سوق السياحة الافتراضية الذي قدر بنحو 448 مليون دولار في العام 2020، ليصل إلى 6.5 مليار دولار بحلول العام 2030. وتقترح دراسات أخرى، أرقاما تصل إلى 6 مليارات دولار في العام 2022، 23.5 مليار دولار بحلول العام 2026، حتى 188 مليار دولار في حلول العام 2028.
وأوضحت أن تقنيات ميتافيرس ستلعب مستقبلا دورا جديدا ما يزال ناشئا في مجال صناعات الاقتصاد الأخضر، مثل الطاقة النظيفة والإنتاج والموارد الطبيعية المستدامة والنفايات، إضافة إلى حمل هذه التقنيات وعود بتخفيضات كبيرة في انبعاثات الكربون، سواء من خلال استبدال التواجد في العالم الحقيقي بالتفاعلات الافتراضية أو التوائم الرقمية التي ستساعدنا على تحسين العالم المادي، لافتة إلى أن معظم الدول العربية لديها استراتيجيات وطنية للتحول إلى مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة، وتبرز من بينها الاستراتيجية الوطنية الأردنية للتحول إلى الاقتصاد الأخضر، الرامية إلى التوسع في أنماط الزراعة الذكية التي تضمن تحسين كفاءة وإستدامة إنتاج الغذاء.