أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    02-Jan-2021

هل ستستثمر الصين نجاحها المشهود في مكافحة كوفيد-19 للتفوق على الاقتصاد الأمريكي؟

 د ب أ: يعتقد «مركز الاقتصاد وأبحاث الأعمال» ومقره المملكة المتحدة أنه نظرا لاستجابة الصين المتفوقة لانتشار وباء كوفيد-19 سيصبح الاقتصاد الصيني الأكبر في العالم بحلول عام 2028، أي قبل خمسة أعوام مما كان متوقعاً في السابق.

وكتب المركز في تقرير صدر الأسبوع الماضي «لبعض الوقت، كان الموضوع الرئيسي للاقتصاد العالمي هو الصراع الاقتصادي والقوة الناعمة بين الولايات المتحدة والصين.. جائحة كوفيد-19 والتداعيات الاقتصادية المصاحبة لها رجحت بالتأكيد كفة الصين في هذا التنافس».
ولكن الكاتب غوردون جي تشانغ الذي اشتهر بكتابه «الانهيار القادم للصين»، وهو عضور بارز بمعهد «غيتستون» للأبحاث والدراسات وعضو في مجلسه الاستشاري، يقول أن الصين لم تتفوق على الولايات المتحدة، ويوضح أنه في الواقع، يبدو أن العكس هو الصحيح.
وفي رأيه فإن توقعات المركز، التي تحاكي إحدى روايات بكين، هي أكثر من مجرد سابقة لأوانها، فهي قائمة على افتراضات خاطئة في الأساس.
واعتبر الكاتب أن اقتصاد الصين أسوأ مما يبدو عليه، كما أن لقاحاتها اللازمة للتعافي الكامل من فيروس كورونا لا تزال قيد التطوير، ومتأخرة كثيرا عن اللقاحات الأمريكية.
ويعتقد «مركز الاقتصاد وأبحاث الأعمال» أنه سيكون هناك «انتعاش قوي بعد الجائحة في عام 2021» في الولايات المتحدة. وسيتراجع الانتعاش مع نمو سنوي للناتج المحلي الإجمالي بنحو 1.9% من 2022 وحتى 2024، ثم سينخفض النمو السنوي للولايات المتحدة إلى 1.6% فقط في الأعوام التالية.
ويرى المركز أن تعافي الصين سيكون أكثر قوة، حيث ستحقق نموا اقتصاديا بنسبة 5.7% كل عام حتى عام 2025، وستنخفض هذه النسبة إلى 4.5% بين عامي 2026 و2030.
إلا أن أرقام المركز ليست خارجة عن الاتجاه السائد. فعلى سبيل المثال، يقدر «صندوق النقد الدولي» نمواً بنسبة 8.2% في الاقتصاد الصيني العام المقبل، بينما يتوقع البنك الدولي أن يصل النمو الصيني إلى 7.9% في 2021.
ومع ذلك، تبدو هذه الأرقام متفائلة بدرجة كبيرة، حيث تساعد الحوافز الحكومية على تعزيز النمو الحالي للصين، وكذلك صافي الصادرات. ومع ذلك فإن «فيضان التخلف عن السداد» الحالي في الصين يشير إلى ضعف واسع النطاق. وبالتالي، فإن الزيادة الكبيرة في الإنفاق في بكين ليست مستدامة، حتى بمساعدة الاستثمار الأجنبي.
ولم يكن الجزء المستدام من الاقتصاد الصيني – وهو الاستهلاك – قوياً كما هو معلن، لكنه الآن أضعف كثيرا بسبب المرض.
وحتى الأرقام الرسمية ترسم صورة مروعة. فقد انخفضت مبيعات التجزئة، وهي مثال جيد للطلب الداخلي للمستهلكين، بنسبة 4.8% خلال الأشهر الـ11 الأولى من هذا العام الماضي مقارنة بالفترة المقابلة من عام 2019. وانخفضت مبيعات السيارات بنسبة 2.9% في 11 شهراً من العام الماضي. كما انخفض مؤشر أسعار المستهلك في نوفمبر/تشرين الثاني على أساس سنوي بنسبة 0.5%.
ويظهر «الكتاب البيج» الصيني، وهو مسح خاص يحظى بمتابعة واسعة النطاق وصدر مؤخراً، انخفاضاً واضحاً في نمو المبيعات في قطاعات السلع الفاخرة والأغذية والملابس في الربع الأخير من العام المنصرم مقارنة بالربع السابق. ولم يشهد قطاع السفر أي نمو على الإطلاق، كما توقفت نشاطات قطاع الضيافة أيضاً.
وبالإضافة إلى ذلك، يكشف المسح أن مجتمع الأعمال لديه نظرة قاتمة بشكل عام للاقتصاد الصيني ككل، مما يلقي بظلال من الشك على التوقعات المتفائلة للعام الجديد.
ويقول المسؤولون الصينيون أن الحياة عادت إلى طبيعتها في الصين، لكن هذا غير مرجح. وقد احتفلت وسائل الإعلام الحكومية بالحشود في مدينة ووهان التي كانت تعاني من قبل، وأشارت إلى أنها كانت المدينة الأكثر زيارة خلال عطلة الأسبوع الذهبي في بداية أكتوبر/تشرين أول.
ومع ذلك، ذكرت سلطات ووهان أن عائدات العطلات انخفضت بنسبة 30% تقريبًا مقارنة بالعام الماضي. وعلى الرغم من أن العطلة كانت أطول يوماً عام 2020 مقارنة بعام 2019 ، فقد انخفض الإنفاق السياحي على مستوى البلاد بنسبة مذهلة بلغت 30% أيضا.
وكتبت صحيفة «غلوبال تايمز» الصينية بثقة في السابع والعشرين من الشهر المنصرم «سيتفوق الناتج المحلي الإجمالي للصين على الولايات المتحدة عاجلاً أم آجلاً»، وذلك في مقال افتتاحي آخر بعنوان «تفوق الصين على الولايات المتحدة في عام 2028».
غير أن الخبراء يرون أن الاقتصاد الصيني لن يتعافى بقوة إلا عندما يكون لدى الصين لقاح فعال وآمن. وعلى الرغم من أن الصينيين كان لديهم أشهراً سبقوا بها، إلا أنهم متأخرون كثيرا عن الولايات المتحدة، التي تمتلك الآن لقاحين حصلا على الموافقة النهائية من إدارة الغذاء والدواء وهما «فايزر/بيونتيك» و»مودرنا» وكل منهما يتمتع بمعدلات فعالية تزيد على 90%. كما أن لقاح «جونسون آند جونسون» في الطريق.
في المقابل لم يستكمل اللقاحان الصينيان «سينوفاك» و»سينوفارم» المرحلة الثالثة من التجارب بعد، وكانت بكين بطيئة في إصدار البيانات.
والأمر المثير للاهتمام هو أن الصين تختبر اللقاحات في الغالب في بلدان أخرى، بما في ذلك المغرب ونيجيريا والإمارات العربية المتحدة والبرازيل وتركيا وإندونيسيا وتشيلي. والأمر المثير للحيرة هو أن التجارب المختلفة لا تجري بنفس البروتوكولات.
وتقول بكين إن الناس وافقوا على تلقي لقاحيها، اللذين يتم إعطاؤهما لعشرات الملايين، لكن هذا بسبب عدم وجود خيار أمام الناس.
وفي هونغ كونغ، التي تخضع لإدارة منفصلة عن الصين، يمتلك السكان خيارا ولذلك فإن العديد منهم يرفضون تلقي اللقاح لأنهم لا يريدون تلقي اللقاحين الصينيين.