أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    23-Jul-2020

لماذا نُدافع عن الفساد..؟!!* صالح الراشد
النشرة الدولية -
السؤال الأصعب في الأردن ويبحث الجميع عن إجابات له تشفي الصدور ولا تجد،  هو لماذا نُدافع عن الفساد بشراسة وعنف؟، ولماذ يتقرب البعض من الفاسدين ويخوضون معاركهم؟، والغريب ان الفاسدين يلوذون بالصمت عند إنكشاف حقيقة أمرهم، ويجلسون بعيداً عن  الضوضاء تاركين المشهد بكامل أركانه لأذرع الفساد المتنوعة، والتي بدورها تحارب بشراسة للدفاع عن الفاسدين، بل يلبسونهم ثياب الطهارة والعفة والإحسان حتى إننا كشعب طيب القلب مرهفُ الإحساس تغرغر أعيننا بالدمع حزناً على الفاسدين المظلومين، ويلعن أعوان الفساد الحكومة قاسية القلب التي تجرأت على إلصاق التهم بالمساكين أصحاب الأيادي البيضاء، ويطالبون منها التحرك السريع للبحث عن الفاسدين الحقيقين.
 
غريبون نحن وغرابتنا بأننا "بنعرف وبنحرف"، فندرك ان الفارس الهمام الذي ندافع عنه قد أصبح يملك الملايين دون ظهور المصدر، وحتى إن علمنا مصدر المال يبقى السؤال هل "تكومت" الأموال عند صاحبها بالحلال أو الحرام، فنحن شعوب يعشق بعضنا الظاهر ويصفق للمسؤول ويقدسه ويطوف حوله كوثن، بل إن هذه النوعية من البشر لو عاشت في الهند لقدسة البقر كونها تعشق عبودية المحسوس الظاهر للعيان ويرفضون عبادة الواحد الديان، فهم يتحولون  شيئاً فشيئاً إلى عبادة الفاسدين ومحاولة السير على نهجهم في الوصول للمناصب والمال، ثم يتطورون  ليشكلوا حولهم مجموعة من الأذرع الإصطناعية ذات المصالح الضيقة والتي تدافع عن صاحبها بحجم الحصول على أجرها وحصتها من الفساد، وإن لم يجدوا ما يسد رغباتهم ينقلبون عليه.
 
هذا هو عالم الفساد لا صديق دائم ولا عدو دائم، فلعبة المصالح والمال تحكم الجميع، فيتحول الأعداء إلى أصدقاء لمعاداة الوطن ونهب خيراته، فالوطن هو المستهدف بماله ومشاريعه، فعند هؤلاء القوم فإن التهريب شطارة والتلاعب فن وذكاء ، والغش عندهم قمة الإحتراف فيما النهب في ديدنهم واجب لنيل حصتهم من المال العام الذي هو حسب شريعتهم حقهم في المال "السايب"، وهؤلاء يعتقدون أنهم أمنوا العقاب لأن للفاسدين داعمين ومناصرين لذا يشعرون أنهم فوق القانون والدولة والشعب وأنهم مشاريع لآلهة جديدة رغم معرفتهم أننا في وطن الإله الواحد.
 
"لا أقصد أحداً بعينه، فجميع الفاسدين وأذرعهم من قوى خفية وعلنية لدينا سواء".