أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    09-Jan-2021

العالم يدفع الثمن.. «يا لعيّب يا خريب» !!*عوني الداوود

 الدستور

.. هذا بالضبط ما فعله ويفعله الرئيس الامريكي دونالد ترامب المنتهية ولايته بعد 11 يوما ويصر على تدمير كل شيء بعد أن فقد الامل في البقاء رئيسا للولايات المتحدة لولاية ثانية، هذا رئيس دمر صورة الديمقراطية التي تتباهى بها الولايات المتحدة، وحرّض على اقتحام بيت الديمقراطية « الكابيتول - الكونغرس «، في مشهد وصفه الرئيس الامريكي « الجمهوري « الاسبق جورج بوش الابن.. مشهد يمكن ان يحدث في « جمهوريات الموز» !
ما حدث ويحدث في الولايات المتحدة الامريكية يجب أن يأخذ منه العالم العبر، فترامب ليس رئيسا ضعيفا، بل هو من هزم هيلاري كلينتون في انتخابات صاخبة لا زالت تحدث لغطا، ولكن كلينتون التي تفوقت عليه في عدد اصوات الناخبين ( بأكثر من 3 ملايين صوتا ) انهزمت بتصويت ( المجمع الانتخابي ) واعترفت بهزيمتها بكل احترام للديمقراطية. ترامب لم يكن رئيسا ضعيفا وفقا للناخب الامريكي، فقد أوفى بكل ما تعهّد به، وفي عهده ارتفعت معدلات النمو وانخفضت معدلات البطالة وأوفى بوعوده في ملفات لم يجرؤ من سبقه من رؤساء على الوفاء بها سواء تجاه اسرائيل أو كوريا الشمالية أو الملف الايراني، ولا حتى بناء جدار عازل مع المكسيك. ولكن هذا الرئيس الذي كان قويا هزمته « الكمامة والعنصرية « فاستهانته بجائحة كورونا تسببت بوفاة أكثر من 365 ألف امريكي - حتى الأمس - وتعامله العنصري مع الأمريكيين من أصول أفريقية بعد مقتل « جورج فلويد « تحت أرجل الشرطة افقده أصوات الاقليات وتحديدا من الاصول الافريقية، وكانت آخر هزيمة لترامب ما أسفرت عنه نتائج انتخابات الكونغرس في ولاية جورجيا الجمهورية تاريخيا لكنها خضعت للديمقراطيين في « الاعادة « لتسجل هزيمة تاريخية نكراء لترامب.
ترامب رئيس شوّه الصورة الديمقراطية للولايات المتحدة أمام العالم - ليس منذ أيام فقط حين قرر «الانقلاب على الديمقراطية « بل انه « انقلب « منذ اليوم الاول الذي تولى به الحكم، على الشرعية الدولية وأدار ظهره لجميع العقود والمعاهدات الدولية السياسية والمناخية وحتى التجارية وتنكر لها، وهو بما تبقّى له من أيام يجهز على كل ما تبقى، ولم يسلم من دماره حتى الحزب الجمهوري الذي اوصله للحكم، وها هي استقالات حكومته ومستشاريه تتوالى، وها هي المطالبات تزداد من أجل اقالته حتى ولو لن يتسنى الوقت لذلك الاجراء الا أن كل ما يجري حتى اللحظة الاخيرة قتل لمستقبله السياسي اذا كان بقي هناك أي مستقبل، علاوة على تعليق « فيسبوك « و»تويتر « وباقي مواقع التواصل حساباته لاشعار آخر.
ما جرى من اقتحام مبنى الكابيتول طرح تساؤلات كبيرة مدوية لن تنتهي مع زوال حكم ترمب وفي مقدمتها : كيف يمكن لرئيس أميركا ان يكون محرضا - وكيف تم اقتحام مبنى الكابيتول بهذه السهولة والهشاشة الامنية ؟!
الايام القليلة المتبقية ستكون حبلى بالمفاجآت والقرارات ما بين اقالة ترامب أو الاطاحة به ويبدو أن هذا الرئيس لن يستسلم بسهولة مهما كان الثمن فما دام لم يعد « لعيبا « فها هو يحسن « التخريب « !
بقي أن أشير الى ان الرئيس الامريكي وخلال اربع سنوات كشف ما كان خفيا على جماهير العالم من وجوه أخرى لما يجري في الداخل الامريكي بعيدا عن ماكينات التجميل الاعلامية، وزادها تشوها بأفعاله وقراراته،..ولا ندري كم من الوقت والجهد سيحتاج الرئيس الديمقراطي جو بايدن لترميم وتحسين ما دمره وشوهه ترامب داخليا وخارجيا،.. وكم سيحتاج العالم ومنطقتنا العربية بالذات من وقت وجهد وثمن دفعته غاليا وفي ملفات متعددة نتيجة سياسات ادارة الرئيس ترامب على الصعيدين السياسي والاقتصادي تحديدا؟!