أطلق معالي وزير الزراعة المهندس خالد الحنيفات مؤخرا مبادرة «لا لهدر الغذاء» والتي تهدف إلى وضع أطر واضحة لوقف هدر الغذاء خاصة في ظل الأزمات الممتدة والتي تستدعي تضافر الجهود لخفض الهدر والتعامل مع حلقات الهدر الفنية المختلفة من المصدر وحتى الاستهلاك وسلوكيات ما بعد الاستهلاك.

 

حضرإطلاق المبادرة ممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة الفاو في عمان المهندس نبيل عساف ونائب المدير القطري لبرنامج الغذاء العالمي للأمم المتحده لورين غوبلية، حيث تأتي في وقت يواجه فيه الأردن وبقية دول العالم تحديات عالمية غير مسبوقة والتي تؤثر على الأمن الغذائي العالمي بما فيها الازدياد السكاني الناجم عن موجات اللجوء المتتالية وارتفاع أسعار الغذاء وشح المياه وآثار جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، وانتشار الممارسات المتعلقة بالنظم الغذائية غير المثلى في جميع المراحل، من الإنتاج إلى الاستهلاك نتي?ة ضعـف المعرفــة والوعــي لــدى المنتجيــن، والتجــار، والمشــغلين، والمســتهلكين وكذلك عدم كفاية المرافق والبنى التحتية على طول السلسلة الغذائية ونقص الاستثمار في تحديث سلسلة القيمة، والإفراط في إنتاج سلع محددة في فترات ومواسم معينة وسياسة الدعم غير الفعالة، بالاضافة الى عدم وجود بيانات حديثة وكافية عن الفاقد والمهدر من الغذاء.

 

وفقا لمعالي وزير الزراعة فإن هناك نسبة كبيرة من الأغذية المنتجة محليًا أو المستوردة التي تفقد أو تهدر خلال سلسلة الإمداد الغذائي بينما على الصعيد العالمي، يتم فقدان 14% من الأغذية المنتجة خلال مرحلة ما بعد الحصاد قبل الوصول إلى مرحلة البيع بالتجزئة ويصل الفاقد والمهدر في بعض المنتجات الزراعية إلى 41% كما في البندورة و34% في القمح ومنتجاته.

 

فقدان وإهدار الأغذية لهما تأثير مضاعف على المياه، حيث تصل المياه المهدورة إلى 25 مليونا م3 سنوياَ، كما يمثلان أيضا إهدارًا للموارد المستخدمة في الإنتاج كالأراضي والطاقة والمدخلات، وكما تؤدي إلى زيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، إضافةً إلى الأعباء المالية التي تضاف على المنتجين، والتجار، والمستهلكين.

 

في محاولة للتصدي لهدر الغذاء، قامت وزارة الزراعة وبرنامج الأغذية العالمي بإطلاق مشروعين تحت مظلة الحملة الوطنية «لا لهدر الغذاء». ضمن إطار أولويات الإستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي (2021-2030) ويسعى المشروعان لمأسسة العمل وتعزيز حوكمة إدارة هدر الغذاء وإطلاق حلول مبتكرة في هذا المجال.

 

يهدف المشروع الأول لإطلاق مسابقة «هاكاثون» ابتكارية مع سيواس السويسرية، وهي مؤسسة متخصصة في تنفيذ المشاريع التي تدعم الأفكارغير الربحية للحفاظ على الاستدامة وتقديم حلول إبداعية لتحديات الموارد الطبيعية. وسيشارك في هذا الهاكاثون المؤسسات الصغيرة، والمتوسطة، والأفراد، والجامعات في الأردن، وسيتم تمكينهم ودعمهم لتنمية أفكارهم المبتكرة وتوسيع نطاقها، مما سيساهم في تقليل هدر الغذاء.

 

أما المشروع الثاني، ضمن اطار «تعزيز إدارة هدر الغذاء» فيتضمن الشراكة مع جمعية بسمة الحياة، حيث تقوم هذه الجمعية بجمع الطعام الزائد من الفنادق وإعادة توزيعه على الجماعات المحتاجة.

 

هذا ويقدَّر الهدر الغذائي في الأردن، بحوالي 93 كيلوغرامًا للفرد في العام؛ أي حوالي 955 ألف طن من الغذاء تكفي لتغطية الاحتياجات الغذائية لحوالي (1,5) مليون شخص لمدة عام كامل.

 

نستظل في ظلال شهر الخير، ويلزمنا الواجب وقد توفرت جميع السبل لترشيد الاستهلاك في رمضان، المسارعة للحد من المهدر من موائد الإفطار وما يتبقى من الغذاء وما يمكن تغليفه وحفظه وتوزيعه وهناك العديد من الجهات المتطوعة والمختصة في هذا المجال للوصول إلى من يطلب ذلك وبالمقابل تأمينه للمحتاج والفقير وبشكل مناسب.

 

نكرم أنفسنا حين نأكل ونشرب بقدر واقتدار؛ ثمة قليل ينمو ويكبر ويصبح كثيرا ووجبة تسد جوعا لمحتاج وقطرات ماء تروي ظمأ عطشان والأمثلة كثيرة ويمكن أن تغطي وتستر وتسر وجوها عفيفة.

 

لا لهدر الغذاء والماء وحتى ملافظ وفحوى الكلام، جميعنا شركاء في ذلك.