أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    09-Nov-2021

لماذا يكرهون عمّان؟* محمود الخطاطبة

 الغد

عند وقوع حدث سلبي، أو مشكلة ما، في أي منطقة أو محافظة خارج حدود العاصمة، يبدأ الحديث عن الأخيرة، بلا أي خطوط، من قبيل “صالونات عمان”، و”نخب العاصمة”، و”لا تدعوا عواصمكم تأكل خبزكم”، وكأنها ليست إحدى محافظات المملكة الاثنتي عشرة.
فمثلًا عندما تحدث أزمة في أي من محافظات الأردن، باستثناء عمان، أول ما يبدأ البعض بالحديث عنه الظلم والقهر اللذين تُعانيهما مُحافظاتهم التي يقطنون بها، وذلك مقارنة مع عمان، وما تتحصل عليه من امتيازات ومشاريع وفرص، بعيدة المنال عن محافظات الأطراف، وعند تحقيق إنجاز، سواء كان علميا أو طبيا أو اقتصاديا أو ثقافيا أو رياضيا، في أي محافظة بعيدة عن العاصمة، يُرى بأن نبرة البعض يكون فيها نوع من الزهو والخيلاء، وكأننا أمام مفاخرة أو مباهاة، وللأسف ضد جزء أصيل من أجزاء المملكة.
لا أحد يُنكر، بأن محافظات الأطراف كلها مظلومة، عند مقارنتها بعمان، إلا أن الأخيرة، وللأمانة الموضوعية، وفي حال تمت الحسبة كنسبة وتناسب، فإنها حتمًا ستكون بعيدة عن العدالة، إذ يتجاوز عديد سكانها الـ4.5 مليون نسمة، وعدد المقاعد النيابية المُخصصة لأبنائها، لا تتناسب وعدد قاطنيها، وحتى في الأمور الأخرى كالمنح والبعثات الممنوحة لطلبة الجامعات، فإنها تُعتبر في مصاف المظلومين، إذ يحصل أبناؤها على مقعد واحد لدراسة الطب، بينما كل محافظة تحصل على نفس المقعد، بغض النظر عن عدد ساكني كل محافظة!
نقطة أخرى، في غاية الأهمية، تتمحور حول وجود مناطق فقيرة جدًا في العاصمة، خصوصًا منطقتيها الجنوبية والشرقية، فالكثير من قاطني هاتين المنطقتين يُعانون من فقر وبطالة، لا تقل نسبهما عما هو موجود في باقي المحافظات، التي تمتاز، وللأسف، بندرة المنشآت، من مصانع وشركات واستثمارات، التي تُشغل نسبة كبيرة من الأردنيين.
لستُ من المدافعين عن عمان، ولكن كلمة حق تُقال بحقها وساكنيها، الذين يدفعون أكثر من سبعين بالمائة من الضرائب التي ترد إلى خزينة الدولة، والتي تُعتبر الأساس في دفع رواتب موظفي القطاع العام، ناهيك عما يذهب لدعم مشاريع واستثمارات، وُجدت في الأصل لفائدة المواطن.
لا تكرهوا عمان!، صحيح بأن هناك فقرا مدقعا، وبطالة وصلت إلى أرقام قياسية في محافظات المملكة الأخرى، إلا أن ذلك ليس ذنب العاصمة، فجل المسؤولية تقع على كاهل من تبوأ منصبا، ولم يُفكر أو يُخطط لإنعاش “الأطراف”، كإنشاء الطرقات وإعادة تأهيل أخرى، وتوفير وسائل نقل حديثة تواكب العصر، وإنشاء مدارس ومستشفيات، فضلًا عن تأمين صحي، أقلها يكون بدرجة جيد، وكذلك التعليم.
من حق أهالي أي محافظة أن يفرحوا عندما يحققون نجاحًا ما، ومن حقهم أيضًا أن يغضبوا عند حدوث أزمة معينة، وبالأخص عندما يكون وراءها تقصير حكومي، لكن ليس من حق أحد، أن يُبالغ في فرحته إلى درجة أن تصل مرحلة “الشماتة”، أو يُصور الفرح على أنه “نصر مؤزر”، كما أنه ليس من حق أي أحد أن يصب جام غضبه عند وقوع أزمة معينة على الآخرين أو محافظة دون أخرى… وعلى رأي أمير الشعراء أحمد شوقي: “نصحت ونحن مختلفون دارًا .. ولكن كُلنا في الهم شرق”. فلماذا تكرهون عمّان؟