أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    13-Aug-2017

الاحتباس الحراري يؤثر في فيضانات الأنهار في أوروبا

أ ف ب 
 
يؤدي الاحتباس الحراري إلى تغيير ارتفاع منسوب الأنهار في أوروبا، مهدداً النشاطات الزراعية والبنى التحتية في القارة، وفقاً لما خلُصت إليه دراسة نشرتها مجلة «ساينس» الأميركية شملت معلومات تمتد على خمسين عاماً، وأظهرت أن فيضانات الأنهار باتت تحدث قبل بضعة أسابيع من موعدها السنوي، في غرب القارة الأوروبية وشمالها الشرقي. إذ تحدث هذه الظاهرة في السويد وفنلندا وفي دول البلطيق، قبل شهر من الموعد الذي كانت عليه في ستينات القرن العشرين وسبعيناته. ويُفسّر ذلك بذوبان الجليد المبكر الناجم عن الاحتباس الحراري.
 
وحلل فريق الباحثين بإشراف مدير «معهد الهندسة المائية وإدارة الموارد» في جامعة فيينا غونتر بلوشب، معلومات جمعت من 38 بلداً بين عامي 1960 و2010. وقارن الباحثون معدلات المتساقطات ورطوبة التربة ودرجات الحرارة، لتحديد العوامل التي تسبب هذا التغيّر في مواعيد فيضان الأنهار.
 
وقال بلوشل في مؤتمر صحافي، «لم ندرس قوة الفيضانات في السنوات الخمسين الماضية، وإنما الوقت الذي حصلت فيه خلال السنة، وكيف اختلف ذلك بين العامين 1960 و2010». ولفت إلى أن «نتائجنا أظهرت وجود بصمة واضحة للتغير المناخي على حركة مجاري الأنهار في أوروبا، لكن هذه الأثر يختلف من مكان إلى آخر في القارة».
 
وسجّلت أكبر التغيرات في أوروبا الغربية على سواحل الأطلسي بين البرتغال وإنكلترا حيث صارت الأنهار تفيض قبل موعدها المعتاد بخمسة عشر يوماً على الأقل. ويفسّر ذلك بارتفاع نسبة الرطوبة في التربة. أما في شمال شرقي أوروبا فيعزى الأمر إلى ذوبان الثلوج الذي صار يبدأ في أول الربيع.
 
وأوضح الباحث في «معهد العلوم البيئية والمائية» في بريطانيا والمشرف على فريق الباحثين جيمي هاناغوردإن، أن هذه الدراسة تشير إلى أن «جريان الأنهار يتأثر بالمناخ على نطاق واسع في شمال غرب أوروبا، وتزودنا بمعلومات جديدة عن التغيّر في آلية الفيضانات». وأكد ضرورة «الاستمرار في مراقبة أوقات فيضانات الأنهار وذروتها ووتيرتها».
 
ومن شأن هذا التغير في مواعيد فيضان الأنهر، أن يؤثر في شكل كبير على المحاصيل الزراعية وسلامة البنى التحتية وإنتاج الطاقة الكهربائية من المياه، وعلى التغذية بالماء أيضاً، وفقاً لما جاء في مقال نشر ايضاً في المجلة ذاتها.
 
ويؤثر فيضان الأنهار في عدد متزايد من الأشخاص في العالم، أكثر من أي نوع آخر من الكوارث الطبيعية. وتقدّر الخسائر الناجمة عن هذه الظاهرة سنوياً بمئة وأربعة بلايين دولار. ويتوقع أن يتواصل الارتفاع في الخسائر مع استمرار الاحتباس الحراري، وأيضاً مع ازدياد عدد القاطنين في المناطق القريبة من المجاري المائية، فضلاً عن ازدياد الفيضانات المدمرة عشرين ضعفاً مع حلول نهاية القرن الحادي والعشرين، ما يجعل «تحسين المعطيات والتقديرات حول التغيرات الموسمية للفيضانات أمراً لا بد منه»، وفقاً للباحثين.