أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    08-Jan-2018

قرار مقابل قرار *د. فهد الفانك

 الراي-لخص الأمين العام لجامعة الدول العربية الموقف العربي المطلوب تجاه القرار الأميركي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة أميركا إليها. الموقف الذي يقترحه الأمين العام هو أن يصدر العرب قراراً مقابل القرار الأميركي ، وأن يعترف العرب بالقدس عاصمة للدولة الفلسطينية مقابل اعتراف أميركا بأنها عاصمة إسرائيل.

 
في الظاهر يبدو هذا الحل منطقياً ومتوازناً ، فما تفعله أميركا وإسرائيل يمكن الرد عليه بنفس الطريقة: قرار مقابل قرار ، الفرق الوحيد الذي لم يشأ أن يلاحظه الامين العام هو أن قرار أميركا وضع موضع التطبيق ، في حين أن القرار العربي المطلوب لا يزيد عن تأكيد قرارات المجتمع الدولي ، وهي أقوى من القرار العربي الذي لا يضيف جديداً.
 
هناك فرق بين قرارات أميركية على الأرض وقرارات عربية على الورق ، خصوصاً وأن القرار العربي بهذا المعنى لا يأتي بجديد فهو يكرر أو يؤكد قرارات دولية بقيت على الورق سنوات طويلة لغياب من يحولها إلى واقع ، كما تفعل إسرائيل.
 
وإذا كانت القرارات الدولية لم تنفذ بل بقيت على الورق فلماذا يعتقد الأمين العام أن القرارات العربية سوف ُتنفذ ، من ينفذها وكيف؟.
 
يقال أن العرب يجب أن ينتدبوا قوة أخرى غير أميركا للقيام برعاية السلام ومحاولة الوصول إلى حل عادل. والواقع أن القرار الأميركي الأخير يعني عملياً أن أميركا تخلت عن دور الوسيط النزيه واختارت أن تقف إلى جانب إسرائيل بالحق والباطل.
 
السؤال إذن ما هي الجهة البديلة المقبولة للجانبين؟ يخطر بالبال قوتان هما أوروبا وروسـيا ، أما أوروبا فقد اختارت حتى الآن موقف من يدلي برأي له وزن سياسي وأخلاقي ، ولكنها ليست متحمسة للتورط عملياً في حل معضلة غير قابلة للحل. وأما روسيا فمن الأرجح أنها ليست مقبولة لإسرائيل.
 
ليس هناك حل قريب في متناول اليد، والحد الأقصى لفائدة التحرك الرسمي والشعبي الراهن لصالح القدس أنه يخدم غرضاً مهماً هو قطع التقادم على احتلال القدس أو تهويدها بانتظار تغير الظروف العربية والدولية.
 
وبانتظار ذلك لا بد من دعم عرب القدس ليتمكنوا من الصمود ، فالمعركة على القدس بعد الآن ديمغرافية بامتياز.