أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    07-Nov-2019

الحوامدة : اعتماد المعاصر لتزويد الأسواق بالزيت يكفل جودة المنتج

 

جرش –الدستور-  حسني العتوم - يلتصق المزارعون مع محاصيلهم في معاصر الزيتون الذي ينتظرونه عاما كاملا، بانتظار دورهم في عصر الثمار، وانتظار ذلك الشلال المتدفق من مزاريب الزيت، تلك اللحظات التي يعيشها المزارعون والفرح يغمرهم وتراتيل السنتهم بالدعاء ان يطرح الله البركة في هذا المنتج؛ فعليه تعقد امال اسر كبيرة في ترتيب امور حياتها، وعليه تتوقف مشاريع الاسرة من دراسة الابناء ومؤونة البيت لعام قادم بالتمام والكمال، ورصيد لا بد منه لاعمال الحراثة والتقليم والعناية بالاشجار لتعود عليه في العام القادم بالخير والعطاء.
وفي الجولة الميدانية التي قامت بها « الدستور « على بعض المعاصر في مدينة سوف استوقفتنا الكثير من الاجراءات المتخذة فيها، كما رصدنا العديد من المشاهد التي تؤكد حرص القائمين على المعاصر من جهة والمزارعين انفسهم لمتابعة محاصيلهم الزراعية حتى لحظة تعبئة المنتج في عبوات الزيت.
وكم كانت مؤثرة مشاهد المزارعين وهم يفرغون حمولة محاصيلهم امام المعصرة بانتظار دورهم؛ فترى البعض منهم وهو يجول النظر في المكان الذي غص بكميات هائلة وكبيرة من تلك المحاصيل « بشوالاتها « المتكدسة على الارض بانتظار تلك اللحظات التي تصل فيها الى « جرن « العصر، فيجلسون بالقرب منها بكل طمانينة وهدوء وفي ذهن كل واحد منهم حكاية وقصة. وما ان يصل احدهم الى دوره حتى يجلس امام المزراب ليملأ « تنك « الزيت المبارك، ولسانه يلهج بالدعاء ان يبارك الله سبحانه وتعالى له في هذا الرزق ، وما ان يكتمل الانتاج ويدفع اجرة المعصرة حتى يبدا باول حسبة له بالسؤال كم على هذا المنتج من زكاة ليدفعه عن طيب نفس راضية لصاحب النصيب.
واكد مدير شركة معصرة سوف الاتوماتيكية الحديثة مامون الحوامدة ان ادارة المعصرة لها طقوس واجراءات خاصة تهدف الى حماية المنتج من لحظة وصول المحصول الى ارض المعصرة حيث تتولى ادارة المعصرة والموظفين فيها والعمال بتوثيق الكميات وفق الية العد ويمنع بعدها اي انسان التعامل مع عبوات المنتج الا المصرح لهم من العاملين في المعصرة وبزيهم المميز وذلك بهدف قطع الشك باليقين وحتى وصوله الى جرن سحب المنتج بالروافع الى مراحل عصر الثمار.
واشاد الحوامدة بالاجراءات التي اتخذتها مؤسسة الغذاء والدواء بوضع لاصق حراري على المنتجات الامر الذي يضمن جودة هذا المنتج والحيلولة دون عمليات الغش الذي يقوم به ضعاف النفوس.
واشار الحوامدة الى متابعة مراحل الانتاج من لحظة وضعه في الجرن الرئيسي، مرورا بغسله وطحنه الى ان يصبح عجينة، تمهيدا لتخميره وكبسه ووصولا الى فرازة الزيت وتعبئة الزيت في عبوات خاصة به، لتبدأ بعد ذلك مراحل البيع، لافتا الى ان الراغبين بشراء المنتج عادة ما يأتون الى المعصرة والشراء مباشرة من زيت الزيتون وحسب الاسعار الدارجة في الاسواق. واكد الحوامدة ان منتج هذا العام من ثمار الزيتون جاء وفيرا؛ ما ادى الى انخفاض اسعاره عن موسم العام الماضي، الا ان الاسعار التي تشاهد بين الحين والاخر عبر وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي تؤشر على ان في هذه العروض خللا ما، لتبدأ الشكوك حولها؛ فمن غير المنطقي ان تدور الاسعار في المعاصر في فلك الثمانين دينارا ويأتي اخر ليعرضها بنصف الثمن او يزيد قليلا.
ولفت الى ان هذا العام شهد نقلة جديدة في عملية الانتاج من خلال اعتماد بعض المعاصر من قبل قطاعات رسمية وسفارات لتزويد هذه القطاعات سواء داخلية ام خارجية بمادة زيت الزيتون؛ الامر الذي يساعد هذا القطاع والمزارعين في تسويق منتجاتهم وفق اعلى المواصفات العالمية.
وفي احاديث مع المزارعين الذين غمرت قلوبهم الفرحة بعد عناء واشتباك مع اشجار الزيتون لجمع المحصول، اكدوا ان جرش بكل تفاصيلها من جبال ووهاد ووديان هي ارض شجرة الزيتون التي يشع منه نور كضوء الشمس وهو يتدفق من مزاريب الخير في المعاصر، الا ان البعض من ضعاف النفوس أبى الا ان يلوث سمعة هذا المنتج الجرشي طمعا في ربح زائف وربح باطل حين يعمدون الى خلطه بمواد اخرى؛ ما ينعكس سلبا على سمعة هذا المنتج الذي ينتظره المزارعون عاما بعد عام.
وطالب عدد منهم ان تقوم الحكومة باجراءات وقائية تساعد فيها المزارعين بانهاء حالة الالتباس التي يقع فيها الكثيرون عند شراء هذا المنتج والذي عادة ما يتوقف خلال موسم العصير والشراء من المزاريب خاصة المزارعين الذين لديهم كميات كبيرة وبحاجة الى تسويق.
وتبقى جرش ارض شجرة الزيتون المباركة التي يعود تاريخ اشجار الزيتون فيها الى الاف السنين والتي ما زال الكثير منها يرى هنا في وديانها وسهولها وجبالها لتحكي قصة الانسان وتاريخه مع هذه الشجرة المباركة.