عودة اراضي الباقورة والغمر تجاوزت اهميتها البعد السياسي ليطال البعد الاقتصادي والاجتماعي ولا نبالغ ان قلنا الامن الغذائي، فهذه الاراضي تتمتع بخصوبة عالية كما انها تحظى بوفرة مياه، وبالتالي من المُؤمل ان تنعش القطاع الزراعي المحلي اذا ما اضيفت اليه، وستسهم حتما في تنمية المحافظات المجاورة لها بالمدن والقرى.

لكن نطرح سؤالا مهما ضمن هذا الاطار، هل علمت الحكومة بجغرافية المنطقة، وهل اطلعت على ما تنتجه ومستويات انتاجها، والمساحات المخصصة للزراعة والاخرى صعبة التضاريس، ودرست وضعها استعدادا لاستعادتها وعودتها للاردن، وهل وضعت خطة مبدئية بما اتيح لها من معلومات تضمن الاستغلال الامثل لهذه الاراضي ذات الثقل على الصعيد الزراعي؟.

هذه الاراضي أرّقت حكومة الاحتلال الاسرائيلي واصبح مواطنها يرى انه انهزم امام عودتها للاردن، خاصة وانه قام باستغلالها بالشكل الامثل، واستثمر فيها ليخرج منها منتجا زراعيا عالي المستوى قابلا للتصدير للخارج، وبالتالي الاراضي بتطورها ستكون لنا مرة اخرى بعد بضعة ايام، فما هي خطة الحكومة المبدئية لتنظيم المنطقة؟.

ان الصخب في الاعلام الاسرائيلي على قرار الاردن باسترجاع اراضيه، عدا عن انه سيفقدهم لذة الاحتلال البذيئة، الا انه سيفقد اسرائيل اراضي زراعية تصدر للدول الاوروبية منتجات عالية الجودة، فاذا اهميتها ببعدين رئيسيين سياسي واقتصادي، والاهم ان نحسن استغلال هذه الاراضي خاصة وان مردودها فوري ولا داعي لاستصلاحها.

أما فيما يتعلق بالمياه فمعروف انها تتمتع بوفرة مياه وهذا ما يقض نوم الجانب الاسرائيلي المتحكم بالمياه بالنسبة للاردن واراضي السلطة الفلسطينية، فهم يعتبرون ان شيئا وان قل فقدوا السيطرة عليه فهذا امر جلل ومشكلة عصيبة، هذا عدا عن اهمية المنطقة السياحية خاصة وانها تتمتع بمناظر خلابة وجاذبة للسياح عدا عن مناخها المعتدل، لتضاف الى قائمة المناطق السياحية الجاذبة ليس على المستوى المحلي بل على مستوى دول المنطقة.

ان التحضيرات للاحتفال بعودة اراضي الباقورة والغمر يجب ان يصاحبه استراتيجية متوسطة الامد على اقل تقدير، وان تبقى هذه الاراضي مُصدرة للدول الاوروبية بجودة المنتجات الزراعية وان يستغل الاردن هذا الامر لمصلحته بالشكل الامثل ليكون الغاية بكافة ابعادها من استرجاع هذه الاراضي متحققة.