أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    07-Mar-2019

ضعف منظومة النقل العام هاجس يؤرق الموظفين ويضطرهم إلى «التاكسي»

 الراي- سيف الجنيني

يضطر الموظف سمير العامل في شركة محلية تقع في احدى ضواحي عمان الغربية إلى استخدام سيارة « تاكسي » يوميا خشية ان يتأخر عن عمله.
 
سمير ودخله دون المتوسط لم يعد بإمكانه استخدام حافلات النقل العام لانها اصبحت سببا رئيسيا لتأخره عن العمل لانها غائبة عن منطقة سكنه واذا اضطر الى انتظارها او المسير الى نقاط مرورها يحتاج الى وقت طويل حتى يستقل حافلة، على حد تعبيره.
 
يقول سمير ان غياب منظومة النقل العام وضعفها اصبح هاجسا يؤرق الموظف ويضطره لاستخدام سيارة تاكسي مهما بلغت كلفتها تفاديا لتأخره عن وقت عمله الرسمي بسبب عدم وجود وسائل نقل سريعة او حافلات ركوب صغيرة او كبيرة قريبة من منزله تعمل ضمن مواقيت زمنية محددة .
 
ويروي سمير انه ومنذ بداية عمله قبل نحو خمس سنوات وهو "يتأخر عن موعد عمله بشكل يومي " في التاسعة صباحا نظرا لانه يقطن في مناطق عمان الشرقية ولا توجد حافلات او باصات ركوب متوسطة تصل الى المنطقة التي يسكن بها مبينا ان الشارع العام يبعد عن منزله نحو 10 كيلو مترات ما يدفعه لركوب سيارة «تاكسي » يوميا .
 
ويصل عدد الحافلات الكبيرة في الاردن الى نحو 1500 حافلة فيما يبلغ عدد الحافلات المتوسطة قرابة 4500 واسطة من هذا النوع جلها يتركز في عمان.
 
ويلفت سمير الى ان اضطراره لركوب سيارة «تاكسي » يوميا رغم ارتفاع كلفة اجرة النقل حتى لا يتأخر عن العمل ويتفادى تأنيب مديره ما يهدد بقاءه في عمله اذا استمر بالتأخير عن العمل .وتشير آخر الاحصائيات الى ان عمان تضم 12 الف تاكسي اصفر من اصل 16 الفا في كل المملكة وبات المواطن ايضا يتمتع بخدمة نقل متطورة وهي تاكسي التطبيق الذكي عندما تأتي سيارة التاكسي الى نقطة وجود الزبون لتقله الى مقصده، غير ان سمير لا يستطيع استخدام هذه الخدمة يوميا لان اجرتها اعلى.
 
الوزير الاسبق مالك حداد قال ان غياب منظومة النقل هي التي تدفع كثيرا من الموظفين او المواطنين للتنقل عبر السيارات الخصوصية او التاكسي.
 
واضاف حداد وهو يشغل منصب رئيس الاتحاد العربي للنقل ان نحو 24% من دخل الاسر الاردنية يذهب الى النقل في كافة انواعه وهو ما يسلتزم توفير وسائط مريحة وآمنة ذات مواعيد وترددات محددة.
 
وتابع حداد » لا يوجد منظومة نقل متعددة الانواع في عمان وسط غياب المواعيد والترددات لكثير من وسائط النقل التقليدية لنقل الركاب الامر الذي يجبر الكثيرين للتنقل عبر سيارات التاكسي او سياراتهم الخصوصية للوصول الى اعمالهم في مواعيدها.
 
ويتفق الموظف علاء مع ما قاله سمير في ضعف منظومة النقل العام اسوة بدول متقدمة يتمتع فيها المواطن بشبكة نقل من كل الانواع تعمل بترددات ومواعيد محددة ويستخدم علاء تاكسي التطبيق الذكي في تنقله كونه يسكن في موقع فيه شح بالسيارات الصفراء ولا يتمتع الحي الذي يقطن فيه بخط منتظم لحافلات.
 
ويعتبر مراقبون ان بعض المناطق في عمان تشهد ازدحامات مرورية كبيرة في وقت الذروة ويحتاج الامر الى رسم سياسة مستقبلية عن واقع النقل العام في المملكة والحلول التي يمكن ان تحول دون حدوث ازمات سير خانقة خلال السنوات المقبلة ما يعني عدم تنقل وسائط النقل العام باريحية وايصال الزيون في الوقت المحدد.
 
والأردن كمعظم الدول النامية الأخرى يعاني قطاع المواصلات العامة فيها من عدة عوامل تقلل من عدد الأفراد المستخدمين لوسائل هذا القطاع.
 
ومن هذه العوامل سوء إدارة مرافق المواصلات العامة، وعدم الالتزام بمواعيد حركة ثابتة، والعشوائية في توزيع المسارات، وعدم وجود مواقف للانتظار أوعدم التزام السائقين بهذه المواقف، وعدم ثبات أعداد وترددات المركبات العاملة على الخطوط، وقلة الدراسات المتعلقة بتقييم الخدمة المقدمة أوالتخطيط المستقبلي لها فيما يتعلق بتعزيز أعداد المركبات العاملة أوبتعزيز المسارات والخطوط. بالإضافة إلى المشاكل الأخرى التي يعاني منها قطاع النقل العام والمتمثلة في ممارسات بعض السائقين في السرعة والتدخين في الباصات ورفع صوت الراديو، واستهتار البعض بأرواح الناس وسلامتهم، وهذه العوامل وغيرها تسهم في تجنب الأفراد لاستخدام المواصلات العامة، وتجعلهم يفضلون اقتناء مركباتهم الخاصة بغض النظر عن أوضاعهم الاقتصادية أوالاجتماعية.