كشفت النتائج المالية التي حققتها شركة البوتاس العربية مع نهاية أيلول الماضي والتي تمثلت بربح صافٍ مقداره 141 مليون دينار وبارتفاع نسبته 49 بالمئة عن الفترة ذاتها من العام السابق، عن تفوق الشركة في تعظيم الفائدة المتحققة للشركة ومساهميها والاقتصاد الكلي الوطني من خلال زيادة الإيرادات المتحققة من بيع مادة البوتاس وإدارة التعامل مع المتغيرات والتقلبات التي تشهدها الأسواق العالميّة نتيجة ارتفاع الكلف بسبب زيادة أسعار المواد الأولية وارتفاع أسعار الشحن البحري.

 

وعكست البيانات المالية الصادرة عن الشركة الإنجازات المتحققة في الشهور التسعة الأولى من العام الجاري، إذ ارتفع الربح التشغيلي من عمليات البوتاس مع نهاية الربع الثالث من العام الجاري بنسبة 115 بالمئة ليصل إلى حوالي 133 مليون دينار مقابل 62 مليون دينار خلال الفترة نفسها من العام 2020، فيما ارتفعت الإيرادات من بيع البوتاس مع نهاية الربع الثالث من العام الجاري بنسبة 27 بالمئة حيث بلغت حوالي 394 مليون دينار مقابل 310 ملايين دينار خلال الفترة نفسها من العام الماضي.

 

واعتمدت "البوتاس العربية" لتحقيق هذه الإنجازات على ثلاثة عوامل رئيسية؛ تنويع وتوسيع قاعدة منتجاتها، والإدارة للكلف الحصيفة، والاعتماد على تسخير نتائج البحث والتطوير بشكل ساعد في دخول منتجاتها المبتكرة والتقليدية إلى أسواق جديدة منتشرة في 6 قارات في العالم، فزادت من إيراداتها وأرباحها وعززت مكانتها التنافسية في سوق الأسمدة العالمي الذي يتسم دائماً بالمنافسة المحمومة.

 

وقال رئيس مجلس إدارة الشركة شحادة أبو هديب، إن قوة أداء الشركة في الربع الثالث من العام الجاري استكمال لأدائها المتميز منذ سنوات، فارتفعت أرباحها وإيراداتها بطريقة لافتة، موضحا أن الذي أسهم في تحقيق هذا الأداء قدرة الشركة على الاستفادة من التحسينات السعرية وخفض كلف الإنتاج، الى جانب تطبيق الشركة العديد من الإجراءات لمواجهة تحديات ارتفاع الكلف.

 

وأشار إلى أن الشركة واصلت تنفيذ خططها المتعلقة بالمشاريع الإنتاجية والتوسعات، مستخدمة في ذلك التخطيط والمتابعة المستمرة لمؤشرات الأداء وتقييم الإنجاز والخطط، وسرعة الاستجابة وحسن الإدارة والقدرة على إيجاد الحلول المبتكرة، مبيناً أن هذه الخطط المنبثقة عن خطة طويلة الأمد أعدّتها الإدارة التنفيذية وأقرّها مجلس إدارة الشركة تعد بمثابة خريطة طريق للأعوام المقبلة وستعمل على تعزيز تنافسية الشركة إقليمياً وعالمياً وتعزيز الاستدامة في صناعة الأسمدة وتوفير المرونة المطلوبة للتجاوب مع المتغيرات.

 

وأضاف أبو هديب، أن "البوتاس العربية" تثمن وتقدر الجهود الحكومية الداعمة لجميع أنشطة الشركة بهدف رفع تنافسيتها وزيادة قدراتها الإنتاجية والاستثمارية، الأمر الذي من شأنه أن يعود بالفائدة على الاقتصاد الكلي ومجتمعات عمل الشركة ومستثمريها والعاملين فيها.

 

من جانبه، أشار الرئيس التنفيذي لشركة البوتاس العربية، معن النسور، إلى مجموعة العوامل التي أسهمت في زيادة الأرباح الصافية للشركة ومن أبرزها ارتفاع متوسط سعر البيع للطن الواحد من مادة البوتاس بنسبة 28 بالمئة مدفوعاً بارتفاع مبيعات البوتاس الحبيبي الأحمر ذات المردود العالي والذي بدأت الشركة بإنتاجه في العام 2019 ومكنها من دخول أسواق جديدة، مبيناً أن كميات مبيعات الشركة من البوتاس خلال الربع الثالث من العام الجاري حافظت على مستوياتها لذات الفترة من العام الماضي إذ بلغت 9ر1 مليون طن فيما بلغت كميات الإنتاج خلال فترتي المقارنة نحو 9ر1 مليون طن.

 

وشدد النسور على أن "البوتاس العربية" تسير قُدماً في تنفيذ خططها المتعلقة بتنويع المنتجات بهدف إحداث نقلة نوعية في صناعة البوتاس الأردنية، معتمدة في ذلك على التوسع بشقيه الأفقي والعامودي وفي مجالات أخرى مرتبطة بالنمو المنشود تتعلق بالبحث والتطوير والابتكار، إضافة إلى إيجاد الحلول التطبيقية العملية بأفضل الممارسات الزراعية في مجال استخدام الأسمدة وتطبيق أفضل سبل التكنولوجيا الحديثة في هذا المجال.

 

وبين أن الشركة قاربت على الانتهاء من المراحل المتقدمة فيما يتعلق بإنشاء المجمع الكيميائي لإنتاج مواد كيماوية وسمادية مشتقة من مادة البوتاس تهدف إلى تنويع سلة منتجات الشركة وتحقيق القيمة المضافة من صناعة البوتاس ومعادن البحر الميت.

 

وأكد أن المؤشرات العالمية تعزز التوجه نحو الصناعات المتخصصة والمشتقة وذلك بناء على دراسات الأنماط الزراعية المتوقع أن يتم تطبيقها في المستقبل القريب على الصعيد العالمي والتي ستعتمد بشكل رئيسي على مدخلات متخصصة موجهة لأنواع معينة من الزراعة.

 

وفيما يتعلق بالبحث والتطوير والابتكار، أكد النسور أن الشركة ستركز في المراحل المقبلة على البحث والتطوير والابتكار في مختلف أنشطتها التي ستمتد على عناصر عمليات الشركة كافة، من خلال تطبيق آليات للنهوض بالعملية التصنيعية وتحقيق الوفورات وإيجاد الكفاءات وكذلك تحسين جودة المنتج المحلي الأردني وابتكار منتجات جديدة تلبي احتياجات الأسواق خلال الفترة المقبلة.