رجح خبراء في قطاع النفط والطاقة أن تثبت الحكومة أسعار المحروقات نهاية الشهر الحالي، في ظل محافظة أسعار النفط العالمية على مستوى قريب من سعره للشهر الماضي مع وجود فروقات سعرية طفيفة لن يكون لها تأثير على سعره الحالي.

 

وبينوا في حديثهم إلى الرأي أن معدل سعر النفط لمزيج برنت سجلت 41.3 دولار للبرميل للشهر الحالي، وهو ما يمثل زيادة طفيفة عن معدل الشهر الماضي الذي بلغ 40.8 دولار للبرميل.

 

وكان تقرير لصندوق النقد الدولي صدر مؤخرا قال انه لا يرى أن أسعار النفط تشهد تعافيًا دراماتيكيًا في أي وقت قريب،متوقعا أن تبقى الأسعار في نطاق 40 دولارًا إلى 50 دولارًا في عام 2021.

 

وخفض صندوق النقد من توقعاته للتعافي الاقتصادي في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، متوقعا انكماشا بنسبة 4.1٪ للمنطقة ككل–1.3 نقطة مئوية أسوأ من تقييمه السابق في أبريل في تقريره الأخير عن التوقعات الإقليمية.

 

وقال الخبير النفط والطاقة هاشم عقل إن الاستقرار النسبي لأسعار النفط عالميا خلال الأسابيع الماضية مؤشر على أن تقوم لجنة تسعيرة المشتقات النفطية بتثبيت أسعارها نهاية الشهر الحالي، وفقا لمعادلتها في احتساب التسعيرة الشهرية للمحروقات.

 

وأوضح أن المضاربات في أسواق النفط العالمية ونتيجة لحركة البيع والشراء في سياق عملية العرض والطلب على النفط وجني الأرباح من قبل مستثمرين في قطاع الطاقة والنفط إضافة لتبعات وتأثير وباء كورونا شكلت عوامل تأثير حاسمه في استمرار انخفاض أسعار النفط.

 

وقال عقل إنه لا تزال توقعات الطلب على النفط قاتمة وسط موجات جديدة من انتشار فيروس كورونا في مناطق العالم وعدم اليقين بشأن التحفيز المالي الأمريكي والانتخابات الرئاسية الأمريكية.

 

ولفت إلى نشرة أوبك حول توقعات أسوأ لهذا العام، مشيرا إلى أن المنظمة قلصت نظرتها للطلب العالمي على النفط الشهر الماضي إلى متوسط 90.2 مليون برميل يوميًا في 2020، بانكماش قدره 9.5 مليون برميل يوميًا على أساس سنوي.

 

من جهته توقع نقيب أصحاب المحروقات المهندس نهار السعيدات تثبيت أسعار المحروقات نهاية الشهر الحالي،لافتا إلى أن الارتفاع خلال الشهر الحالي لم يتخطى الـ 0.5%.

 

وقال إن الارتفاع على سعر النفط خلال هذا الشهر كان طفيفا،بسبب عوامل عدة تلعب دورا كبيرا في تحديد الأسعار.

 

وأوضح السعيدات أن جائحة كورونا ساهمت بشكل واضح في التأثير على أسعار النفط،إضافة إلى التفاهمات والاتفاقات بين أعضاء أوبك الدول المنتجة للنفط حيال تحديد حصة كل دولة من الإنتاج من النفط للمحافظ على هامش سعري مرتفع.

 

في السياق رجح خبير الطاقة والنفط المهندس عامر الشوبكي أن تثبت الحكومة نهاية الشهر الحالي أسعار كافة أنواع المشتقات النفطية وذلك وفقا للتسعيرة المقررة لشهر تشرين ثان المقبل.

 

وقال إنه بالنظر للأسعار العالمية للنفط فقد وصل معدل سعر برنت للشهر الحالي إلى 41.3 دولار للبرميل بزيادة طفيفة عن معدل الشهر الماضي عند 40.8 دولار للبرميل، لافتا إلى حالة من الضبابية في أسواق النفط العالمية. وأضاف الشوبكي أن الأسعار اتجهت إلى الانخفاض بفعل مخاوف من المعروض الليبي،والمخاوف من تباطؤ معدلات نمو الطلب العالمي على النفط، نتيجة ازدياد أعداد الإصابات بفايروس كوفيد19 ما يتبعها من اغلاقات محدودة في بعض الدول للموازنة ما بين الحاجة الاقتصادية وبين الحفاظ على سلامة المواطنين والنظام الصحي.

 

ولفت إلى ان أسواق النفط توازنت بعد الآمال بتجديد المساعدات الحكومية الأميركية لتحفيز الاقتصاد الأكثر استهلاكاً للنفط في العالم،إضافة إلى النمو الاقتصادي المُرضي في الصين وتشديد أوبك بلس على أعضائها بالالتزام بتخفيضات الإنتاج المحددة لكل منها والبالغة 7.7 مليون برميل حتى نهاية العام الحالي 2020.

 

وذكر الشوبكي تصريحات سابقة لوزيري الطاقة السعودي والروسي حول أمكانية تمديد التخفيض في الأشهر الأولى من العام القادم، مشيرا إلى الاتفاق يقضي بخفض الإنتاج فقط 5.8 مليون برميل، وأضاف ساعد أسعار النفط على التماسك.

 

وأشار لوجود عوامل ستؤدي إلى كبح الطلب العالمي على النفط بسبب الموجة الثانية لانتشار فيروس كوفيد 19 الأمر الذي من شانه يؤدى إلى انخفاض الأسعار مجدداً اقل من 40 دولار للبرميل.

 

كانت الحكومة خفضت أسعار بيع المشتقات النفطية في تسعيرة الشهر الحالي، حيث تم تخفيض سعر البنزين 95 (5فلس/لتر) ليصبح 885فلسا/لتر، وتخفيض سعر البنزين 90 (5فلس/لتر) ليصبح 670فلسا/لتر، وتخفيض سعر الكاز والسولار ( 20فلس/لتر) ليصبح 460فلسا/لتر، كما تقرر إبقاء قيمة فرق الوقود على فاتورة الكهرباء عند صفر، وتم أيضاً و كالمعتاد منذ 4 سنوات تثبيت سعر بيع اسطوانة الغاز المنزلي عند 7 دنانير للاسطوانة.

 

الى ذلك ذكرت النشرة الأسبوعية الصادرة عن وزارة الطاقة والثروة المعدنية حول أسعار خام برنت والمشتقات النفطية للأسواق المرجعية وجود انخفاض طفيف على الأسعار العالمية للمشتقات النفطية الأساسية في الأسبوع الثالث من شهر تشرين الأول.

 

وقالت النشرة إن الأسعار العالمية للمشتقات النفطية الأساسية انخفضت بشكل طفيف خلال الأسبوع الثالث من شهر تشرين أول الحالي مقارنة مع معدل أسعارها في الأسبوع الثاني.

 

وبينت أن البنزين أوكتان 90 سجل سعرا بلغ 2ر382 دولار للطن مقابل 3ر383 دولار في الأسبوع الثاني وبنسبة انخفاض بلغت 3ر0% وانخفض سعر البنزين أوكتان 95 من 4ر395 دولار للطن الى 3ر390 دولار وبنسبة انخفاض بلغت 3ر1%، وانخفض سعر الديزل من 338 دولار للطن إلى 7ر331 دولار وبنسبة انخفاض بلغت 9ر1%، فيما انخفض سعر الكاز من 1ر333 دولار للطن إلى 331 دولار وبنسبة انخفاض 6ر0%.

 

وقالت النشرة انه في المقابل سجل سعر زيت الوقود ارتفاعا في الأسبوع الثالث من الشهر حيث ارتفع من 1ر256 للطن الى 4ر263 دولار وبنسبة ارتفاع 8ر2%.

 

وأشارت النشرة استمرار سعر الغاز البترولي المسال لشهر تشرين الأول عند 8ر378 دولار للطن مقارنة مع سعره المسجل في شهر أيلول الماضي والذي بلغ 6ر317 دولار.

 

وكان سعر خام برنت استقر حول معدل سعره للأسبوع الثاني مسجلا معدل سعر 2ر40 دولار مقابل 1ر40 دولار في الأسبوع الثاني.