أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    16-May-2023

«قمة الرياض» أسباب تجعلها مختلفة*لما جمال العبسه

 الدستور

ثلاثة أيام تفصلنا عن القمة العربية في دورتها الثانية والثلاثين في الرياض، واهم ما في القمة عودة سوريا الى مقعدها في الجامعة بعد انقطاع سنوات منذ بدء الأحداث الداخلية هناك، لكن هذه القمة لها صفات تميزها عن سابقتها لعدة عوامل، وقد تكون في نتائجها نقطة انطلاقة ايجابية هامة للدول العربية في ظل معطيات عالمية فرضت نفسها على الواقع.
الجميع مدركون بأن هذه القمة ستأخذ طابعا اقتصاديا هاما، على مستوى تدعيم التعاون والتبادل البيني، وكيفية مساعدة تلك الدول والأقاليم العربية التي تحتاج لمساعدة، عدا عن عودة الصدارة للقضية الفلسطينية التي غابت طويلا في ظل التوترات على ساحات عربية مختلفة.
في النظر الى المعطيات المتغيرة على الساحة العالمية ذات الأثر المباشر على معظم دول العالم وبالطبع منها دولنا العربية تضاف الى قائمة ما تعانيه هذه الدول، فان ابرز المتغيرات هي التحولات الاستراتيجية العالمية التي من الممكن أن يستغلها القادة العرب، فكما في الحروب هناك خاسرون كثر، انما البعض يجني الثروات، حيث من الممكن أن تكون القمة مكانا مناسبا لتأسيس قطب عربي في ظل عالم ينحاز حاليا بل ويسير في ركب عالم متعدد الأقطاب يتم تشكيله حاليا.
الكثير من الدول العربية تؤمن بما حباه الله بها من نعمة الجغرافيا التي في الاساس هي منبع خلاف أو نقطة انطلاق نحو تعاون مثمر وفعال طويل المدى، وهنا استبقت ذلك العربية السعودية بتطبيع العلاقات مع ايران، التي من شأنها إنهاء التوتر في الخليج العربي، بل والاستفادة من المواقع الجغرافية مباشرة وبشكل غير مباشر، هذا الحل يشمل العلاقات الدبلوماسية والامنية والاقتصادية، ليتم توجيه جزء كبير من المقدرات الخليجية للتسليح نحو الاقتصاد والتنمية، لتتخذ الجغرافيا منحى تكون فيه اداة للقوة والتعاون المشترك.
بالطبع هذا سيجعل من إنهاء الحرب في اليمن على وشك الحدوث، كما سيقيم علاقات مع تلك الدول الابعد جغرافيا من طرفي الخلاف سابقا والاتفاق حاليا لاتاحة الفرصة نحو تعاونات الاطراف العربية مع إيران بعدة طرق تقلص المشكلة نحو الزوال، عدا عن طرح المشاكل الداخلية في عدد من دول عربية في محاولة لحلها والوصول الى اتفاقات تنهي الخلافات.
وبالنسبة للقضية الفلسطينية التي تشهد تغيرات دراماتيكية خطيرة جدا في جانب التصعيد الاسرائيلي الفج القائم على التطرف المطلق، فان القمة ومع تصفير أو محاولة تقليص المشاكل العربية البينية ستعود الى مكانتها.
اما احداث سوريا التي امتدت منذ العام 2011 وحتى يومنا هذا وتركها مقعدها فارغا في الجامعة، ومساعي الاردن الحثيثة لعودة دمشق لحضنها العربي، كان ايضا خطوة في الطريق الصحيح، فسوريا موقعا جغرافيا استراتيجيا، ليقلص هامش الخلافات بين الدول العربية يصبح هناك «لم شمل» بالمعنى الحقيقي للكلمة خاصة مع توجه العديد من الدول العربية خاصة من شمال افريقيا لاعادة تأهيل علاقاتها مع دمشق.
واذا ما وسعنا الدائرة، نرى أن الدول العربية تأثرت كثيرا بالحرب الجيوسياسية في اوكرانيا وما نجم عنها من عقوبات غربية بالجملة على روسيا بسبب عمليتها العسكرية هناك، وساهمت في تردى اوضاع الاقتصاد العالمي وتأثير القرارات على الاسواق الدولية في معظم المجالات، مما ادى ببعض الدول لرفض حالة الاستقطاب والتوجه نحو الشرق لدرء ما يمكن من اثار اقتصادية سلبية على اقتصاداتها، عدا عن توجه اخرين نحو دول افريقية لاقامة شراكات اقتصادية واستثمارية معها.
والاهم أن هذه القمة سيتبعها قمة عربية تنموية تُعقد العام الحالي في مورتانيا، والقمة العربية الافريقية في السعودية، ومن الواضح أن ادراك أهمية الوقت وعدم إهدار الفرص المتاحة هي العنوان الأبرز.