الغد-تيسير النعيمات
تساءل خبراء في قطاع النقل عن مدى قدرة الحكومة على توفير التمويل اللازم للمشاريع التي طرح رئيس الوزراء د.جعفر حسان تنفيذها أثناء إلقاء بيان حكومته أمام مجلس النواب.
وأجمع الخبراء على أن توفير التمويل في قطاع النقل يعد العقبة الأبرز في الوقت الذي لفتوا فيه إلى أن المشاريع التي تطرق إليها رئيس الوزراء حيوية وأساسية لكنها تتطلب ضخ رؤوس أموال كبيرة.
ولفت الخبراء إلى غياب قطاعي النقل البحري والجوي عن بيان رئيس الوزراء الذي غاب عنه أيضا الحديث عن مشروع "جعل الأردن مركزا لوجستيا في المنطقة".
كما أشاروا إلى أن خطاب رئيس الوزراء حمل الحديث عن مشاريع قديمة جديدة ورد بعضها في الخطة التنفيذية لرؤية التحديث الاقتصادي وفي إستراتيجيات النقل.
ودعا الخبراء إلى تفعيل صندوق دعم الركاب والعمل على النقل الحضري وهيكلة المشغلين في قطاع النقل، مؤكدين اهمية القطاع في النمو الاقتصادي وجذب الاستثمار وتقليل الكلف والحد من الازدحامات المرورية وزيادة مشاركة المرأة الاقتصادية.
وزير النقل الأسبق الدكتور هاشم المساعيد دعا الى المزيد من الاهتمام بقطاع النقل إذ قال " هو المحرك للاقتصاد ويقلل الكلف على المواطنين والخزينة" مشيرا الى التقارير الدولية التي بينت أن كلفة الازدحامات المرورية تكبد خسائر هائلة.
ويرى المساعيد أن نقل ميناء الفوسفات الى الميناء الجنوبي يتطلب مشروعا لتصل سكة الحديد إليه، مشيرا الى أن معظم المشاريع الواردة في البيان الوزاري سواء المتعلقة بسكك الحديد او الباص سريع التردد قديمة جديدة.
ودعا الى تعميم التجربة الناجحة للباص سريع التردد لناحية التوسع بها داخل عمان او للربط وصولا الى مأدبا والسلط، داعيا الى العمل للتوسع في المشروع الى مدينة اربد وداخل المدن.
وأكد أن مشروع الباص سريع التردد يخفف من الازدحامات المرورية ويقلل كلفة التنقل على المواطنين ويحسن عملية وصولهم الى مواقع عملهم والعودة الى منازلهم ويساعد في تنقل المرأة ويحسن مشاركتها الاقتصادية.
وقال "مشروع سكة الحديد من مصانع البوتاس إلى ميناء العقبة جديد ومهم" داعيا إلى جلب التمويل الذي يحسن من تنافسية الاقتصاد بتقليل كلفة الشحن.
وأكد أهمية مشروع سكة الحديد الوطنية واستكماله من اجل الربط بين دول الخليج مرورا بالأردن الى اوروبا من خلال ربط سككي من العقبة والحدود السعودية مع الزرقاء والازرق ومعان وصولا الى سورية.
ويرى المساعيد ان مشروع سكك الحديد مشروع رائد ينشط ميناء العقبة ويحد من الازدحامات المروية ويقلل كلفة الشحن ويرفع من كفاءة النقل.
من جانبها، دعت وزيرة النقل السابقة م.لينا شبيب إلى وضع خطط لجعل الأردن وتسويقه كمركز لوجستي، مشيرة الى ان البيان الوزاري لم يتطرق الى النقل البحري والجوي وما هي الخطط لتحويل مطار عمان المدني ( ماركا) للعمل بالشحن الجوي حتى لا يكون اعتمادنا فقط على مطار الملكة علياء.
وأشارت شبيب إلى أن البيان الوزاري لم يتطرق الى النقل الحضري والى البنية التحتية لتتواءم مع المشاة، معتبرة أن معظم ما ورد في البيان قديم جديد وأن المعضلة في جلب التمويل والتنفيذ.
ودعت إلى مزيد من الدراسة للموانئ البرية، متساءلة هل نحتاج ميناءين بريين وهل سيؤثر وجود ميناء بري في معان على ميناء الماضونة.
وأكدت أهمية الربط السككي بين العقبة والميناء البري في الماضونة وتزويده بجميع الخدمات اللوجستية.
وأكدت أهمية النظرة الشمولية للنقل بكافة قطاعاته ووجود التخطيط السليم وتحسين البنية التحتية للنقل سواء للشحن أو الركاب وللتناسب مع المشاة ايضا ليكون لدينا نقل حضري.
وتساءلت عن وجود مخصصات كافية في الموازنة لتنفيذ المشاريع الواردة في البيان الوزاري وعن غياب الحديث عن ممر عمان التنموي ( الزرقاء – الازرق).
وأشارت، بخصوص سكة الحديد من الشيدية الى العقبة والبوتاس الى العقبة، إلى أن أهم ما فيه التغلب على الصعوبات المتعلقة بالشبكة في منطقة رأس النقب معتبرة انها الاكثر صعوبة وكلفة ما يفتح الطريق مستقبلا للتوسع في شبكة سكة الحديد والتكامل مع دول الجوار بهذا الخصوص.
وأشارت إلى أهمية تعديل التشريعات لتتوائم مع نقل اكثر حداثة وتطورا ونقلا ذكيا وإلى أهمية التوسع في مشروع الباص سريع التردد ليصل الى عدد من المدن وانتشاره ايضا داخل المدن.
من جانبه، اتفق استشاري النقل والمرور حازم زريقات مع المساعيد وشبيب على أن معظم ما ورد في البيان الوزاري قديم جديد ورد في رؤية التحديث الاقتصادي وخطتها التنفيذية واستراتيجيات النقل.
واكد زريقات ان ما ورد في البيان "ممتاز" الا اننا ننتظر التنفيذ، مستدركا ان النقل العام ليس فقط مشاريع كبيرة على الرغم من اهميتها وانما منظومة متكاملة.
ودعا الى تطوير منظومة النقل للشحن وللركاب مؤكدا أهمية تفعيل صندوق دهم الركاب الذي ورد في قانون عام 2017 والى هيكلة مشغلي النقل لتطوير وتحديث المنظومة.
وحذر من ان الازدحامات المرورية تتفاقم للوصول الى حالة اختناقات ما يتطلب العمل سريعا على مسارين تشريعي وتنفيذي.
وكان رئيس الوزراء أشار في البيان الوزاري لحكومته لنيل ثقة مجلس النواب إلى مشروع سكك الحديد الوطنية التي ستربط ميناءَ العقبة بمناجم الفوسفات في الشيديَّة من جهة، ومنطقة غور الصافي ومصانع البوتاس من جهةٍ أخرى.
وأكد أنه يهدف إلى تعزيز تنافسية ميناءِ العقبة وصناعتنا، وفتحِ مجالاتٍ تنموية في الأغوار ومحافظتي معان والعقبة، كمرحلةٍ أولى.
وقال حسان "نعملُ على ربطِ ميناءِ مَعان البري بشبكة السكك للعقبة كذلك، وإعادةِ هذا المشروعِ التَّنموي لمسارهِ الذي توقَّفَ قبلَ أعوام، وهو مشروعٌ تنمويٌ على رأسِ أولوياتنا اليوم".
وبخصوصِ النقل العام، أشار الرئيس إلى أن الحكومةَ تعملُ على مشاريعَ حيويةٍ لتحسين البنية التحتية لهذا القطاع وتسهيلِ حركةِ التنقُّل الآمن والمريح للمواطنين.
وتابع "وفي هذا الصدد، نعملُ على زيادة مسارِ حافلاتِ التردد السريع، الذي نجحَ نموذجُهُ في عمَّانَ والزرقاءَ ليشملَ مساراتٍ أخرى في العاصمة، فضلاً عن إجراء دراساتٍ ستُنجَزُ مطلعَ العامِ المقبلِ لمشاريعَ استراتيجيَّةٍ في هذا المجال، لرفعِ سويَّةِ النَّقلِ العام بين العاصمة والمحافظات، وسيُعلنُ عنها خلالَ الأشهرِ المقبلة".