أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    13-Jul-2025

حين تحصنت الدولة والبورصة والبنوك.. شهادة من قلب الحرب الرقمية*يوسف محمد ضمرة

 الغد

في ذروة عدوان الكيان الصهيوني على غزة، كان الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني في طليعة الدول التي سارعت إلى إيصال المساعدات إلى أهلنا هناك. وبينما كانت الطائرات الأردنية تنقل الدفعات الأولى من الدعم، اندلعت موجة من الهجمات السيبرانية استهدفت مؤسسات وطنية، ولا سيما، تلك التي تنتهي نطاقاتها بـ".jo"، في إطار الحرب الإلكترونية التي رافقت العدوان.
 
 
في تلك اللحظات، كان المهندس فادي سوداح - رحمه الله - في مكتبه يرصد المشهد ويتابع حماية موقع بورصة عمان (ase.jo). وقد كشفت تلك الهجمات عن التباس وقع فيه بعض المخترقين بين موقع البنك المركزي الأردني وأحد البنوك التجارية، إذ بدا أنهم غير ملمين بطبيعة المواقع المستهدفة. لكن المؤسسات كانت مستعدة، والهجمات - التي انطلقت من آسيا وشمال شرق أفريقيا- ووجهت بأنظمة حماية فعالة.
 
أبلغت حينها الجهة المستهدفة، وتحديدًا رئيس مجلس إدارة البنك، الذي عبر عن ارتياحه الشديد لمستوى الجاهزية، وكفاءة إدارة المخاطر، والإنفاق المدروس على البنية التحتية للأمن السيبراني. كان ذلك محل فخر، ويضاهي ما تقوم به أعرق المؤسسات الوطنية.
وفي لحظة صمت، ونحن نحتسي القهوة، سألني المهندس سوداح: "ما هو برنامجنا؟"، يقصد أين سنذهب بعد تلك الجلسة، ثم اقترح وهو ينهض: "فلنذهب ونراقب." توقعت ذلك، فرشفات عدة، من فنجان قهوة أطول بالنسبة له من استراحة المحارب.
وفي الطريق، أسرّ لي بأنه تمكن من التسلل إلى مجموعة إلكترونية كانت تخطط لاختراق مواقع رسمية، وقد وضعوا قائمة أهداف واضحة. وطمأنني أن الأنظمة الأمنية لدينا أكثر كفاءة مما يتخيلون، وأن الأمور تحت السيطرة.
سألته، بدافع الفضول الصحفي: من تقصد؟ فأجاب مشيرا إلى بنك محدد كان في عين العاصفة أنه متقدم جدا في إدارة مخاطر الأمن السيبراني "خلافًا لأولئك الحثالة"، على حد تعبيره.
تواصلت مع أحد كبار المسؤولين في ذلك البنك، فأكد لي أنهم بالفعل مستهدفون، لكنهم لا يتعاملون مع المسألة كطارئ، بل كأحد ثوابت إدارة المخاطر. وأوضح أن الإجراءات وضعت مسبقا ضمن خطة شاملة لحماية المعلومات، وأنهم مطمئنون تماما لجاهزيتهم.
لست خبيرا في الحرب الإلكترونية، لكنني ازددت ثقة بقدرة هذا الوطن على تحصين مؤسساته، ولا سيما الاقتصادية منها، أمام أي خطر رقمي.
تجربتي مع المهندس فادي سوداح تؤكد أن في هذا الوطن من لا ينام، عسكريا كان أم مدنيا، مستعدا في كل لحظة لحماية بلده، وهو يعلم أنه في خندقه ترافقه دعوات الأمهات، وتشجيع قيادته، وحفظ الله فوق كل شيء. 
كان لفادي -رحمه الله - من اسمه نصيب، ونحن محظوظون أن عندنا آلاف الفوادي، بل كلنا فواد، كل على ثغر من ثغور الوطن.