الحديث اليوم عن سياحة إقليمية وعالمية للأردن دور كبير فيها لم يعد مجرد ادبيات مطروحة للنقاش، أو لكونها ضرورة اقتصادية او تنموية، فالمسألة اليوم في ظل الزحام الدولي الإقليمي على توظيف السياحة كطريق للخروج من أزمات الركود الاقتصادي ومعضلة الوباء الكبير الذي ضرب العالم قبل عامين.

نعم يشهد العالم نهضة سياحية، والأردن جزء من هذا العالم ويشدد وزير السياحة مكرم القيسي على أهمية إدارة ملف السياحة بشكل مختلف، وعلى انتاج هوية أردنية عابرة للحضارات، وعلى توظيف المكانة للأردن، ومفردات العيش المشترك حضاريا في بقعة جغرافية تتوسط العالم القديم. كل هذا يأتي مع السعي نحو تعديل التشريعات السياحية لضبط الاعتداء على المواقع السياحية.

نعود للبترا ومعها العقبة، وفي كلا المنطقتين قيادات شابة ممثلة بمعالي نايف الفايز الذي زامن تطور السياحة ومشكلاتها ويعي أهميتها، وهو شخصية محترمة قادرة على بث روح جديدة في المكان وتوظيف العقبة كمحطة دولية لسياحة الشرق الأوسط، وهو الذي أدار الملف السياحي قبل كورونا وبعدها، وحقق نجاحا كبيرا في السياحة.

في البترا كذلك الأمر إذ يقود د. سليمان الفرجات مجلس مفوضية البترا ومعه خبرات وطنية ممكنة معرفيا وتحب التغيير، والرجل يعرف أهداف المدينة وما تتطلبه عملية تحديث السياحة، ويعي مشاكل المكان، فهو من غرس أرضه الطيبة، ويقدر دور السياحة في الاقتصاد الكلي وفي تطوير البيئة المحلية وخلق فرص نمو محلية ووطنية ، مع التشبيك الكبير الذي يقوم به مع المؤسسات المعرفية والعالمية لتطوير محتوى قابل للتطوير بما يخدم الرؤية الملكية للسياحة كأحد اهم روافع الاقتصاد الوطني.

منطقة البترا شهدت تطوراً كبيراً في عهد مجلسها الحالي، وهي تراكم على إنجازات سابقة، لكنها اليوم تتجدد وتشق طريقها وتستعيد عافيتها، وتدار البترا والسياحة بوعي شديد، وتحتاج لتعاون المجتمع المحلي، ودعم مجلس المفوضية باستقلال إداري ومالي أكبر، وتذييل كل الصعوبات، ومراجعة كل التشريعات المؤثرة في السياحة.

اليوم تحتفل البترا بإدخال برامج ترفيه جديدة بمواسم مختلفة، ومنها على سبيل المثال ميدان الخيل الدولي ومهرجان الضوء ودعوة فنانين كبار مثل محمد عبده، وهي تحقق الجذب الكبير وتنطلق نحو آفاق جديد بإدارة وطنية منتمية لتراب الأردن وتعي كل تفاصيل المكان.