أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    27-Jan-2021

هل سيتغير الموقف الأمريكي من ريادة تكنولوجيا المعلومات الشرقية؟

 الدستور- لما جمال العبسه

 
مع تولي الادارة الامريكية الجديدة مقاليد الحكم في الولايات المتحدة الامريكية ينتظر العديد ممن طالتهم قرارات الادارة السابقة فيما اذا كان هناك تغيير في الموقف ام استمرار لما تم البدء به، ومن ضمن هذه القرارات تلك المرتبطة باستراتيجية قيادة قطاع التكنولوجيا في العالم خلال العام الماضي، ذلك ان المتغيرات المتسارعة التي شهدتها صناعة التكنولوجيا خلال السنوات الأخيرة لم تكن لصالح أمريكا، حيث كان الشرق ممثلا بالصين يحرز تقدما واضحا على المستوى العالمي في هذا المجال لتتعدد معه اقطاب الابتكارات الجديدة وينتهي الاحتكار الغربي لهذا القطاع الحيوي والهام.
 
وشكل تفوّق الصين على الغرب بعدد براءات الاختراع لأول مرة في العام 2020 بحسب سجلات المنظمة العالمية للملكية الفكرية مفاجأة، لكن الرغبة في الاحتفاظ بالمرتبة الأولى وإعادة ترسيخ هيمنة الغرب على عالم التكنولوجيا دفع بأمريكا للدخول في مواجهات مباشرة مع الصين،وكثفت التواصل مع حلفائها لردع هذا التقدم وريادة التكنولوجيا ونشر تقنياتها في العالم، خاصة تقنية الجيل الخامس، ولعل أبرز سيناريوهات هذا الصراع حرب الإدارة الأمريكية على الشركات الصينية مثل زي تي إي الحكومية لشبكات الاتصالات وتنسنت التي تمتلك وي شات وبايت دانس صاحبة التطبيق المتسارع النمو توك توك، وشركة هواوي التي باتت الاهم في صناعة شبكات الاتصالات في العالم خاصة بعد تقنية الجيل الخامس ونشر شبكاتها في مختلف أنحاء العالم، لتوجه لإدارة الأمريكية السابقة حملتها ضد الشركة.
 
وبحسب ما تم الاعلان عنه فقد أدرجت الإدارة الأمريكية هواوي في «قائمة الكيانات» العام 2019، ومنعت الشركات الأمريكية من التعامل معها، تم منعت كافة الشركات من تصدير التقنيات بمكونات أمركية إلى الشركات الصينية التي أدرجتها على القائمة السوداء، كما مارست الإدارة السابقة ضغوطاً على حلفائها ليمتنعوا عن التعاون مع هواوي بالتحديد في مجال نشر شبكات الجيل الخامس، ونسقت معهم في إطار ما سمته برنامج «الشبكة النظيفة» لمنع الشركات الصينية من ممارسة الأنشطة على شبكة الانترنت في الولايات المتحدة ودول العالم.
 
وبحسب عدد من المحللين الاقتصاديين والخبراء فإن هذا سيؤدي لمزيد من القيود على الإنترنت العالمي لتصبح في النهاية «شبكة تقسيم»، لا شبكة إنترنت عالمية مفتوحة بلا حدود كما قالت جمعية الإنترنت العالمية الملتزمة بضمان بقاء الإنترنت كشبكة مفتوحة وشفافة، كما قال بيان الرابطة العالمية لتصميم وصناعة الالكترونيات وسلسلة التوريد(SEMI) حول لوائح مراقبة الصادرات الأمريكية الصادرة عن وزارة التجارة الأمريكية بأن الحظر الأمريكي سيؤدي للإضرار بصناعة أشباه الموصلات في الولايات المتحدة وخلق حالة بالغة الأثر من عدم اليقين وتعطيل سلسلة توريد أشباه الموصلات، كما حذرت الرابطة من أن تلك الإجراءات خلقت فعلياً مثبطات استثنائية لإجراءات شراء معدات أشباه الموصلات وبرامج التصميم من أصل أمريكي، وقد أدت بالفعل إلى خسارة مبيعات بقيمة 17 مليون دولار من سلع أمريكية المنشأ لشركات غير ذات صلة بشركة هواوي.
 
بالمقابل اطلقت الصين مبادرة جديدة لاعتماد معايير موحدة لأمن البيانات على المستوى العالمي، وذلك بهدف إرساء قواعد جديدة لإدارة الشبكات وأمن المعلومات، وتوفير بيئة أعمال مفتوحة وشفافة تسهم في تعزيز الاقتصاد الرقمي والتعاون الدولي لصالح مستقبل التكنولوجيا، وتشمل هذه المبادرة ثماني محاور رئيسية، من أهمها ضمان عدم استخدام التكنولوجيا للإضرار بالبنية التحتية للدول أو سرقة البيانات، وضمان عدم تثبيت مزودي الخدمات أية برامج تجسسية في منتجاتهم للحصول على بيانات المستخدمين. 
 
وتفاقم الامر العام الماضي لتطلب الادارة الامريكية السابقة من الدول الاوروبية التخلي عن شبكات هواوي، في الوقت الذي لم تعمل فيه الشركات الامريكية المشابهة مايلزم للحفاط على التفوق الأمريكي، في المقابل اكد مسؤولون اوروبيون تأثر العديد من الشركات الأوروبية التي تنتج الرقائق ومعدات صنع الرقائق بالعقوبات الأمريكية لأنها تعتمد على الملكية الفكرية الأمريكية.
 
ان التوتر الثنائي الأمريكي الصيني أحرج العديد من الدول، ويرى مراقبون أن محاولات واشنطن إيقاف الصين قد فات أوانه، إذ لم تسفر الضغوط الأمريكية عن تراجع الصين أي خطوة نحو الوراء، ولم تنجح تحالفات واشنطن مع العديد من الدول الغربية في إثنائها عن المضي قدماً في خططها.
 
كما ان الأمن السيبراني مصدر قلق في العصر الرقمي، إلا أن قضيته لا يمكن اختزالها في شركة واحدة أو دولة معينة، ويجب ألا يقوض ذلك بأي شكل حق الشعوب المشروع بتعزيز التجارة الحرة وتحقيق أهداف التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة بالاستفادة من التكنولوجيا الحديثة.،والسؤال الذي ننتظر إجابته، هل سيتغير نهج وموقف الولايات المتحدة بالنسبة للصراع التجاري مع الصين ومناوشات ريادة التكنولوجيا في عهد الرئيس الجديد جو بايدن بحيث تكون تبعاته أكثر إيجابية على سائر دول العالم!.