أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    16-Oct-2021

شركة «أليطاليا» تسير آخر رحلاتها قبل الانتقال إلى شركة «إيتا» الناشئة

 ميلانو- أ ف ب: سيّرت شركة «أليطاليا» آخر رحلة لها بعد 74 عاما من العمل تخللها الكثير من الأزمات، مفسحة لشركة «إيتا إيروايز» الناشئة في قطاع يجهد للنهوض من تبعات وباء كوفيد-19.

وأقلعت أول رحلة لشركة «إيطاليا تراسبورتو آييرو» (إيتا) صباح أمس الجمعة، من مطار ليناتي في ميلانو في اتجاه باري في جنوب إيطاليا بعد سبع ساعات على هبوط آخر رحلات أليطاليا مساء الخميس في روما قادمة من كالياري. وشكلت أليطاليا التي تأسست في الخامس من أيار/مايو 1947 رمزا لنجاح إيطاليا الاقتصادي بعد الحرب العالمية الثانية، وصنفت في السبعينات سابع شركة طيران في العالم، قبل أن تسجل تراجعا طويلا وتدريجيا، تفاقم في السنوات الأخيرة.
 
احتجاجات نقابية
 
ويتداخل تاريخ الشركة مع تاريخ البلد. فظهرت أولى المضيفات على متن طائراتها في 1950، وأصبحت الشركة في 1960 الناقل الرسمي لدورة روما للألعاب الأولمبية، وتخطت عتبة مليون راكب. وكان بولس السادس أول بابا يستقل إحدى طائراتها عام 1964، وفي 1989 أصبحت أنتونيلا تشيليتي أول امرأة تقود إحدى طائراتها.
وأعلنت لورا فراكيني (47 عاما) المضيفة لدى أليطاليا منذ عشرين عاما بتأثر شديد «نشهد بحزن كبير نهاية أليطاليا، كانت فخرنا الوطني، رمزا لتاريخ هذا البلد». وعلى غرار كثيرين آخرين، قدمت فراكيني طلبا للانتقال إلى إيتا ضمن دفعة أولى من 2800 شخص وظفتهم الشركة الجديدة هذه السنة، على أن يتم توظيف 5750 موظفا آخر عام 2022 من أصل 10500 موظف لدى أليطاليا.
وقالت فراكيني، وهي مندوبة وطنية للاتحاد الوطني للنقل الجوي: «العديد منا يائسون لأنه لم يعد لديهم عمل. كنا متمسكين بشدة بهذه الشركة، متحمّسين جدا للعمل، وكانت الابتسامة دائما على وجوهنا».
وتضاعف نقابات أليطاليا التظاهرات احتجاجا على «العقود بقيمة مخفضة» التي تعرضها شـركة إيتا والتـي تتضـمن تخفيضات فـي الأجـور تصل إلـى 20% بل حـتى 40% للـطيارين، وعلى بيع شـركة أليطاليا «أجـزاء».
وإن كان قسم الطيران انتقل إلى إيتا، وهي شركة عامة بالكامل، فإن الخدمات على الأرض وأعمال الصيانة ستباع على حدة عبر استدراجات عروض، امتثالا لما أملته بروكسل خلال مفاوضات شاقة مع روما. وأعطت المفوضية الأوروبية في أيلول/سبتمبر الضوء الأخضر لانطلاق أعمال الشركة الجديدة، وسمحت بضخ 1,35 مليار يورو من الأموال العامة فيها. وفي ضوء «قطيعة اقتصادية» بين أليطانيا وإيتا، أعفت الشركة الناشئة من إعادة تسديد «المساعدات الحكومية غير القانونية» التي تلقتها سلفتها.
فأنفقت الدولة الإيطالية على مر السنوات أكثر من 13 مليار يورو سعيا للنهوض بأليطاليا، ما بين إعادة رسملة وقروض مرحلية. غير أن هذه الجهود لم تكن مجدية إذ راكمت أليطاليا خسائر بقيمة 11.4 مليار يورو بين 2000 و2020.
وعلق خبير الاقتصاد المتخصص في النقل في جامعة بيكوكا في ميلانو أندريا غوريتشين: «الخطأ الكبير كان عدم الاستثمار في سوق الرحلات الطويلة المربح».
وفي الوقت نفسه، كانت شركة الطيران المتدنية التكلفة مثل راينير وإيزي جيت تحطم الأسعار على الرحلات القصيرة، في حين خفض القطار الفائق السرعة مدة الرحلة بين روما وميلانو من ست ساعات إلى ثلاث ساعات.
 
إفلاس
 
وبعد وصولها إلى حافة الهاوية، وضعت أليطاليا عام 2017 تحت وصاية الإدارة العامة، لكن وضعها تدهور أكثر في ظل أزمة كوفيد-19 التي شلّت شركات الطيران عبر العالم. ووصلت خسائر أليطاليا في 2020 إلى مليوني يورو في اليوم، ولم تقل أكثر من 6.3 ملايين راكب بالمقارنة مع 52.1 مليون راكب لشركة راينير و34 مليونا لشركة إير فرانس-كيه إل إم. ورأى أندريا جوريتشين أنه مع خفض أسطولها بالنصف إلى 52 طائرة من بينها سبع طائرات كبيرة فقط، فإن إيتا ستجد صعوبة في الانطلاق. وقال إن «الصمود بوجه منافسة العملاقتين إير فرانس-كيه إل إم ولوفتهانزا على الطرق الدولية والشركات المخفضة التكلفة في السوق الداخلية أشبه بمهمة مستحيلة».
وبحثت الحكومة عبثا منذ وضع أليطاليا تحت وصاية الدولة قبل أربع سنوات عن شركات تعيد شراءها.
وكانت أليطاليا أثارت في الماضي مطامع شركات أخرى مثل إير فرانس-كيه إل إم التي قدمت في آذار/مارس 2008 عرض استحواذ، لكنه اصطدم برفض سيلفيو برلوسكوني الذي وصل بعيد ذلك إلى السلطة تحت شعار الدفاع عن الهوية الإيطالية. وفي أعقاب ذلك، قام كبار أصحاب العمل الإيطاليين بإنقاذ أليطاليا. وفي 2014، استحوذت شركة طيران الاتحاد الإماراتية على 49% من رأسمالها لكن دون أن تنجح في وقف انحدارها الجنوني نحو الهاوية.
غير أن شعار شركة أليطاليا الأخضر على خلفية بيضاء لن يتوارى من سماء أوروبا إذ فازت إيتا مساء الخميس بعطاء عام لشراء العلامة لقاء 90 مليون يورو.
وتعتزم إيتا الاحتفاظ بالشعار دون الاسم. وقال مديرها العام فابيو لاتزيريني عارضا شركة إيتا إيرويز: «لا نريد أن ننسى ماضي أليطاليا وأمجاده، لكنها ولادة جديدة بالكامل» بهدف إنشاء شركة «مستديمة» و»مربحة».