أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    31-Dec-2025

السياحة في موسم الأعياد.. نشاط مرتقب بالعقبة ومتواضع بالبحر الميت

 الغد-أحمد الرواشدة وحابس العدوان

العقبة - البحر الميت – مع اقتراب رحيل عام واستقبال آخر، تكرس مدينة العقبة مكانتها كوجهة سياحية رائدة في المنطقة مستفيدة من دفء مناخها وتكامل بنيتها التحتية، إذ يتوقع معنيون أن تشهد العقبة نشاطًا سياحيًا كبيرًا. في المقابل، ما تزال نسب الإشغال في البحر الميت دون 50 %.
 
 
وتشهد محافظة العقبة حاليًا حراكًا سياحيًا نشطًا يعكس جاهزية المدينة لاستيعاب التدفقات المتزايدة من الزوار الذين يبحثون عن الدفء خلال عطلة رأس السنة، إذ تبين المؤشرات الأولية الصادرة عن سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة والعاملين في القطاع السياحي وجود تحسن ملموس في الأداء السياحي مقارنة بالسنوات السابقة، مدعومًا بزيادة الإقبال من السياحة الداخلية وعودة تدريجية لافتة للسياح من الأسواق الإقليمية والأوروبية.
أرقام ومؤشرات.. إشغال فندقي يتجاوز التوقعات
وبحسب تقديرات أولية، من المتوقع أن تتراوح نسب الإشغال الفندقي في العقبة خلال فترة نهاية العام بين 80 % و90 %، مع تسجيل بعض الفنادق والمنتجعات السياحية نسب إشغال أعلى، لا سيما خلال عطلة رأس السنة الميلادية، في حين تركزت الحجوزات على فنادق ذات تصنيفات فئة الخمس والأربع نجوم، مدفوعًا بالعروض السياحية الخاصة مع حفلة رأس السنة إلى جانب برامج الإقامة المتكاملة التي تشمل الأنشطة البحرية والترفيهية.
وأظهرت بيانات مكاتب السياحة والسفر ارتفاعًا في حجم الحجوزات المسبقة، خاصة من العائلات الأردنية التي اعتادت اختيار العقبة كوجهة مفضلة لقضاء الإجازات الشتوية، إلى جانب مجموعات سياحية قادمة من دول الجوار، فضلًا عن سياح أوروبيين يفضلون الطقس المعتدل والأنشطة المرتبطة بالبحر الأحمر.
ويقول عاملون في القطاع السياحي ومواطنون إن الطقس المعتدل الذي تتمتع به العقبة خلال فصل الشتاء يعد أحد أبرز العوامل الداعمة للحركة السياحية، إذ تتراوح درجات الحرارة بين 18 و25 درجة مئوية في معظم الأيام، ما يتيح للزوار ممارسة مختلف الأنشطة السياحية في أجواء مريحة، رغم الهطولات المطرية التي شهدتها المدينة خلال الأسابيع الماضية، إلا أنها لم تؤثر سلبًا على الحركة السياحية، بل أضفت طابعًا جماليًا خاصًا على المدينة.
وبين مدير الحجوزات في إحدى فنادق العقبة ياسين معتز أن سرعة التعامل مع الأحوال الجوية، وجاهزية الجهات المعنية، أسهمت في الحفاظ على انسيابية الحركة السياحية، ومنعت أي تأثيرات جوهرية على الحجوزات أو البرامج السياحية المقررة، مما عزز ثقة الزوار المحليين والأجانب بالمدينة كمقصد سياحي آمن ومنظم.
 وأشار العامل في القطاع الفندقي علي المصري إلى أن استقرار الخدمات السياحية وتعاون القطاعين العام والخاص في مواجهة التحديات عززا من قدرة المدينة على استقبال الزوار دون أي تعطيل، موضحًا أن مرونة الفنادق في تعديل برامجها وتقديم بدائل مناسبة ساعدت في رفع مستوى رضا النزلاء، ورسخت صورة العقبة كمقصد سياحي يتمتع بالجاهزية والاحترافية.
ويبين أن التنوع الكبير في المنتج السياحي بالعقبة يسهم عادةً في استقطاب شرائح واسعة من الزوار، حيث تجمع المدينة بين السياحة الشاطئية وسياحة المغامرات والسياحة الترفيهية إلى جانب سياحة المؤتمرات والمعارض، في حين تشكل الأنشطة البحرية مثل الغوص والرياضات المائية عنصر جذب رئيسي خاصةً مع صفاء مياه البحر الأحمر وغناه بالشعاب المرجانية.
انتعاش تجاري واقتصادي
وتشهد الأسواق التجارية والمطاعم والمقاهي في العقبة حركة نشطة بالتزامن مع ارتفاع أعداد الزوار، حيث تنعكس الحركة السياحية بشكل مباشر على النشاط التجاري والخدماتي، مما يساهم في تحريك عجلة الاقتصاد المحلي.
ويرى مختصون أن استمرار هذا الزخم السياحي من شأنه أن يعزز من مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي، ويدعم الجهود الرامية إلى تنويع مصادر الدخل الوطني، لا سيما في ظل التحديات الاقتصادية الإقليمية والعالمية.
وضح صاحب أحد المحال التجارية في وسط العقبة التاجر محمود القرالة أن الحركة السياحية النشطة خلال الموسم الحالي انعكست بشكل واضح على حجم المبيعات وزيادة الطلب على مختلف السلع والخدمات، مشيراً إلى أن ارتفاع أعداد الزوار ساهم في تنشيط الأسواق والمطاعم والمقاهي، مؤكداً أن هذا الزخم التجاري يعزز ثقة التجار بقدرة العقبة على الاستمرار كمركز اقتصادي وسياحي مزدهر، ويحفّزهم على تطوير خدماتهم بما يتناسب مع توقعات الزوار المحليين والأجانب.
وتشير التوقعات إلى أن الزخم السياحي في العقبة لن يقتصر على فترة نهاية العام، بل من المرجح أن يستمر خلال الأسابيع الأولى من العام الجديد، مدفوعاً باستمرار الطقس المعتدل، وتزايد الطلب على السياحة الشتوية، إضافة إلى الفعاليات والأنشطة التي يجري الإعداد لها ضمن أجندة سياحية متكاملة لا سيما برنامج "روحها بترد الروح" الذي تعمل عليه سلطة العقبة كبرنامج وطني بامتياز.
رؤية إستراتيجية للتنشيط
يؤكد مفوض السياحة في سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة الدكتور ثابت النابلسي أن المؤشرات السياحية المسجلة خلال فترة نهاية العام تعكس نجاح الخطط الترويجية التي جرى تنفيذها بالتعاون مع القطاع الخاص، مشيراً إلى أن العقبة باتت اليوم وجهة سياحية متكاملة قادرة على استقطاب الزوار على مدار العام، مشيراً إلى أن الحركة السياحية التي تشهدها مدينة العقبة مع نهاية العام الحالي تعكس الثقة المتزايدة بالمدينة كمقصد سياحي آمن ومتنوع، خاصة في ظل المناخ المعتدل الذي تتمتع به خلال فصل الشتاء، مبيناً أن سلطة العقبة حرصت على رفع جاهزية البنية التحتية، وتعزيز مستوى الخدمات، بالتعاون مع مختلف الجهات المعنية، لضمان تجربة سياحية مميزة للزوار.
وبين النابلسي أن نسب الإشغال الفندقي في العقبة شهدت ارتفاعًا ملحوظًا مع نهاية العام، بالتزامن مع إطلاق برنامج "روحها بترد الروح"، الذي سيسهم في تعزيز الحركة السياحية وتنشيط الأسواق التجارية والمطاعم والمقاهي، مشيرًا إلى أن هذا البرنامج يعكس رؤية السلطة في جعل العقبة وجهة سياحية نابضة بالحياة، تجمع بين الترفيه والأنشطة الثقافية والاقتصادية، ما يعزز من مكانة المدينة كمقصد إقليمي ودولي، ويؤكد قدرتها على استقطاب الزوار والمستثمرين على حد سواء، منوهًا إلى أن السلطة تعمل على تنفيذ برامج ترويجية تستهدف أسواقًا جديدة، إلى جانب دعم الفعاليات السياحية والترفيهية التي تُقام خلال موسم الأعياد، بما يسهم في إطالة مدة إقامة الزائر وزيادة الإنفاق السياحي.
البحر الميت: نسب متواضعة
وتشهد منطقة البحر الميت في الوقت الحالي تباينًا ملحوظًا في الأداء السياحي، فنسب الإشغال والحجوزات ما تزال دون المأمول.
ووفق عاملين في المنشآت السياحية، فإن نسب الإشغال في فنادق الـ 5 نجوم تتراوح ما بين 20 % إلى 40 %، في حين أن نسب الحجوزات لم تتخطَّ حاجز 50 %، وهي نسبة متدنية مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، مشيرين إلى أن العوامل الجوية أثرت بشكل كبير على الحركة السياحية في المنطقة بالتزامن مع ازدياد المنافسة الخارجية.
 بين علاء موسى أن تراجع كلف السفر والعروض التي تقوم بها الشركات السياحية للترويج لقضاء عطلة رأس السنة في دول كتركيا ولبنان ومصر أسهمت بتراجع الحجوزات في البحر الميت بشكل كبير، مضيفًا أن هذا التراجع يأتي تزامناً مع الأوضاع الجوية السائدة وتخوف الزوار من الأمطار الغزيرة وإغلاق الطرق كطريق العدسية وطريق الموجب ووادي شعيب.
ويلفت إلى أن البرودة النسبية والرياح النشطة قللت من استخدام المسابح الخارجية غير المدفأة والشواطئ المفتوحة، مما حصر النشاط داخل المنتجعات الصحية والمسابح المغلقة، رغم أن معظم المنشآت الفندقية خفضت من أسعار المبيت خلال الفترة الحالية.
ويشير المدير الإداري في فندق البحر الميت العلاجي إلى أن الحركة السياحية في البحر الميت حاليًا متوسطة إلى ضعيفة قياساً بالقدرة الاستيعابية الهائلة للمنطقة، لافتاً إلى أن الأوضاع الجوية غير المستقرة خلال الأيام الماضية ساهمت في تذبذب الحجوزات وخصوصاً الحجز المسبق.
ويؤكد أن نسب الحجوزات خلال عطلة رأس السنة قاربت 50 %، معظمها من السياحة الأجنبية، لافتاً إلى أن هذه النسبة تعد متدنية مقارنة بالفترة نفسها من الأعوام الماضية.
من جانبهم يأمل أصحاب منشآت سياحية صغيرة أن تشفع العطلة بزيادة وفود الزوار والسياح للمنطقة التي تتمتع بخصائص فريدة وأنماط سياحية متنوعة ومنشآت مجهزة لذوي الدخل المحدود كمتنزه الأمير حسين والشواطئ المفتوحة وجوانب الطرق.