أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    11-Nov-2025

«كوب 30» ودور النفط في الاقتصاد العالمي*وليد خدوري

 الشرق الاوسط

يصادف هذا الأسبوع الذكرى العاشرة لانعقاد مؤتمر الأمم المتحدة في باريس خلال عام 2015 الذي وافقت فيه الغالبية العظمى من دول العالم على ما بدأت تسميته «تصفير الانبعاثات»، أو انكفاف العالم عن استهلاك النفط لأجل إيقاف الانبعاثات الكربونية.
 
لكن، رغم الدعوات المتعددة لهذه الحملة، وبالذات انعقادها حالياً في البرازيل (كوب 30)، ودعوة الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا إلى حماية غابات الأمازون التي تغطي البرازيل والتي يطالب لولا بتأسيس صندوق جديد متخصص لحماية الغابات رأسماله 25 مليار دولار، ورغم التصريحات الفرنسية والألمانية بالتبرع للحفاظ على الغابات الاستوائية التي تلعب دوراً أساسياً في توفير الأكسجين للكرة الأرضية، فإن التجارب العملية خلال العقد الماضي تشير، بكل وضوح، إلى أن تبرعات الدول الصناعية التي تم الإعلان عنها لمشاريع عدة في حينه، ولمساعدة دول العالم الثالث في برامج تحول الطاقة المقترحة، قد تم تحويلها للصناعات الحربية، كما هو الأمر في الأقطار الأوروبية والولايات المتحدة.
 
صرّح لولا قبيل المؤتمر: «نحن بحاجة إلى خرائط طرق لكي نعكس مسار تقليص حجم الغابات، ونكف عن اعتمادنا المستمر على الوقود الأحفوري (النفط، والغاز، والفحم الحجري) ونلتزم بتعهداتنا تجاه السياسات التي نعتقد بأهميتها».
 
يتم انعقاد «كوب 30» في غياب أميركي واضح عن المؤتمر، أو، بالأحرى أي مساندة له من الرئيس الأميركي دونالد ترمب الداعم لإنتاج واستهلاك الوقود الأحفوري في الولايات المتحدة، الأمر الذي سيعني غياب أكبر دولة منتجة ومستهلكة للطاقة عن قرارات المؤتمر، أو أي إمكانية لتبرع الولايات المتحدة لأي التزامات مالية جديدة قد تنتج عن المؤتمر، وهي المعروف عنها أنها الأكثر تعهداً مالياً في هذه المناسبات.
 
كما يواجه المؤتمر عقبة كبرى، لربما الأهم، وهي القناعات التي توصل إليها كبار مسؤولي الطاقة ورؤساء كبرى شركات النفط العالمية؛ هذه القناعة التي بنيت على تجربة استهلاك الطاقة خلال فترة «كوفيد-19» والتي أخذت تستحوذ على اتفاق واسع بين المسؤولين عن شركات الطاقة، بمختلف قطاعاتها.
 
تشكل القناعة الجديدة أنه فيما سيحتاج العالم إلى الطاقات المستدامة، فإن هناك ضرورة لازمة في نفس الوقت إلى الوقود الهيدروكربوني (النفط الخام والغاز الطبيعي). تتوقع هذه المدرسة الطاقوية الجديدة استمرار استهلاك الوقود الهيدروكربوني مستقبلاً مع انخفاض نسبة الوقود الهيدروكربوني في سلة الطاقة المستقبلية لتتراوح نسبة هذا الوقود ما بين 40-50 في المائة لسلة الطاقة المستقبلية.
 
وتبني هذه المدرسة الطاقوية الجديدة استنتاجها على الآتي: إن الطاقات المستدامة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، غير وافية لتلبية مجمل الاستهلاك العالمي. والأهم من ذلك، أن طاقتي الرياح والشمسية تعتمدان إلى حد كبير على توفر الأنواء الجوية المناسبة، فمن دونها تعتمد طاقتا الرياح والشمسية على الهيدروكربون، حيث سيتوجب الاستمرار في الاعتماد على طاقة متواصلة، الهيدروكربون.
 
إن فحوى قول المدرسة الطاقوية الحديثة، التي برزت بعد عام 2015، أنه، مع الحاجة إلى الطاقات المستدامة، ستكون هناك حاجة أيضاً إلى الهيدروكربون لملء الفوارغ والشواغر الناتجة عن استعمال الطاقات المستدامة، هذا بالإضافة إلى استكمال الإنتاج الصناعي اللازم من الخزانات لاستيعاب الطاقة واستهلاكها بعد فترة من إنتاجها.
 
ومن ثم، يمكن القول إن عدم مساهمة الولايات المتحدة، برئاسة دونالد ترمب، في نتائج «كوب 30»، يعني تقلص إمكانية تحقيق تصفير الانبعاثات المنشودة في هذا الأمر.