وزارة الاستثمار.. خطوة للأمام مع السعودية*د. بسام الزعبي
الراي
بالتزامن مع مشاركة الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض، وقعت الأردن والسعودية، الملحق المعدل لاتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة بين البلدين، ومذكرة التفاهم بين وزارة الاستثمار وهيئة المدن والمناطق الاقتصادية الخاصة السعودية.
وقد وقع الملحق المعدل ومذكرة التفاهم كلا من، وزير الاستثمار الدكتور طارق أبو غزالة ونظيره السعودي المهندس خالد الفالح، فيما أجرى أبو غزالة على هامش المؤتمر، اجتماعات منفصلة، مع ممثلي 21 شركة سعودية، مؤكداً أن توقيع الملحق المعدل لاتفاقية الاستثمار يُشكل نقلة نوعية في مسار التعاون الاقتصادي بين البلدين، ويؤسس لمرحلة جديدة من الشراكة الاستثمارية تقوم على الوضوح والشفافية، وتواكب أفضل الممارسات الدولية، إذ أن الاتفاقية تحد من المخاطر القانونية، وتضمن حماية المستثمر وحقوق الدولة في الوقت ذاته.
أبو غزالة أوضح أن الاستثمارات السعودية في الأردن شهدت نمواً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث بلغ معدل نموها 5.6٪ خلال السنوات الأربع الماضية، وهي تمثل حوالي 7% من إجمالي الاستثمارات الغير أردنية المباشرة في الأردن، وقد استفادت هذه الاستثمارات من الإعفاءات والحوافز التي يوفرها قانون البيئة الاستثمارية، فيما يسعى البلدين إلى تعزيز الثقة المتبادلة والعلاقات الاقتصادية والاستثمارية الراسخة بينهما في كافة القطاعات والمجالات الاقتصادية.
وأكد على أن توقيع مذكرة التفاهم مع هيئة المدن والمناطق الاقتصادية الخاصة في السعودية؛ يفتح آفاقاً جديدة لتبادل الخبرات الفنية والتنظيمية في تطوير المناطق الاقتصادية، وتعزيز القدرة التنافسية لهذه المناطق عبر الابتكار والتحفيز الاستثماري والبنية التحتية الحديثة، بما يسهم في خلق فرص عمل جديدة وتحسين بيئة الاستثمار في البلدين.
فيما بين أن رؤية التحديث الاقتصادي في الأردن ورؤية السعودية 2030، تلتقيان في أهداف واضحة ومستهدفات قابلة للقياس، وتشكلان معاً بوصلة مشتركة للتقدم والنجاح، وبالتالي فإن وزارة الاستثمار الأردنية ستعمل على تفعيل الاتفاقيات ومتابعة تنفيذها عبر خطة عمل مشتركة؛ تتضمن مشاريع محددة في قطاعات الطاقة، والنقل، والخدمات اللوجستية، والسياحة، والتقنيات الحديثة.
في الوقت نفسه، عقد أبو غزالة، على هامش المؤتمر، سلسلة لقاءات مع عدد من كبار التنفيذيين في بعض الشركات العالمية، بحث خلالها فرص التعاون والاستثمار في القطاعات ذات الأولوية ضمن رؤية التحديث الاقتصادي، حيث التقى مع نائب الرئيس التنفيذي للعمليات الدولية في شركة (شنايدر إلكتريك)، ومع رئيسة مجلس الإدارة والرئيسة التنفيذية لشركة (EDF Power Solutions)، وممثلي شركة (Wyld) العالمية.
كما التقى مع الرئيس التنفيذي لشركة (Novalexi) محمد نصير، وهي شركة سعودية ناشئة أسسها مغتربون أردنيون، ومع الرئيس التنفيذي لشركة (Pearson) عمر عبوش، جرى بحث إمكانية توسيع نشاطات الشركة في الأردن، ومع الرئيس التنفيذي لمجموعة سمو القابضة سعيد النهدي، الذي أكد اهتمام الشركة بمشاريع البنية التحتية والتطوير العقاري في الأردن، بالإضافة إلى مشاريع التطوير الصناعي.
وزير الاستثمار حقق خطوة ايجابية مهمة بالبدء بجولاته الخارجية لجذب الاستثمار بزيارة السعودية الشقيقة، والتي تربطنا بها العديد من القواسم المشتركة التي تجعلها الوجهة الأولى المستهدفة لتعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية؛ لأسباب كثيرة نعرفها جميعاً.
ونحن نأمل أن تتعزز الاستثمارات السعودية في الأردن، في وقت تشهد فيه استثماراتها توسعاً عالمياً كبيراً في كافة المجالات، وأملنا كبير أن نسمع عن شراكات استراتيجية أردنية سعودية كبرى في العديد من القطاعات الحيوية الرئيسية، وأن تتكلل جهود الوزيرين أبو غزالة والفالح بالنجاح والتوفيق.