1. التضخم المستمر والسياسات النقدية:

التضخم:

في 2025، لا تزال معدلات التضخم العالمية مرتفعة نسبيًا، حيث تتجاوز التضخم في الولايات المتحدة هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2% (حوالي 2.5% حسب تقارير حديثة). هذا يدفع المستثمرين إلى الذهب كوسيلة للحفاظ على القيمة.

أسعار الفائدة:

الاحتياطي الفيدرالي أبقى أسعار الفائدة في نطاق 4.25-4.5% خلال الاجتماعات الأخيرة لعام 2025، مع توقعات بتخفيضات محدودة (نصف نقطة مئوية بحلول نهاية العام). انخفاض أسعار الفائدة يقلل من تكلفة الفرصة البديلة للاستثمار في الذهب، الذي لا يدر عائدًا، مما يعزز جاذبيته.

التحفيز النقدي:

السياسات التوسعية، مثل استمرار الإنفاق الحكومي وزيادة الدين العام الأمريكي، تزيد من المخاوف من التضخم على المدى الطويل، مما يدفع الطلب على الذهب.

2. التوترات الجيوسياسية:

الصراعات العالمية: التوترات المستمرة، مثل الحرب في أوكرانيا، والتوترات في الشرق الأوسط، وتصاعد عدم الاستقرار في مناطق مثل كوريا الشمالية وسوريا، تعزز الطلب على الذهب كملاذ آمن. على سبيل المثال، تقارير تشير إلى أن التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بما في ذلك التعريفات الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب، أدت إلى دفع أسعار الذهب إلى مستويات قياسية.

الأزمات الإقليمية: أزمة الديون السيادية الأوروبية وتفاقم عدم الاستقرار في دول عديدة (بسبب الجفاف وما بعد الحرب الأهلية) يزيدان من الطلب على الذهب كأصل موثوق في أوقات الأزمات.

3. طلب البنوك المركزية:

البنوك المركزية، مثل تلك في الصين، الهند، تركيا، وبولندا، تواصل شراء الذهب بكميات كبيرة لتنويع احتياطياتها بعيدًا عن الدولار الأمريكي. في 2025، من المتوقع أن تصل مشتريات البنوك المركزية إلى حوالي 900 طن، وهو ما يشكل دعمًا قويًا للأسعار.

الصين، على وجه الخصوص، زادت احتياطياتها من الذهب لعدة أشهر متتالية حتى أبريل 2025، مما يعكس استراتيجية طويلة الأمد لتقليل الاعتماد على الدولار.

4. العرض المحدود:

إنتاج الذهب محدود بسبب ارتفاع تكاليف التعدين وصعوبة اكتشاف مناجم جديدة. على سبيل المثال، تم الإعلان عن اكتشاف منجم ذهب جديد في مصر باحتياطي يتجاوز 8.5 طن، لكنه لا يزال غير كافٍ لمواكبة الطلب العالمي المتزايد.

العرض الإجمالي من الذهب (من التعدين وإعادة التدوير) لا يزال دون مستويات الطلب، مما يدفع الأسعار للارتفاع.

5. الطلب الاستثماري والصناعي:

الاستثمار: المستثمرون الأفراد والمؤسسات يزيدون تخصيصاتهم للذهب، خاصة في آسيا (الهند والصين)، حيث يرتفع الطلب على المجوهرات والاستثمارات المادية.

الصناعة: الذهب يُستخدم في الإلكترونيات والتكنولوجيا، مما يزيد الطلب الصناعي، خاصة مع نمو القطاعات التقنية.

6. تحركات الدولار الأمريكي:

على الرغم من قوة الدولار في بعض الفترات خلال 2025، إلا أن فترات ضعفه (خاصة عند توقع تخفيضات في أسعار الفائدة) تدعم أسعار الذهب. عندما يضعف الدولار، يصبح الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين الذين يستخدمون عملات أخرى.

البيانات الحالية (سبتمبر 2025):

وفقًا لتقارير حديثة، وصل سعر الذهب ومتجاوزا 3600 دولارًا للأونصة في 6 سبتمبر 2025، بارتفاع 6.47% خلال الشهر الماضي و44.23% مقارنة بالعام الماضي.

توقعات الأسعار تشير إلى أن الذهب قد يصل إلى 4000 دولارًا للأونصة بحلول الربع الرابع من 2025، وقد يتجاوز اكثر من ذلك  بحلول منتصف 2026، مدفوعًا بالطلب القوي واستمرار التوترات الجيوسياسية.

توقعات المستقبل:

العوامل الصعودية: استمرار الطلب من البنوك المركزية، التوترات الجيوسياسية، والتوقعات بتخفيضات إضافية في أسعار الفائدة قد تدفع الأسعار نحو 4000 دولار بحلول منتصف 2026.

العوامل الهبوطية: إذا هدأت التوترات الجيوسياسية أو اصبح الدولار اقوى  بشكل كبير بسبب سياسات الاحتياطي الفيدرالي المتشددة، قد نشهد تصحيحًا مؤقتًا في الأسعار، لكن الذهب لن ينخفض بشكل كبير بسبب دعم الطلب الأساسي.