أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    20-Nov-2025

الاستثمار.. ماذا يحتاج؟*علاء القرالة

 الراي 

جذب الاستثمارات وحمايتها لم يعد مهمة تقوم بها الدولة فحسب، بل أصبح مسؤولية وطنية يتشاركها كل أردني في موقعه، لأن أثره يمتد إلى كل بيت ويطال مستقبل شبابنا وتنمية مناطقنا وتعزيز قوتنا الاقتصادية، ومن هذا المنطلق فإن الحفاظ على بيئة استثمارية جاذبة يتطلب منا جميعاً أن نكون داعمين للاستثمار، فكيف نستطيع ذلك؟.
 
دعم الاستثمارات والمساهمة بجذبها مسؤوليتنا جميعا.. مواطنين وإعلاميين ونشطاء تواصل اجتماعي.. بالإضافة إلى القطاعين العام والخاص.. وهو يكون بالكلمة والموقف والسلوك، وعكس الصورة الحقيقية عن الأردن كبلد آمن ومستقر وقادر على استقطاب المشاريع النوعية، بعيدا عن المبالغات والإشاعات التي قد يطلقها البعض أو يضخمها الإعلام ووسائل التواصل دون إدراك لمدى ضررها على الاقتصاد الوطني.
 
على الأردنيين اليوم أن يكونوا شركاء في الترويج للاستثمار، كل من موقعه، سواء عبر الحديث المسؤول أو التعامل الإيجابي أو حتى الامتناع عن نشر أي صورة سلبية ناتجة عن حالات فردية لا تمثل الوطن ولا أهله، فالكلمة قد تكون جسرا يجذب مستثمرا أو قد تكون حاجزا يصده، والمسؤولية هنا تقع على الجميع، لأن أي تعطيل للاستثمار أو إعاقة لعمله لا يمس المستثمر وحده، بل ينعكس سلبا على فرص العمل التي يمكن أن يحصل عليها شبابنا وشاباتنا.
 
جلالة الملك عبدالله الثاني قدم نموذجا استثنائيا في دعم الاستثمار وجذبه إلى المملكة، عبر لقاءاته المستمرة في مختلف دول العالم مع كبار المستثمرين وقادة الأعمال، حاملا رسالة الأردن وفرصه الواعدة وإمكاناته الكبيرة، بالإضافة إلى زيارة المصانع والاستثمارات بشكل دوري، ما أثمر عن تدفق استثمارات بعشرات المليارات، وتشغيل مئات الآلاف من الأردنيين، ورفع الصادرات الوطنية بنسب تصاعدية خلال السنوات الماضية.
 
إن ما نشهده اليوم من «توسعات استثمارية» متواصلة دليل على أن الأردن يمتلك المقومات التي يبحث عنها المستثمرون، وأن دوره الإقليمي وقدرته على توفير بيئة آمنة من أهم عناصر الجذب التي يثمنها العالم، ومن هنا فإن واجبنا جميعا أن نكون سندا لهذه الجهود، وأن ندرك أن الاستثمار ليس مشروعا خاصا، بل مشروع وطني ينعكس خيره على الجميع، وأن إيذاءه أو التشكيك فيه هو ضرر مباشر لكل أسرة أردنية يمكن أن تستفيد منها.
 
خلاصة القول، الاستثمارات إن أضعناها أضاعتنا، وحمايتها واجب وطني، ودعمها جزء من التزامنا تجاه أنفسنا ومستقبل أبنائنا، فالأردن يستحق منا أن نكون سفراء له بالكلمة الطيبة، وبنشر الحقيقة، وبالإيمان الدائم بأن قوتنا تكمن في قدرتنا على العمل معا لبناء بيئة اقتصادية مزدهرة تعكس رؤية جلالة الملك وتحقق طموحات الأردنيين والأجيال المقبلة.